شبکة تابناک الأخبارية: القوّات البحرية لجيش لجمهورية الإسلامية الإيرانية وحرس الثورة الاسلامية تشهدان تنامياً متسارعاً بهدف الدفاع عن مصالح البلد في الخليج الفارسي وبحر عمان.
ونشر معهد "أمريكان إينتربرايز" تقريراً بقلم "مايكل روبين" أشار فيه إلى أنّ أنظار العالم تتركّز على البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، في حين أنّ طهران تركّز على تطوير القوّات البحرية للجيش وحرس الثورة ".
ففي الخامس والعشرين من شهر تموز - يوليو عام 2011م أعرب قائد الثورة الإسلامية عن دعمه للقوات البحرية للجيش وحرس الثورة، وأكّد بالقول: القوات البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوات حرس الثورة البحرية هما رمز لاقتدار الشعب الإيراني في دفاعه عن مصالح البلد في الخليج الفارسي وبحر عمان.
وبالطبع فإنّ السيد القائد عندما يتحدّث عن شيء فهو لا يروم تحقيق أهداف سياسية، بل كلامه واضح يعكس الواقع، فهو يؤكّد على ضرورة تظافر الجهود لتطوير القوات البحرية.
يُذكر أنّه في السنوات الماضية بذلت الجمهورية الإسلامية مساعي بهدف تعزيز تواجدها في المياه الدولية وبحر عمان والمحيط الهندي، ومثال ذلك تأسيس مقرّ عسكري في ميناء "جاسك" الصغير الواقع في بحر عمان خارج مضيق هرمز.
كما أعلن قائد القوة البحرية للجيش الادميرال "حبيب الله سيّاري" بأنّ إيران تنوي إرسال قواتها البحرية الى المحيط الأطلسي، فيما أكّد "منصور مقصود لو" مساعد شؤون الأبحاث والاكتفاء الذاتي في القوات البحرية أنّ إيران تهدف إلى صناعة حاملات طائرات، ومن بعده صرّح "عباس زميني" المساعد التقني للقوات البحرية بأنّ طهران تنوي صناعة غواصة نووية. وبالطبع فإنّ صناعة هذا النوع من الغواصات يتطلب تخصيب اليورانيوم بنسبة 97 بالمائة.
وفي خضمّ هذه التصريحات فإنّ القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش ولحرس الثورة قد شهدت تطوراً ملحوظاً، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979م قامت السفن البحرية الإيرانية في الأشهر الماضية بعبور قناة السويس لأول مرّة، وكذلك فإنّ القوات البحرية الإيرانية تتصدى للقراصنة خارج منطقة القرن الإفريقي. وخلال الشهرين الماضيين رست بارجتان حربيتان إيرانيتان في ميناء بالسودان حيث يرى البعض أنّ طهران تسعى لتأسيس مقرٍ دائمٍ في سواحل البحر الأحمر. وخلال الأسابيع الماضية أزاحت القوات البحرية الستار عن عوّامة مطوّرة وطوربيد جديد له القدرة على إطلاق صاروح "سينا 7"، وبثّ التلفزيون الإيراني خبراً عن تدشين غواصتين جديدتين.
ولو كان من المقرر أنّ يقتصر نشاط قوات حرس الثورة على المياه الداخلية، فإنّ القوات البحرية التابعة لها وللجيش ستضطرّ لأن تغطي الشريط الساحلي البالغ 1500كم- بما في ذلك سواحل بحر خزر -باعتباره الخط الأمامي لها، بينما حزم القوات البحرية الإيرانية يشير إلى تأسيس جيلٍ جديدٍ.
ففي الوقت الذي اعتاد الجيش الأمريكي على التعامل مع القوات البحرية الإيرانية داخل مياه الخليج الفارسي التي هي أقل عمقاً وأضيق مساحةً من المحيط، فإنّ إيران تسعى للسير قدماً في بحر عمان وشمال المحيط الهندي. وطلبات طهران بضرورة خروج القوات البحرية الأجنبية من الخليج الفارسي سوف تتزايد مستقبلاً.
وبالطبع فإنّ تطوير مقرات القوات البحرية في سواحل بحر عمان هو علامة على سعي إيران لإغلاق مضيق هرمز عند اقتضاء الحاجة. والبيان الصادر عن "سيّاري" حول عدم شرعية استقرار القوات البحرية الدولية في شمال المحيط الهندي يشير إلى أنّ تطوير قدرات إيران يزيد من طلبات إيران التقليدية في ضرورة خروج القوات البحرية الأجنبية من الخليج الفارسي.
وإنّ الأهداف الإيرانية قد تؤدي إلى انتهاء عهد الملاحة الآمنة في شمال المحيط الهندي سريعاً.