۴۴۲مشاهدات

معهد دراسات استراتيجية: الغرب استسلم امام ايران

في ضوء هذه النماذج من المستبعد ان تؤدي العقوبات لارغام ايران على وقف برنامجها النووي . وبعيدا عن اللغة التي تستخدمها واشنطن وبروكسل فان الغرب يمضي قدما وبشكل تدريجي الى الاعتراف رسميا بايران النووية .
رمز الخبر: ۱۱۳۹۱
تأريخ النشر: 03 February 2013
شبكة تابناك الاخبارية: قال معهد "كاتو" للدراسات الدولية والاستراتيجية انه وبغض النظر عن اللغة التي تستخدم من قبل واشنطن وبروكسل في الوقت الراهن فان الغرب بدا يعترف تدريجيا ورسميا بايران النووية. وقد بدأ الاتحاد الاوروبي وامريكا التمهيد لهذه الخطوة الدبلوماسية بعيدا عن اي ضجيج .

واضاف المقال الذي نشره المعهد بقلم البروفيسور " استيو اج هانكه " ان العقوبات خلقت مشاكل اقتصادية كثيرة لايران ورفعت معدل التضخم في هذا البلد الى ذروته وهذا ما لا شك فيه ، لكن ايران حكومة وشعبا تعلمت كيفية الالتفاف على العقوبات التي اثبتت التجارب التاريخية فشلها . ولذلك فقد توصل الغرب وامريكا الى قناعة ان المفاوضات الدبلوماسية هي الخيار الانجع . 

واشار هانكه الى ترشيح الرئيس الامريكي لـ " تشاك هيغل" لتولي حقيبة الدفاع مستنتجا بان هذه الخطوة تعني ان المسالة الايرانية - لاسيما العقوبات الاقتصادية - ستبقى الملف الاهم وقال : ان هيغل تعرض الى انتقادات حادة من قبل المحافظين الجدد وبعض الداعمين المتطرفين للكيان الاسرائيلي حين شكك في جدوائية العقوبات لمنع ايران من تطلعاتها النووية ، الرؤية الصائبة التي تبين صحتها في الوقت الراهن . 

وتابع هذا الخبير الاقتصادي قائلا : طبعا لا يخفي ان الحظر غير آليات التعاملات المالية والتجارية في ايران ورفع معدل التضخم الى مستوى غير مسبوق ، لكن انخفاض هذا التضخم في شهر اكتوبر يكشف عن نجاح التكتيكات التي اعتمدتها ايران لمواجهة العقوبات . فرغم ان نسبة التضخم مازالت مرتفعة الا ان الوتيرة المتنامية لهذا التضخم بدات تنحسر ، هذا فضلا عن ان الحكومة الايرانية ومن خلال انتهاج نظام تجاري جديد ومعقد للتعامل بالعملة الصعبة نجحت في التعامل مع العقوبات وذلك لان الايرانيين باتوا خبراء في الالتفاف على الحظر الغربي . وخير دليل على ذلك كميات الذهب التي وصلت ايران خلال الاشهر الاخيرة . فبعد ان قلل التضخم من القوة الشرائية للمستهلكين ومنعت الشركات الايرانية من التعامل مع المؤسسات المالية الدولية ، تحول الايرانيون الى شراء الذهب الذي يشكل ذخيرة مطمئنة وحلقة وصل للتبادل التجاري . 

ويشير المقال الى ان غالبية هذه الكمية من الذهب تستورد من تركيا واضاف : ان تركيا وبسبب ضغوط حلفائها الغربيين علقت عملية تصدير الذهب الى ايران عبر انظمتها المصرفية ، ولكن هذه المسالة لا تشكل عائقا امام الوسطاء الذين يسهلون عملية تجارة الذهب في مقابل الغاز الطبيعي بين ايران وتركيا لاسيما عبر الامارات . 

ويرى هانكه ان العقل السليم يقضي بان المشاكل الاقتصادية التي تعرض لها النظام الايراني بسبب الحظر سترغمه على وقف برنامجه النووي ، ما يعني نجاح الحظر والعقوبات . ولكن حتى لو قبلنا جدلا بامكانية هذا الخيار ، فالسؤال المطروح هو كم سيستغرق من الوقت لتنجح العقوبات ؟ التنويه الى النموذج الكوبي قد يكون كافيا في هذا المجال حيث ان هذا البلد يتعرض ومنذ 3 عقود لعقوبات احادية من قبل امريكا ولكن نظام كاسترو ما زال قائما . وقد يقول البعض ان كوبا لم تواجه هذا التضخم الذي تشهده ايران حاليا ، لكن علينا ان نقول بان زيمبابوي عاشت نفس الظروف بل اسوا . وفي الحقيقة ان الحظر والتضخم غير المسبوق في زيمبابوي ( ثاني اكبر تضخم في العالم ) لم ينجحا في اسقاط موغابيه من الحكم رغم مضي 33 عاما . 

في ضوء هذه النماذج من المستبعد ان تؤدي العقوبات لارغام ايران على وقف برنامجها النووي . وبعيدا عن اللغة التي تستخدمها واشنطن وبروكسل فان الغرب يمضي قدما وبشكل تدريجي الى الاعتراف رسميا بايران النووية . وهذا ما توصلت اليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضا ، ولذلك بدات مفاوضات مع المسؤولين الايرانيين . كما ان امريكا والاتحاد الاوروبي شرعا بالتمهيد لهذه الخطوة الدبلوماسية بهدوء وبعيدا عن اي صخب . 

ولا يخفى على احد ان العقوبات كانت مدمرة ولكنها في النهاية لم تنجح في ثني النظام الايراني لوقف نشاطاته النووية المتنامية بموازاة زيادة كراهية الغرب وامريكا من قبل الشعب الايراني . والظاهر انه رغم الموقف الاقتصادي العصيب الذي تواجهه ايران الا ان المؤشرات التي تلوح في الافق على صعيد تنمية الطاقات النووية تجعل انتهاج الخيار الدبلوماسي هو افضل الخيارات الذي يضمن منافع جميع الاطراف ، وفي الحقيقة ان خيار المفاوضات هو الخيار الوحيد المتبقي .
رایکم