خبير في الشؤون الأفغانية: أمريكا دخلت افغانستان لمصالحها السياسية والاقتصادية

قال الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري، إن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شؤون افغانستان قائم على المصالح السياسية والمادية، لافتاً الى أن دولة مثل أمريكا أهدافها ومنذ القديم قائمة على المصالح السياسية والاقتصادية والمادية وغيرها.

وفي مقابلة مع وكالة تابناك للأخبار، أضاف الناصري أن لأفغانستان أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والجغرافية والسياسية، وهي تحد دول آسيا الوسطى التي كانت تشكل سابقًا الاتحاد السوفيتي، معتبراً أن دخول الولايات المتحدة لافغانستان كان في أيام تفكك الاتحاد السوفيتي بحجة ضرب الارهابيين في افغانستان، مؤكداً ان الهدف الاساسي من الدخول هو استراتيجية وموقعية افغانستان.

وتابع الشيخ الناصري، أن قضية افغانستان والدعم الأمريكي ليس بهدف دعم الشعب الافغاني وانما لوضع موضع قدم في افغانستان فهم جاءوا ليشعلو نار الفتنة في البلاد.

*الناصري:انتصار الثورة في ايران أفقد أمريكا المنطقة*

أكد الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري أن "تأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران وانتصار الثورة الايرانية كانا سببا لخسران الامريكي للمنطقة".

و أضاف الشيخ الناصري إن "خسران الامريكي للمنطقة دفعه للاستعجال بالدخول الى الساحة الافغانية عبر إيجادهم وتاسيسهم لحركة طالبان، وبعدها أرادوا ضربها ليكونوا قريبين من ساحة ايران ودول آسيا الوسطى بعد تفككها من الاتحاد السوفياتي".

وأكد أن "الحكومات الافغانية لم تستفد من الثروات الطبيعية في افغانستان بل الاتحاد السوفيتي استفاد فقط من الغار في البلاد، وهذا كان السبب الاساسي الذي دفع الامريكي الى الدخول الى افغانستان".

*الناصري: التواجد الامريكي في أفغانستان لسنوات لم يحقق أي استتباب للامن*

أكد الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصر أن "قراءة الوضع في أفغانستان تتم من الناحيتين السياسية والجغرافية، أي من حين دخول أمريكا الى افغانستان مع 42 دولة غربية وأوروبية متحالفة معها".

وأضاف الشيخ الناصري "خرج من افغانستان تقريبا قبل يومين آخر جندي من قاعدة بغرام الافغانية".

ولفت الى أنه "خلال التواجد الامريكي في افغانستان لم يتحقق أي إستتباب للامن"، مؤكدا أن "دور حركة طالبان في افغانستان كان دورا وظيفيا ولم تكن تملك أي مشروع في ساحة البلاد".

ولفت الشيخ الناصري الى أن الامريكي دخل الى افغانستان ليس كما ادعى بأن دخوله هو رحمة للشعب الافغاني بل دخل لاستغلال افغانستان من الناحية السياسية والاقتصادية ولتوسيع الهيمنة والحكم في الشرق الاوسط".

*الناصري: حكومة كابول قادرة على ادارة البلد ولن تتمكن طالبان من تغيير الواقع*

أكد الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري أن "الحكومة في أفغانستان قادرة على إدارة البلد، والشعب الافغاني عادة ما يتعامل بأخوة ولكن التدخل الخارجي بالبلد حال دون ذلك".

و أضاف الناصري إن "الافغان بإمكانهم ادارة بلدهم والمحافظة على قوتهم، فأفغانستان قبل التدخلات الخارجية كانت بلدا مستقلا والنظام فيها كان قائما ومستقلا".

وتابع: "الامريكيون اليوم أشعلوا نار الفتنة وأنشأوا داعش وطالبان، والدولة الافغانية بحاجة لوقوف شعبها الى جانبها، ولولا وقوف الشعب لسقطت أفغانستان ودخلت في دوامة الحرب الطائفية والقبلية".

وأردف الشيخ الناصري قائلا: "الخروج الامريكي من افغانستان ساهم في تقوية حركة طالبان في المنطقة، ومع ذلك قد وقف الى جانب افغانستان حركة شعبية عارمة لا علاقة لها بالطوائف والقوميات".

وأكد أن "الدولة الافغانية اذا اعتمدت على شعبه فإن بإمكانه المحافظة على الحكم ولم تتمكن حينها حركة طالبان من تغيير الواقع والنظام الافغاني".


*الناصري: للافغانيين حقوق في بلدهم ولا يجوز لطالبان الاستفراد بأفغانستان*

أكد الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري أن "لا معاداة في اوساط الشعب الافغاني لانه يعيش تحت خيمة البلد الواحد".

و أضاف الناصري "حركة طالبان جزء من الشعب الافغاني كوجود أفغاني ولها الحقوق كالافغانيين في افغانستان، ولكن لا يمكنها ان تنفرد بنفسها أو أن تقيم بلدا بدون شركائها في الوطن".

وتابع: "حركة طالبان اليوم ترفض وجود الآخرين في الوطن، ولكن الدستور يؤكد احقية وجود الاخرين، ويشدد على أن الحقوق محفوظة لباقي الافغانيين في بلدهم".

*الناصري:اذا ما سيطرت طالبان على افغانستان فستصبح خيمة للحركات التكفيرية*

أكد الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري، أنه اذا ما تمت السيطرة على أفغانستان من قبل حركة طالبان، فإنها ستصبخ خيمة لكل الحركات التكفيرية".

وأضاف الشيخ الناصري إن "الحركات التكفيرية كداعش موجودة اليوم في افغانستان، وفي المستقبل اذا ما سيطرت حركة طالبان على افغانستان فإنها ستصبح خيمة دعم لكل الحركات التكفيرية في افغانستان".

وتابع: "اذا ما سيطرت حركة طالبان على افغانستان، فسيصبح الجوار غير آمن، فعلى ايران وباكستان والدول المجاورة لافغانستان أن تقف الى جانب الشعب الافغاني في جميع النواحي السياسية والاقتصادية ومختلف المجالات".

*الناصري:الأمريكيون تعمدوا عدم تطبيق الدستور والديمقراطية في أفغانستان*

قال الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري، إنه "من المؤسف ان الأمريكيين طول فترة تواجدهم في الارض الافغانية، لم يعملوا الى تقوية الحكم في افغانستان ولم يسعوا بل تعمدوا عدم تطبيق الديمقراطية في افغانستان".

وأضاف الناصري "الامريكيون لم يسعوا الى تطبيق الدستور الافغاني الذي يضمن حقوق الحركات الصغيرة في أفغانستان".

وتابع "ليس من المعقول وقوع انفجارات في افغانستان من دون قدرة الامن على كشفها لان الامن بحد ذاته مكوّن من افراد ينتمون الى طالبان وهم يدعمون هذه الانفجارات، والسبب في ذلك يعود الى من كانوا اوصياء الى أمريكا".

*الناصري:حركة طالبان هيمنت على الكثير من المناطق الافغانية بدعم من السلطة*

قال الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري، إن "حركة طالبان هيمنت على الكثير من المناطق الأفغانية ليس لأنها حاربت الافغانيين بل لأن السلطة دعمت لها السيطرة والهيمنة".

وأضاف الناصري "هناك مجموعات مناطقية شيعية صغيرة جدا سيطرت عليها حركة طالبان، أي بما يوازي 18 الف و400 عائلة قد هُجرت من منطقتها وبيوتهم قد احرقت وأموالهم سرقت".

وتابع "الشيعة في افغانستان لا يريدون محاربة حركة طالبان لانهم مدركون تماما ان الحرب لا يمكن ان تصل الى نتيجة والى السلام والامن، ولكن كشيعة يقومون بالدفاع عن انفسهم وتمكنوا من افشال تقدم حركة طالبان في العديد من المناطق".

*الناصري: السلطة الامريكية أسقطت هيبة وهيمنة حركة طالبان*

أكد الخبير والباحث في الشؤون الأفغانية الشيخ محمد الناصري، أن "حركة طالبان اليوم لا تختلف عما كانت عليه بالامس، بل هي اليوم تخلتف عن الماضي في الاسلوب فقط".

وأضاف الناصري "السلطة الامريكية أسقطت هيبة حركة طالبان وأسقطت هيمنتها".

وتابع "اليوم وعبر التدخل الامريكي والسعودي اصبحت حركة طالبان على ذكاء أكبر من الماضي، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، فالشعب الافغاني لا يمكن ان يؤمن بحركة طالبان بعد اليوم".