حذر الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد السلطة الفلسطينية من الوقوه بفخ تحول الصراع العربي والوطني الفلسطيني مع إسرائيل والصهيونية، إلى صراع فلسطيني عربي، منتقدا الأنظمة العربية التي قبلت الكيان الإسرائيلي بمشروعه الاستيطاني والتوسعي والاستعماري على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وفي حوار مباشر مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "البوصلة" أوضح عادل شديد أنه و: في نفس يوم توقيع الاتفاقية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل في واشنطن تحدث نتنياهو وبشكل واضح أنه لن يسمح لا للإمارات ولا لأي دولة عربية أخرى أن تفرض شروطها، وما قيل في الإعلام الإماراتي نقلا عن مسؤولين إماراتيين إن الاتفاق تضمن وقف الضم نفى نتنياهو ذلك قولا وفعلا.
وأشار إلى أن هذا السلوك يؤكد أن إرضاء المستوطنين في إسرائيل أهم بكثير بالنسبة لنتنياهو من مكانة محمد بن زايد والإمارات، كما ويدل على أن موضوع الاستيطان ووقفه لم يكن مدرجا نهائيا ضمن الاتفاق، واضفا ذلك بأنها رسالة احتقار واستعلاء وإهانة إسرائيلية بالاتجاه العربي.
ولفت إلى أن نتنياهو تحدث الشهر الماضي عدة مرات قائلا إن هذه الدول أقدمت على قرارتها بالتطبيع بناء على قوة إسرائيل وضعف تلك الأنظمة، وأضاف أن هذه الدول: بالتالي وجدت نفسها مضطرة للتحالف مع إسرائيل، والموضوع ليس تطبيعا بل أكثر بكثير، فنحن أمام مرحلة جديدة وأمام واقع جديد مختلف تماما عما كان.
ونوه إلى أنهذه الأنظمة قبلت إسرائيل بما هي بمشروعها الاستيطاني والتوسعي والاستعماري، مضيفا أن: هذا ينفي جملة وتفصيلا ما قيل حينها إن من الممكن أن يؤدي التطبيع إلى وقف أو تجميد الضم خدمة للفلسطينين.
وشدد قائلا: "نحن الآن أمام مشروع استيطاني جديد يراد منه تغيير مبنى ومعالم الضفة الغربية الفلسطينية العربية وإنتاج معالم استيطانية جديدة."
وقال إن هذه الأنظمة كذبت في قضية الضم مضيفا: ولكن واضح أنها كانت تجهل العقل الإسرائيلي، حيث توقعت أنا مهمة أمام نتنياهو.. فهو كان سعيدا عندما تحدث محمد بن زايد وقال إن نتنياهو قد أوقف الضم، باستغلال هذا الموضوع لإذلاله أكثر أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي.
وحذر عادل شديد أنه يراد للسلطة الفلسطينية أن تقع بالفخ في أن يتحول الصراع من صراع للحركة الوطنية الفلسطينية وخلفها الشعب الفلسطيني والأمة العربية مع إسرائيل والحركة الصهيونية، ليكون صراعا فلسطينيا عربيا.
ونوه كذلك أن هناك اليوم تآمر بوقوف أنظمة عربية إلى جانب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، وقال إن هذا يفرض على الشعب الفلسطيني والسلطة أن تكون لهما مواقف، شريطة عدم الذهاب باتجاه اشتباك عربي.
ولفت إلى أن المطلوب من الأمم المتحدة هي مسألتين، أن تتم المحافظة على القضية الفلسطينية كقضية مطروحة للنقاش الإقليمي والدولي، وثانيا مواجهة سياسة ترامب بتفكيك وتحطيم كل المؤسسات الدولية من خلال فرض البيت الأبيض والإدارة الأميركية بديلا عن كل المؤسسات الدولية.
وأعاد التذكير بأن على السلطة الفلسطينية إبقاء القضية الفلسطينية حية وضمن النقاش الدولي والإقليمي، إذ أن هذا ما لا تريده إسرائيل، حيث أن جزءا من اتفاقيات التطبيع هو لطمس القضية الفلسطينية.
وحول موقف الجامعة العربية قال إن أبوالغيط بات يمثل اليوم مؤسسة ضعيفة تخضع لتأثير من طرفين هما الدولة التي تحتوي مقر الجامعة وكذلك الأنظمة الأكثر قدرة ماليا على تغطية نفقات ومصروفات الجامعة.
وحذر من أنه: "وبالتالي أصبحت الجامعة العربية بهيكلها الحالي جزء من منضومة التحكم والسيطرة الإسرائيلية على المنطقة."
وقال إن: الجامعة العربية تخلت عن ميثاقها الداخلي اليوم وللأسف يراد نقلها من مؤسسة "جامعة" للدول العربية إلى مؤسسة تضم الدول العربية المنسجمة والتي تلتقي مع الحركة الصهيونية وإسرائيل في المنطقة.
وأضاف: نحن ذاهبين باتجاه مرحلة ما بعد الجامعة، وإنشاء مؤسسة أو إطار تكون فيه إسرائيل هي الريادية التي تقود، وأن تكون إيران وتركيا خارج هذه الحسابات.
وفيما قال إن الجامعة العربية باتت أداة لتحقيق وتقوية وتحسين بيئة إسرائيل في المنطقة حذر قائلا: "نحن أمام هندسة جديدة للمؤسسات العربية وللتركيبة السياسية ولموازين القوى."