سماحة العلامة السيد هاشم السلمان:إلى متى ونشر تراثنا الشيعي ممنوع؟!
شبکة تابناک الأخبارية: تطرق سماحته إلى ما تلى واقعة الطف من الحوادث والمآسي التي عاشتها عائلة الحسين عليه السلام التي فقدت رجالها ولم يبقى منهم إلا الإمام زين العابدين عليه السلام الذي ادخرته العناية الإلهية ليرعى الركب الحسيني ويقوم بأعباء الخلافة والإمامة بعد أبيه ...

وسوف نقف على الدور العظيم  الذي  حققه في هذا الصدد في يوم ذكرى استشهاده الذي سيصادف يوم الأربعاء القادمة وبهذه المناسبة نهيب بالمؤمنين بأن يتفاعلوا لإقامة المآتم وإحياء مراسيم المناسبة والاستفادة من عطائها من خلال الوقوف على محطات حياته الشريفة

ثم تابع سماحته  بحثه السابق  للإجابة عن مدى تأثير نهضة الإمام الحسين عليه السلام على الواقع الإسلامي فتناول في هذه الخطبة مدى تأثير نهضة الإمام الحسين على واقع الكيان الإسلامي الشيعي، وجوداً وبقاءً وانتشاراً ونفوذاً.

وقال سماحته إن الكيان الإسلامي الشيعي اعتمد في انتشاره على ثلاث قوى:  البرهانية ،والنفسية العاطفية ،والإعلامية الثقافية ،  فهذه القوى الثلاث كانت وراء استمرار وبقاء وقوة الكيان الإسلامي الشيعي.

وشرح سماحته  دور القوة البرهانية  فقال إن الكيان الإسلامي الشيعي يعتمد على الكتاب والسنة ،  ويقصد بالسنة قول وفعل وإمضاء المعصوم عليه السلام، المتمثلة بالعترة  كما جاء  في الحديث: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وهذا يتوقف على بقاء وسلامة الكتاب والسنة الذين بقيا سالمين بفضل نهضة الحسين ع ،  فإذا لم يكن الكتاب والسنة محفوظين لا يمكن الاستدلال والبرهنة على أصالة التشيع ،  لأن السنة هي التي تبين المنهج التفصيلي لمسيرة وتشريعات الإسلام في الأصول والفروع تفصيلياً ،  ولهذا قام العلماء طوال التاريخ بعد الأئمة سلام الله عليهم ،  بالاستدلال والبرهنة وإظهار الحجج من الكتاب والسنة لإثبات ما عليه مدرسة أهل البيت في كل الوقائع ،  وبذلك استمرت مدرسة أهل البيت وانتشر التشيع في العالم بفضل تلك الجهود العلمية وتوفر البراهين الناصعة والحجج الجلية

واستطرد سماحته بأن مدرسة وأتباع أهل البيت عليهم السلام واجهوا على مدى العصور العديد من العقبات وتحملوا الصعاب في استمرار طرح البراهين والحجج واستخدمت أساليب في منع ذلك منها تشويه التراث الشيعي ،  بأنه يتضمن الأضاليل والبدع ، وتحذير جمهور المسلمين من اقتناء أي كتاب يحمل التراث الشيعي ،  وإبعادهم من التوغل والبحث في الأمور العقائدية ، وحرّموا عليهم الحوار والجدال فيها مع الشيعة بل حذروهم من مطلق الاحتكاك وإقامة العلاقات معهم.

وأضاف سماحته من الإجراءات التي منعت من نشر التراث الشيعي منع طرح وعرض البحوث الشيعية في المؤتمرات واللقاءات العلمية والمجالات الإعلامية ، وأيضاً منع إدخال الكتاب الشيعي و نشره وطبعه وعرضه في معارض الكتب الدولية وفي الأسواق ، ولا زالت بعض الدول الى الآن لا تسمح  بعرض الكتب الشيعية فضلاً عن طباعتها وتسجيلها في المطابع الداخلية وإدخالها ،  رغم الجهود التي بذلت في رفع المنع ،  فقد قدمت عدة خطابات من قبل المواطنين الشيعة الى مسئولي هذه البلاد تتضمن بالسماح لنشر التراث الشيعي ،  الذي يمثل أبرز الحقوق الإنسانية التي أقرها المجمع الدولي الذي يعطي الحق لأي مجتمع وأي طائفة أن تعرض ما لديها من ثقافة ومعرفة ، ولا زلنا ننتظر أن  يُسمح لنا  كحق وطني بإدخال الكتب وبيعها وطبعها وعرضها في المعارض والأسواق.

وأضاف سماحته بأننا قدمنا طلباً باعتماد المذهب الإمامي واعتباره كسائر المذاهب الإسلامية الأخرى ،  بعد الاعتراف بأنه احد المذاهب الإسلامية الثمانية ، وقدمنا هذا الطلب في أكثر من خطاب ومناسبة ،  وأنا شخصياً طرحت هذا الطلب رسمياً في مؤتمر الحوار الوطني الثاني وذلك بمناسبة موضوع المناهج الدراسية ، حيث طلبت باعتماد المذهب الإمامي وإدراج آرائه كبقية المذاهب في المناهج الدراسية ،  وأنه لا يعقل إغفال رأي مذهب له ملايين من الأتباع في العالم ،  ولا زلنا نكرر ونؤكد على هذا المطلب وأيضاً اعتماد المذهب الجعفري ، فهو لا يقل عن سائر المذاهب الإسلامية الأخرى خصوصاً في بلادنا ،  فعددنا يفوق أتباع بعض المذاهب الإسلامية التي تحظى باعتماد مذهبها ولها تمثيل في هيئة كبار العلماء ،  فكيف لا يكون لنا هذا الاعتماد وهذا التمثيل ،  فهذا حق من حقوق المواطنة التي ننتظر تحققه ،  و تحقق رفع الحظر عن نشر التراث الشيعي ،  فإلى متى يبقى نشر تراثنا الشيعي ممنوع؟!