هذيان ترامب سعار يسبق الانتخابات وقرصنة تستحق الردع

جاء في الخبر ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقع على حظر جديد على إيران شمل وزارة الدفاع وعلماء في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ومؤسسات أخرى.

وفي التفاصيل اعتبرت إدراة الرئيس الاميركي ان الحظر الجديد على إيران جاء كخطوة لدعم تأكيد واشنطن اعادة فرض كل الحظر الذي الغته الأمم المتحدة بموجب الإتفاق النووي وهي الخطوة التي تعترض عليها العديد من الدول من بينها حلفاء أمريكا الأوروبيون.

وقد أعلن وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس أن بلاده أضافت 5 علماء إيرانيين إلى قائمة الحظر الذي تفرضه واشنطن على شخصيات ايرانية، فيما اشار مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إلى أن بلاده تفرض حظرا واجراءات جديدة لفرض قيود على الصادرات على 27 كيانا وفردا لهم صلة ببرنامج الأسلحة الإيراني.

قرب انتخابات الرئاسة ولغو حظر الأسلحة على ايران يثيران سعار ترامب

يرى مراقبون ان الدافع وراء هذا الإجراء الأمريكي هو الانتهاء الوشيك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران والرغبة في تحذير الجهات الأجنبية من أنها إذا قامت بشراء أو بيع أسلحة لإيران، فسوف تواجه عقوبات أمريكية، في وقت ان الكيانات الأمريكية ممنوعة بالفعل من مثل هذه التجارة.

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته إيران مع ست دول كبرى، هي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، فإن من المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة التقليدية الذي تفرضه الأمم المتحدة في 18 تشرين الأول/أكتوبر، قبل وقت قصير من إجراء الانتخابات الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

ترامب يحيي قانون الغاب (البقاء للاقوى)

الواضح من تفاصيل الخبر انه يعبر في جوهره عن محاولة جديدة للولايات المتحدة الاميركية ورئيسها ترامب للتنصل عن المقررات الاممية الدولية والاستفراد بدول العالم بطشا وارهابا وتنكيلا في محاولة لارجاع قوانين الغاب (البقاء للاقوى) دون مراعاة حتى لاراء الدول العظمى التي شاركتها أميركا التوقيع على المواثيق الاممية التي تراعي في الجانب الاكبر من مقرراتها الدول المنتصرة في الحرب الثانية، ما يعني سعي الولايات المتحدة لاتخاذ قرارات احادية منفردة تتنافا مع المقررات الاممية وتتجاوزها، من خلال مجانبة المواثيق الدولية وذلك ما يستدعي اتخاذ اجراءات اممية رادعة يتوجب على مجلس الامن اتخاذها بحق هذه الدولة التي تمارس دور القرصان في العالم.

ترامب سعى للتطاول على الدول الحرة التي تتعاطى مع ايران تسليحيا رغم قرب حظر الأسلحة التقليدية الذي تفرضه الأمم المتحدة على ايران

اعتراض حلفاء أميركا الأوروبيين وكذا روسيا والصين

الى هذا المعنى السالف، اعتبر وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ان اميركا نقضت الاتفاق النووي وأثارت بذلك مخاوف المجتمع الدولي جراء انتهاكها المعايير الدولية، فيما قالت الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي ومعظم أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن الخطوة الأمريكية ليس لها أي أثر قانوني.

الاجراءت الاميركية الرادعة لم يستثن منها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو دولة في تهديده لمن يتعاطى مع ايران تسليحيا اذ قال: "بغض النظر عن هويتك، إذا انتهكت حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، فإنك ستواجه خطر العقوبات".

واشار بومبيو، الى ان بلاده فرضت أيضا عقوبات جديدة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بموجب هذا الأمر، متهما إيران وفنزويلا بالعمل على "انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة" على مدى عامين تقريبا.

ومن خلال هذا المنطق نستنتج ان الولايات المتحدة تسعى لفرض اجراءات جديدة على كل من له علاقة في برنامج إيران للأسلحة، وتاكيد فرض العقوبات الأممية على طهران، وهي الخطوة اعترض عليها حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون الرئيسيون وكذلك روسيا والصين.

ايران لن تستسلم وعهد الغطرسة ولّى دون رجعة

في ما يخص الاتهامات الاميركية النووية لايران، نفى وزير خارية ايران أن يكون لدى بلاده أي نية لصنع قنبلة نووية لأن الأسلحة النووية لن تجعل إيران أكثر أمنا، وفيما يخص التفاوض قال ظريف، ان ايران لا تتفاوض على قضية سبق أن تفاوضت بشأنها، وان "الولايات المتحدة مارست كل الضغوط التي في استطاعتها على إيران، كانت تأمل في تركيع شعبنا، ولن يحدث ذلك"، وهذا يعني أن موقف ايران من رفض التفاوض مع اميركا لا زال ساريا وقائما.