۱۲۵۸مشاهدات
رمز الخبر: ۱۱۱۷۹
تأريخ النشر: 10 January 2013
وثقت كتب أهل العامة قبل الخاصة انحراف غالبية الصحابة ليس عما وصى به نبي الرحمة وخاتم المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب بل حتى ما قاله وأمر به خلال حياته (ص) وهم يعرفون جيدا أنه "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى،إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"- سورة النجم (الآية 3و4) هذا اضافة الى تعرضه (ص) الى حوالي (20) محاولة اغتيال قام بها اليهود والمنافقون والكفار وحتى من كبار الصحابة ممن نصب نفسه خليفة للمسلمين بعد رحيل الرسول (ص).

فقد روى الغالبية العظمى لكبار العلماء والرواة والمؤرخين من أهل السنة وصغارهم في كتبهم وصحاحهم ومسانيدهم ومنها كتب صحيح مسلم والبخاري ومارواه الامام احمد في مسنده، والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين، وأبي زرعة في تاريخ الدمشقي، وابن حجر العسقلاني في الإصابة، والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة، والسيوطي في الجامع الصغير، والقندوزي في ينابيع المودة، والمقريزي في خططه، والمحب الطبري في الرياض النضرة ،وابن خلكان في وفيات الأعيان، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة، والعقيدة الواسطية، والمسعودي في مروج الذهب، والبلاذري في أنساب الأشراف، وابن كثير في تفسير القرآن الكريم، وابن حجر الهيثمي في صواعقه المحرقة، وغير هؤلاء من حملة الآثار من علماء أهل السنة حتى المعروف بحقده الكبير على آل الرسول (ص) ابن تيمية وذلك في كتابه "حقوق آل البيت"، الكثير من الانحراف وعدم إمتثال الصحابة خاصة كبارهم الآنف ذكرهم مما أكد عليه الرسول الأكرم (ص) على طول رسالته السماوية.

ففيما الرسول الاعظم (ص) على فراش الموت للالتحاق بربه الذي اشتاق لرؤيته والصحابة وأهل بيته من حوله فخاطبهم (ص) بقوله: "ائتوا بدواة وبيضاء لأزيل لكم إشكال الأمر، وأذكر لكم من المستحق بعدي"، فاذا بالخليفة الثاني يقول :"دعوا الرجل فإنه ليهجر" وقد جاء في صحيح البخاري ومسلم وأقر به الغزالي والذهبي وأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي والامام ابن الأثير والكثير غيرهم.

تم هذا في وقت لم يجف بعد الدواة التي كتب بها وقبل حوالي شهرين من ذلك اليوم المشؤوم "رزية الخميس"، حديث الغدير الذي يذكره العدو لآل الرسول (ص) قبل الصديق وروته كتبهم في الكثير من المواقع المذكورة آنفاً تلك المؤامرة التي قادها من قال قبل غيرهم "بخٍ بخٍ لك يا علي! لقد أصبحت مولانا ومولى كل مسلم ومسلمة" في حشود أكثر من (130) الف حاج كانوا مع نبي الرحمة محمد (ص) في حجة الوداع وشهدوا واقعة "غدير خم" عندما رفع يد وصيه وأخيه وأبن عمه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وهو (ص) ينادي بأعلى صوته "من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم ...".

فقد قرروا الانقلاب على الرسالة السماوية السمحاء وإعادة الأمة الى الجاهلية والظلمة والانحراف والصنمية والقبلية باجتماعهم في "سقيفة بني ساعدة" وتنصيب أنفسهم خلفاء على المسلمين بحد السيف وقوة المال والخداع والمكر والحيلة ولم يأبهوا من أرتكاب أبشع الجرائم من أجل ذلك من غصبهم لفدك وأرث الرسالة في ولاية الامام علي (ع) بعد النبي (ص) كما أمر الله سبحانه وتعالى بذلك "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة: 67).

وفعلوا ما فعلوا ببنته (ص) الوحيدة سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام حيث عصروها بين الباب والحائط وأسقطوا جنينها وأعابوا صدرها وأحرقوا دارها مأمن الوحي والرسالة السماوية حتى قضت نحبها شهيدة مسرعة للحاق بأبيها (ص)، وأبعدوا الوصي (ع) من الوصاية وفعلوا ما فعلوا به وبأهل بيته والصحابة المخلصين طيلة عقود حتى أردوه شهيداَ مضرجاً بدم رأسه الشريف في محراب مسجد الكوفة وهو قائم بالمسلمين في صلاة الفجر وفي شهر رمضان المبارك وفي احدى ليالي القدر التي فضلها الله سبحانه وتعالى على ألف شهر"ليلة القدر خير من ألف شهر"(القدر-3).

لقد نكث كبار الصحابة البيعة ومرقوا بالأمة ومزقوا صفوفها ونصبوا أعداء الله (جل وعلا) ورسوله (ص) على رقاب المسلمين من أبناء الطلقاء الذين حرم الرسول المصطفى (ص) وبأمر من الباري المتعال توليهم للأمور حيث قال: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" رواه الكثير من علماء العامة منهم "أبن الجوزي"و"الذهبي" و"ابن تيميه"، وسموه ب"خال المؤمنين" و"كسرى العرب" الذي استباح الدم المسلم كما تستباح دماء الكبش وخرج على امام زمانه الامام علي أميرالمؤمنين (ع) عندما تولى الأخير الخلافة وشن عشرات الحروب وأزهق أرواح عشرات الآلاف من المسلمين الابرياء كما يفعل اليوم احفاده في الكثير من البلاد الاسلامية منها البحرين والسعودية وقطر والامارات حيث يمزقون الأمة الاسلامية ويسفكون دماء الابرياء حفاظاً على سطوتهم وسلطتهم على رقاب العباد بدعم الارهاب والارهابيين التكفيريين هنا وهناك مثل العراق وسوريا ولبنان وافغانستان وباكستان وغيرها من البلاد الاسلامية.

وكان لأبن الطلقاء "معاوية" وولده شارب الخمر وفاعل الفجور "يزيد" يداَ طولى في تمزيق الأمة وإركاعها على الصنمية والجاهلية والقبلية ونقض المواثيق والوعود وضرب قوانين الله (سبحانه وتعالى) التي جاء بها الرسول المصطفى(ص) لانقاذ البشرية من الضلالة والظلمة والاستعباد والاستحمار الى عبودية الله الواحد الاحد والعيش الآمن والسليم، عرض الحائط وجعل المقررات المزيفة والاحاديث المدسوسة والاقوال اليهودية في نهج ايمان الأمة وتضليلها عن الطريق الصحيح وتزوير وتحريف الاحاديث والتفاسير طبقاً لهواهم، فنقض "خال المؤمنين" الصلح مع الامام الحسن عليه السلام وقال بصوت عال امام حشود المسلمين في الكوفة: "تظنون أني أقاتلكم من أجل الصلاة والصوم والحج، لا أنا أقاتلكم لأتأمر عليكم فأين الشريعة المحمدية؟" ومن ثم تأمر على قتل سبط الرسول (ص) وسيد شباب أهل الجنة مراراً حتى دس اليه السم, ارداه شهيداً ليلتحق بجده وأبيه ووالدته عليهم السلام أجمعين.

ولم يختلف الولد الفاجر عن أبيه المنافق أبن "هند آكلة الأكباد" اجراماً وتدميراً للاسلام وانتهاكاً لحرماته خلال السنوات الثلاث من حكمه، فدمر الكعبة في الأولى وأستباح أعراض المسلمين في المدينة بالثانية وقتل حفيد الرسول (ص) الامام الحسين بن علي (ع) سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته وأصحابه الميامين في طف كربلاء ومزق أجسادهم ودهسهم بحوافر الخيول وأحرق خيامهم وسبى نساءهم وأخذهم أسارى يطوف بهم في البلاد، في الثالثة وكل ذلك جاء من انقلاب الصحابة في "السقيفة" ورسول الله (ص) مسجى يلفظ أنفاسه المباركة الأخيرة وأخيه ووصيه بلامنازع أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب مشغول بتجهيزه وتكفينه ودفنه واذا بالأمة أنقلبت على أعقابها كما جاء في القرأن الكريم:" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين" (آل عمران- 144).

وقد توارث خبيث عن خبيث في بني أمية الحكم والسطوة على رقاب المسلمين وعملوا جاهدين على تفسيقها وتحريفها عن الصواب الذي جاء به الاسلام المحمدي الأصيل وأبعدوها عن مدرسته المستقيمة بعد أن رفض أسلافهم وكبار الصحابة العمل بما أوصى به الرسول محمد (ص) القائل: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا" تيمناً بما فعله الخليفة الثاني على عهد الأول وعهده في منع الصحابة الأوائل ولسنين طوال نقل وكتابة الاحاديث عن الرسول (ص) لتضيع الأمة وتنحرف نحو الصنمية والقبلية والجاهلية مرة اخرى كما جاء في الصحاح، والسنن، والمسانيد، والتفاسير، والسير، والتواريخ، واللغة وغيرها بأسانيد عديدة لأهل العامة اولئك الذين يكنون الحقد والعداء لآهل البيت (ع) وأنصارهم وأتباعهم منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ويستبيحوا دماءهم وحرائرهم بين قتل وسجن هنا وهناك خاصة في السعودية والبحرين وقطر.

واستمر الأمر هكذا على المسلمين حتى عام 132 تاريخ انتهاء الحقبة الأموية الدموية الفاجرة لتليها حقبة لا تنقص عنها أجراماً وانحرافاً وتزويراً وتزييفاً للاسلام وسفكا لدماء أهل البيت (ع) وزهقاً لأرواح أئمتهم الميامين الهداة عليهم السلام وشيعتهم وأتباعهم على يد بني العباس ليتوارثوا التزييف والدجل والكذب والتحايل بأسم الدين من بني أمية ويسددوا قبضتهم الحديدية على رقاب العباد ويستبيحوا البلاد من شمالها الى جنوبها ومن غربها حتى شرقها ويعثوا فيها الفساد تيمناً باسلافهم أبناء أبو سفيان وتمسكاً بما قاله هذا الطليق لأبنائه الفسقة الفجرة يوم تنصيب الخليفة الثالث عثمان بن عفان وفي دار الأخير وبحضور الكثير من الصحابة الذين نقضوا عهد الرسول (ص)، مخاطباً اياهم: "تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد صبيانكم، فوالذي يحلف به ابو سفيان لاجنة ولا نار إنما هو الملك". ثم أًخذ الى جبل أحد وهو أعمى ووقف على قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وقال شامتا بعد ان ركل قبره برجله: "ذق عقق" ثم قال "يا ابا عمارة إن الذي نازعناكم عليه بالامس صار بيد صبياننا"!

فأمتهن خلفاء بنو العباس الكذب والدجل والنفاق والتزوير وأراقة الدماء وإسكات الحق والحقيقة ودعم نشر الصنمية والقبلية ليعيدوا هم أيضاً الأمة الاسلامة الى عهد الجاهلية المظلمة لأنهم رأوا أسلافهم بني أمية كيف تمكنوا من الحكم بهذه الوسيلة واستمر الأمر على عهد العباسيين لأكثر من (500) عام فعلوا ما فعلوا بالاسلام والمسلمين يندى جبين الحر من ذكره فسالت انهار من دماء العلويين (من أئمة أهل البيت عليهم السلام) وأنصارهم واتباعهم وشيعتهم وأمتلأت السجون بهم فيما تم بناء الآلاف منهم في الجدران منذ عهد أبو العباس السفاح وحتى أخرهم عبد الله بن المنصور المستنصر واحداً تلو الآخر إجراماً ونهباً وسلباً واستباحة للقيم والأعراض والنواميس والحقوق.

ولكن كان لفترة سطوة "هارون" وأبنه "المأمون" على رقاب المسلمين وقع أكثر إيلاماً وتزويراً وخداعاً مما مهد لأنحراف أكبر للأمة على يد من تلاهم من خلفاء بني العباس، خاصة على عهد "المأمون" الذي لعب خدعة تنصيب الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام بمنصب ولاية العهد زوراً وبحد السف وبعد التهديد بالقتل وسفك دمه الطاهر ليبلغ ما كان يصبو اليه باغفال الأمة وإبقائها على جاهليتها تهرول من وراء الظواهر والسطحيات وإبعادها عن الالتفاف حول أئمتها الكرام الذين وصى بهم الرسول الأكرم (ص) واحداً بعد آخر عليهم السلام أجمعين وتشويه صورتهم بأنهم هم أيضاً طلاب للسلطة ويحبون الدنيا.

وما إن رآى "المأمون" بأنه فشل في بلوغ مبتغاه حتى دس السم الى الامام علي بن موسى الرضا (ع) وأرداه شهيداً في آخر يوم من شهر صفر ومن ثم بدأ هذه المرة وبالعلن ودون استحياء من استباحة الدم والعرض الشيعي في كل مكان وبنى مدرسة أموية – عباسية بقيت قائمة حتى يومنا هذا في معاداة الاسلام والرسول (ص) وأهل بيته الميامين (ع) وشيعتهم وأتباعهم في كل مكان تحت يافطة فتاوى وعاظ السلاطين المنحرفين في السعودية وقطر والأزهر من الوهابيين والسلفيين المجرمين الذين هم أبعد كل البعد عن الاسلام وما جاء به ونزل في القرآن الكريم. 
رایکم