شبکة تابناک الأخبارية: إمعانا في تخويف الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي من إيران "النووية" وبذريعة أن التهديد والإجبار النووي لا يجدي نفعا حاول معهد "بروكنغز" الأميركي إقناع هذه الدول بضرورة استقرار القوات العسكرية الأميركية في المنطقة.
وفي الجزء الخامس من مقالها للمعهد حول تأثير الملف النووي الإراني على دول الخليج الفارسي أشارت "سوزان مالوني" على هذه الدول بعدم حصر التعاطي مع الأنشطة النووية الإيرانية بالاجتناب أو المواجهة، ذاكرة أن التوليف بين التعاون الفعال مع النظام الردعي الأميركي والسعي لحمل طهران على تحمل مسؤولياتها في المنطقة يصب في صالحهم ويحقق حلمهم التاريخي في خلق توازن مقابل إيران".
وتابعت مالوني: "إن تشكيل حلف أمني إقليمي يضم جميع دول حوض الخليج الفارسي ويمنح "أصحاب المصالح!"، كأميركا والصين والهند وروسيا والاتحاد الاوربي، دورا مهما فيه سيبلور آلية بنّاءة لمواجهة التوترات في فترةٍ تزداد فيها الإبهامات وعدم الثقة".
وبيّنت المحللة أن التهديدات المعلَنة للكيان الإسرائيلي والمبطنة لأميركا باستخدام القوة لمنع إيران من بلوغ العتبة النووية لها هي الاخرى تداعياتها الخطيرة وهي لجوء إيران إلى إخفاء أنشطتها النووية الأمر الذي شوهد من بعض الدول التي نجحت في صنع السلاح النووي بعد الحرب العالمية الثانية كالهند وباكستان.
وزعمت الكاتبة أن رصد إيران لميزانيات ضخمة من أجل برنامجها النووي وعدم استعدادها للتسوية حوله على الرغم من الضغوط الاقتصادية المنهكة وتحذيرات القوى العظمى والتلويحات الأميركية والإسرائيلية بالضربة العسكرية يشير إلى أن التهديد الذي تشكله طهران يفوق مجرد تأمين حصانة نووية ويدفع الدول المجاورة بالتفكير مليّا في نياتها وأهدافها (على حد تعبير الكاتبة)، وأضافت: "لكن ثمة سيناريوهات مختلفة من شأنها أن تغير استراتيجية إيران وتصميمها على بناء ترسانة نووية".
وفي تحريض واضح لدول الخليج الفارسي وتمهيداً لبقاء القوات الأجنبية في المنطقة ذكرت الكاتبة أن الظروف بعد بدء إيران ببرنامج التسلح المزعوم ستكون غاية في السوء بالنسبة لدول الجوار خاصةً ودول العالم عامةً مما يحتم بشكل أكبر اتخاذ خطوات لرفع مستوى الردع ضد طهران، مضيفة: "الخطوات التي ينبغي تنفيذها هي بناء هيكلية أمنية متينة لدول الخليج الفارسي، واستقرار القوات الأميركية في المنطقة للوقوف بوجه أي "اعتداء أو تحركات إيرانية!"، وتوطيد الاتحاد بين الحلفاء الإقليميين، وصياغة آلية دائمة لإدارة الأزمات، وتعزيز تعاون ومشاركة المنتفعين بما فيهم الكيان الصهيوني والصين وروسيا(!)".
وفي اعتراف ضمني من مالوني بعدم امتلاك إيران لترسانة نووية ذكرت أنه مهما بلغ قصور الأجهزة المخابراتية الأميركية وغيرها فلا يمكن لإيران أن تبني ترسانة نووية من دون أن تُكتشف، إما عن طريق الاختبار أو الإعلان أو تسريبات أجهزة المخابرات، وعندها (حسب مالوني) ستعاني إيران من تراجع في العلاقات الدبلوماسية والتجارية وعزلة وضغط اقتصاديين.
وتماديا في سياسة الإرعاب من الجمهورية الإسلامية المسالمة وعدم التطرق إلى الكيان الصهيوني بكل تاريخه الإجرامي خوّفت الكاتبة دول الخليج الفارسي لاسيما الصغيرة منها من التداعيات الاستراتيجية للكشف عن امتلاك إيران للترسانة النووية وهي ازدياد احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران من حدود هذه البلدان مما يستوجب أكثر من ذي قبل التأهب لمثل هذا السيناريو والتخطيط الاحتياطي للتقليل من الآثار المحتملة للرد الإيراني على "البنية التحتية والمدنيين!" (بزعمها) وتقوية التدابير الأمنية والدبلوماسية لمواجهة الهجمات الإيرانية المضادة.
وحول التنبؤ بما وراء الضربة العسكرية ألمحت مالوني لغياب التنبؤات حول مستقبل الوضع الإيراني في مرحلة ما بعد الحل العسكري أو الدبلوماسي لملفها النووي، موضحة أن بإمكان دول الخليج الفارسي ـ باعتبارها المنتفعة والمجاورة لإيران وبما لديها من باع طويل في التعامل مع الحكومة الإيرانية ـ أن تلعب دورا مهما في تزعم المساعي والتخطيط للمرحلة التالية غير المتوقعة للسياسة الإيرانية.