قال الباحث السياسي العراقي الدكتور "جاسم الموسوي" أن قوى المقاومة الإسلامية استمدت قوتها من عمق الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بحيث اصبحت المعادلة من الدفاع في مواجهة الکیان الصهیوني إلى القدرة على المبادرة في مهاجمتها مضیفا أن ايران والمقاومة استطاعت من إضعاف عاصفة التطبيع وفرض العقوبات على هذا البلد وشدتها یدل علی أن التاثير كان كبيرا على الکیان الصهیوني والمنطقة التطبيعية.
وقال الدكتور جاسم الموسوي في تصريح خاص لمراسلة وكالة ارنا عن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني وتداعیات تصرفات هذه الدول على المنطقة وفلسطين: ماحصل في الأونة الأخيرة من تطبيع بعض الحكومات العربية لايشكل مفاجئة ولا تحدث ذلك التغيير الكبير في معادلة الصراع لأنها بالأساس كانت تقيم علاقات سرية مع الکیان الصهیوني وتقدم كل الوسائل لخدمة هذا الكيان.
وأضاف: اعتقدت إسرائيل أن الظهور للعلن من قبل هذه الدول سيمهد الطريق امام الاخرين لسير بهذا الإتجاه علما أن شعوب هذه الحكومات ترفض وبشكل قاطع إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وهي ربما واحدة من مصادر التهديدات لهذه الحكومات وربما التحديات أصبحت أكبر أمام هذه الدول بسبب وضوح موقفها بجانب إسرائيل في صراع مفتوح ولاتحمد عواقبه.
وعن دور إيران وجبهة المقاومة بالمنطقة في إحباط المؤامرات بعض الدول في إنشاء تنظیم داعش الإرهابي وتقديم الدعم له في تنفيذ بعض السياسات المعادية للإسلام والسیاسات التكفيري قال: بلاشك كان للتغيير في ايران بعد سقوط الشاه ووصول الامام الخميني (ره) ونجاح الثورة الاسلامية الأثر الكبير والتحدي الأقوى في معادلة الصراع بل أن قوى المقاومة الإسلامية استمدت قوتها من عمق هذه الدولة بحيث اصبحت المعادلة من الدفاع في مواجهة الکیان الصهیوني إلى القدرة على المبادرة في مهاجمتها.
وصرح أن محاولات الکیان الصهيوني لإشغال المنطقة بصراعات داخلية كان الهدف منه إضعاف المقاومة وتمرير المشروع الصهيو أمريكي من خلال تجميد الصراع العربي الإسلامي ضد الإحتلال الى تفعيل الصراع بین المسلمین اذن استطاعت ايران والمقاومة من اضعاف عاصفة التطبيع والدليل على ذلك العقوبات على ايران وشدتها بمعنى أن التاثير كان كبير على الکیان الصهیوني والمنطقة التطبيعية.
و ردا على سؤال هل يمكن تجاهل المقدسات والمعتقدات لأكثر من مليار مسلم في العالم استنادا إلی بعض المبادئ الغربية مثل حرية التعبير؟ قال: قد يتمكن الإعلام التطبيعي من التاثير في لحظة أو غفلة على العقل الجمعي في تجاهل المقدسات لكن بلاشك هناك عاملان لايمكن تجاهلهما الأول: البعد العقائدي المتجذر لدى مسلمي العالم بشكل عام والعرب بشكل خاص بموضوع القدس والثاني: التراجع وكشف المستور خلف من يقف في تمهيد الأرضية لنسيان أو تجاهل البعد العقائدي في المقدسات.
وأضاف لايمكن أن نعتقد أن موضوع المقدسات سيتم تجاهله أو الإبتعاد عنه خصوصا أن هذه الغاية دفعت اسرائيل وأمريكا مليارات الدولارات من أجل ترسيخها بالعقل الجمعي وفشلت بذلك والدليل هو إزدياد شعبية المقاومة والإنتصارات التي تحققت.
وعن أسباب محاولة الدول الغربیة وراء خلق موجة من الترهيب من ايران (إيرانو فوبيا ) والإسلام ( الإسلاموفوبيا) وتقديم الدعم لمن يؤجج هذه السياسات قال: تحديدا المنطقة منذ زمن بعيد، واحدة من عوامل إبتزازها وسرقة ثرواتها وجود فوبيا الخوف من الدول المجاورة لمنطقة الخليج ( الفارسي) والمشرق العربي وفتحت الدول الغربية باب من ابواب التاريخ في نشر إيرانو فوبيا كما شعرت بالخطر من نظام الجمهورية الإسلامیة الإیرانیة كونه صاحب السبق والدعم للمقاومة على ارض الواقع.
واعتبر تطور القدرات العسكرية لإيران وقدرتها على صناعة تحالفات معادية للغرب من الأسباب الأخرى لنشر إيرانو فوبيا من قبل الدول الغربية.