۵۲۱مشاهدات
باحث بمعهد أميركي:
ان الجانبين يتطلعان الى عقد اجتماع جديد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك امل بالتوصل الى اتفاق؟
رمز الخبر: ۱۱۲۱۶
تأريخ النشر: 15 January 2013
شبکة تابناک الأخبارية: قال المتحدث السابق باسم الفريق الايراني المفاوض في الموضوع النووي، وعضو في "معهد وودرو ويلسون للدراسات والأبحاث" الاميركي، حسين موسويان ان تسوية الموضوع بحاجة الى تقديم تنازلات من الجانبين (الايراني والغربي) بغية ارساء الثقة المتبادلة على اساس مبدأ جديد هو "الاكثر من اجل الاكثر".

وكتب موسويان الباحث في معهد "وودرو ويلسن" بجامعة "برينستون " مقالا تحت عنوان "اغلاق الملف النووي الايراني" نشره موقع "المانيتور" اعرب فيه عن اعتقاده بان الاشهر الـستة وحتى الـ 24 القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لايران وأميركا سواء على صعيد الموضوع النووي او العلاقات بين البلدين. 

واستعرض اسباب فشل المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى بسبب العقوبات القاسية التي فرضتها اميركا ضد ايران وتسريع الاخيرة في المقابل لوتيرة عمليات التخصيب، وقال: ان الجانبين يتطلعان الى عقد اجتماع جديد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك امل بالتوصل الى اتفاق؟

وقال موسويان ان "الاجتماع الاخير الذي عقد في الـ 13 من ديسمبر 2012 بين ايران ووفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية زاد من الامال المعقودة على حل سوء الفهم القائم بشان برنامج ايران النووي السلمي، وهذا ما اكده هيرمان ناكاريتس مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد عودته من طهران الى فيينا، حيث اشار الى تحقيق تقدم في المحادثات معربا عن امله بان يتم بلورة رؤية نهائية يجري تطبيقها في المحادثات التكميلية المقررة في السادس من يناير". 

وتابع موسويان في مقاله: ان "المؤشرات الايجابية لم تقف عند هذا الحد، بل ان اميركا واوروبا ايضا كانا اكثر ايجابية من السابق. فقد اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان واشنطن تقوم حاليا بمشاورات مكثفة مع سائر اعضاء مجموعة 5+1 لتقديم مقترحات جديدة الى ايران في الجولة القادمة من المحادثات. فيما اشارت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين اشتون بعد محادثاتها مع نظيرها الايراني ان الجانب الاوروبي يأمل بالتوصل الى اتفاق مع ايران في القريب العاجل حول كيفية استمرار المفاوضات وتحقيق تقدم ملموس لازالة هواجس المجتمع الدولي وايجاد آلية لحل سوء الفهم القائم عبر الدبلوماسية". 

ويستدرك موسويان قائلا انه "ورغم وجهات النظر الايجابية، فان هناك هواجس بشان ملف ايران النووي منها ان مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فنية بحته، في حين ان الملف النووي الايراني جرى تسييسه بامتياز. وهذا يعني ان على ايران والوكالة الدولية وقبل عقد الاجتماع القادم التوصل الى اتفاق سياسي". 

ويعتبر موسويان ان "توقيت المحادثات المقررة بين ايران ومجموعة 5+1 في ال 15 من يناير (2013) والمحادثات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية المقررة في الـ 16 من يناير يكشف بوضوح عن ان توصل ايران لاتفاق مع القوى الكبرى سيتمخض عن اتفاق ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو المخرج الذي يبحث عنه الجميع منذ سنوات". 

لكن المتحدث السابق باسم الفريق الايراني المفاوض في الموضوع النووي يعتقد بضرورة الاتفاق على اولويات في المفاوضات، منها التوصل الى اتفاق حول مسألة التخصيب قبل موضوع النشاطات المزعومة، لان موضوع النشاطات العسكرية المزعومة هو موضوع قديم لا ينبغي ان يحول دون الاتفاقات الجديدة، واصرار الغرب على الموضوعات السابقة سيؤدي الى تيقن ايران بان ملفها النووي هو وسيلة لتمرير الاهداف النووية الغربية وليس مخرجا للازمة الراهنة. 

ويشدد موسويان على ان "على الجانبين اتخاذ خطوات متبادلة لبلورة الثقة فيما بينهما بغية الخروج من الطريق المسدود، ويقول: ان "موافقة دبلوماسيي مجموعة 5+1 على تحديث رزمة مقترحاتهم التي قدموها لايران في مايو 2011 ببغداد هي خطوة جيدة. وكانت رزمة المقترحات السابقة تطالب ايران بوقف عمليات التخصيب بنسبة 20 بالمائة واغلاق منشأة فوردو فضلا عن نقل اليورانيوم المخصب للخارج، وفي المقابل يقوم الغرب بتقديم قطع الغيار للاسطول الجوي المدني الايراني. وهذه المعادلة هي اشبه بتقديم اللوز في مقابل الماس. 

واشار الباحث في معهد "وودرو ويلسن" للسلام الدولي في مقاله الى ان المسودة الجديدة التي اعدتها اميركا والدول الاوروبية لم تشتمل على تغييرات كبيرة، ما حدا بالجانب الروسي الى التاكيد على ضرورة تقديم رزمة مقترحات متزنة واكثر واقعية وسخاء في المفاوضات القادمة مع ايران، لان اكتفاء الغرب بالتغييرات الشكلية سيجعل المفاوضات المقبلة تراوح مكانها". 

وحذر موسويان من تبعات فشل المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 وقال: ان "هذا الامر سيوجه ضربة قاضية للمحادثات بين ايران والوكالة الذرية وبالتالي سيمنح دعاة الحرب في الكيان الاسرائيلي وواشنطن الفرصة لفرض عقوبات اكثر قساوة ضد ايران والتشجيع على شن هجوم عسكري ضد بلد تبلغ نفوسه 75 مليون نسمة". 

ويرى المفاوض الايراني السابق ان اتخاذ بعض الخطوات قد يؤدي الى خروج المفاوضات النووية من طريقها المسدود منها: 

اولا: موافقة ايران على وقف التخصيب بنسبة 20% والاكتفاء بنسبة 5% الذي يلبي حاجتها الداخلية. اتخاذ مثل هذه الخطوة يفوق الالتزامات المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي". اما الاجراء الاكبر الذي بامكان ايران ان تتخذه فهو تصدير اليورانيوم المخصب الزائد عن حاجتها للخارج لتقدم ضمانات قوية على سلمية برنامجها النووي، ما يفرض على الجانب الاوروبي ان يقوم بخطوات تتناسب مع خطوات ايران مثل الغاء الحظر الاحادي المفروض على البنوك والقطاع النفطي الايراني. 

اما الاجراء الثاني الذي يراه موسويان ضروريا في مقاله فهو ان توافق ايران على تطبيق البروتوكول الملحق لاثبات شفافية برنامجها النووي امام العالم. في المقابل ووفقا للقانون الذي اقره مجلس الشورى الاسلامي الايراني فان على مجموعة 5+1 ان تعترف بحق ايران في مجال التخصيب وفقا لما هو منصوص عليه في معاهدة "ان بي تي". 

والاجراء الثالث هو قيام ايران بتبديد هواجس الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الجانب العسكري المزعوم في نشاطاتها النووية عبر السماح لمفتشي الوكالة بزيارة منشاتها النووية. (الامر الذي أجرته إيران مراراً). هذه الخطوة التي لم يقبل لحد الان اي عضو في معاهدة "ان بي تي" الرضوخ لها ستفوق مستوى التزامات ايران وفقا لمعاهدة "ان بي تي" والبروتوكول الملحق. والمفروض على مجموعة 5+1 في المقابل ان تبادر الى تعليق العقوبات المفروضة على ايران واعادة ملفها النووي الى مساره الطبيعي. 

والخطوة الرابعة والاخيرة على مسار انجاح المفاوضات النووية بين ايران والقوى الكبرى تتمثل في موافقة ايران على الحد من عمليات التخصيب، في مقابل تعهد روسيا بتوفير الوقود النووي لمحطة بوشهر الكهرونووية. هذه الخطوة التي هي ايضا تفوق التزامات ايران المنصوص عليها في معاهدة "ان بي تي" ستشكل بادرة حسن نية من قبلها. وفي المقابل على اميركا والغرب الغاء الحظر الاحادي المفروض عليها. 

ويختم المتحدث السابق باسم الفريق الايراني المفاوض في الملف النووي مقاله بالقول ان هذه الخطوات تكشف عن مبادرة جديدة هي " الاكثر من اجل الاكثر " وتشكل "مخرجا مشرفا" لايران والقوى العالمية الكبرى على اساس مبدأ "رابح - رابح". ولو تحلى جميع الاطراف بحسن النية فبامكانهم من خلال الخطوات آنفة الذكر التوصل الى نتيجة سلمية للازمة النووية الايرانية.
رایکم
آخرالاخبار