۴۷۰مشاهدات
ويُذكر المقال أنّ شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) تضمّ حالياً ما يقارب 400000 عضوٍ من السعودية، إضافةً إلى الأعضاء الرسميين الذين لم يسجّلوا هويتهم ولم يضعوا صورهم في الموقع.
رمز الخبر: ۱۱۲۱۸
تأريخ النشر: 15 January 2013
شبکة تابناک الأخبارية: أكدت الخبيرة الأميركية باربارا سلافين أن المستقبل السياسي والاجتماعي للسعودية هو مخاض لحدوث تغييراتٍ جذرية ولاسيما بعد دخول الشباب السعودي في الأجواء الافتراضية للإنترنيت وتعرّفهم على المجتمع العالمي.

ونشر مركز "مجلس الأطلسي" للدراسات السياسية مقالاً بقلم "باربارا سلافين" حول اطّلاع الشباب السعودي، ولا سيما السيدات، على المجتمع العالمي وما تمخّض عن ذلك من مطالبهم بالانفتاح أكثر في المجال السياسي والحصول على حرياتهم الشخصية. 

وتعتقد الكاتبة أن هذا الأمر سوف يكون سبباً لزيادة الضغط على النظام الملكي الحاكم هناك، مضيفة أن قصور وإهمال النظام السعودي بتقديم خدمات تعليمية واقتصادية، وبالأخص حلّ مشكلة البطالة هو الذي أجج نار الغضب الشعبي في المدن السعودية. 

ويُذكر المقال أنّ شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) تضمّ حالياً ما يقارب 400000 عضوٍ من السعودية، إضافةً إلى الأعضاء الرسميين الذين لم يسجّلوا هويتهم ولم يضعوا صورهم في الموقع. 

وترى الكاتبة أنّ الشباب السعودي سوف يتحوّل بالتدريج إلى التحدي الأكبر للنظام الحاكم، وهذا ما ذكرته الكاتبة "كارليل مورفي" في كتابها الجديد "مستقبل نظامٍ ملكيٍّ، السعودية برؤية أبناء العشرين"، حيث طرحت فيه صورةً دقيقةً للشباب السعوديين وذكرت التحدي الذي خلقوه لحكومتهم المتنفّذة اقتصادياً وإقليمياً. 

وإعتبرت الكاتبة أن "السعودية اليوم هي البلد الوحيد الساكن في تلاطم أعاصير الشرق الأوسط، ورغم الثورات الشعبية وسقوط أنظمة الجوار، فإنّ هذا البلد قد شهد استقراراً إلى حدٍّ ما خلال العامين الماضيين. 

وفي معرض اشارتها الى الإحتجاجات التي شهدتها المناطق الشرقية من السعودية تقول سلافين، إن "المناطق الشيعية في شرق البلاد شهدت تظاهراتٍ واسعةً تمكّنت الحكومة من قمعها. 

ولفتت سلافين الى ماذكرته "مورفي" في الكتاب المذكور أنّ النظام الملكي السعودي سوف يواجه مشاكل متزايدة في العقدين التاليين نظراً للمطالب الشعبية التي تدعو إلى توفير الفرص العمل والسكن وسائر ما يحتاجه الشعب، ناهيك عن مطالب الشباب لحريّاتهم الشخصية. 

يُذكر أنّ الشباب يؤلّفون ما نسبته 64 بالمائة من المجتمع السعودي البالغ 19 مليون نسمةٍ، لذا ترى الكاتبة انّ الشعب سوف يضغط على الحكومة قريباً بغية كسر القيود الشخصية وإنهاء النظام الملكي واجتثاث الظلم الاقتصادي الذي يعاني منه، وذلك بسبب اطّلاع الشباب على التقنية الحديثة وإرسال أكثر من 140000 طالبٍ جامعيٍّ إلى خارج البلاد. 

ويشير المقال الى تنامي مستخدمي شبكة الإنترنيت في السعودية الذي تجاوز عددهم السبعة ملايين، أي أكثر من نصف المجتمع السعودي! لذا فإنّ أكثر متصفّحي "تويتر" في البلدان العربية هم من السعوديين. 

وتضيف الكاتبة أنه "لهذا السبب عندما تخرج تظاهرات في الشوارع السعودية فإنّ الشعب يلجأ إلى شبكات التواصل الاجتماعي". 

ونوهت الى ما قامت به المواطنة السعودية "منال الشريف" في عام 2011 حيث صورت نفسها وهي تقود سيارة لتبدأ حملةً ضدّ منع النساء من القيادة في هذا البلد، الأمر الذي أصبح مادّة خبرية طرية. 

ورغم عدم جدوى تشبّث الشعب السعودي بوسائل الإعلام الإنترنيتية لكي يسمع العالم صوته، إلا أنّ هذه الاعتراضات لم توجب حدوث أيّ تغييرٍ عمليٍّ. فهي فقط تعكس مدى سخط هذا الشعب ويأسه، إذ إنّ البلد الذي لا يتمتّع بجوٍّ سياسيٍّ سليمٍ، عادةً ما تُطرح فيه مناقشات محتدمة. 

وتؤكد الكاتبة أنّ الوهابية لا تحظى بالشعبية في اوساط الشعب السعودي ولاسيما الشريحة الشبابية، مستطردة الى ما ذكرته "مورفي" في كتابها حيث تقول إنّ "الاعتراضات على التحكّم الإجباري من قبل الوهابية ومذهبم الحكومي المتشدّد، هي أمور قد تزايدت بعد موت مفتيهم "عبد العزيز بن باز" عام 1999م. ولحدّ الآن لم يحلّ محلّه شخصٌ يتمتّع بنفوذه وسطوته. 

ومن الجدير بالذكر أنّ الشباب السعودي لا يعارض تعاليم الإسلام، لكنّه يعارض الفهم الوهابي للإسلام، والنساء بدورهنّ يأملن بحصول تغييراتٍ جذريةٍ في مجال حريّاتهنّ الشخصية. 

ويعتبر المقال أن التحدي الأهمّ الذي يُهدّد مستقبل هذه المملكة فهو الضغوط الاقتصادية والتغييرات الاجتماعية، إضافةً إلى أزمة البطالة التي تعصف بالبلاد. 

كما إعتبرت سلافين أن أزمة انتقال السلطة السياسية من الملك عبد الله إلى من يخلفه هي تعد أزمة أخرى قد تواجهها المملكة في المستقبل ، وهو أمرٌ يقلق الشباب في المملكة؛ بل إنّ هذا الأمر من شأنه رفع مستوى النزاعات القبلية والإقليمية وأيضاً حدوث صراعاتٍ في مجال تقسيم الثروة النفطية في أرض الحجاز.
رایکم