تجددت المظاهرات في كافة أراضي الولايات الأمريكية ضد العنصرية بعد إندلاعها في شهر أيار عقب مقتل الرجل الأمريكي من أصول أفريقية.
يرى محللون أن معركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية لها تاريخ طويل تمخضت بصدور قانون يعتبر منصفا بحق السود عام 1968.
ويؤكد هؤلاء رغم ان هذا القانون الذي يحرم التمييز على اساس اللون سواء بإستيجار المنزل او فرص العمل او وظيفة ألا انه لم ينفذ بشكل عملي على مستوى الولايات الى درجة حينما يريد الرجل الاسود استجئار بيت في منطقة للبيض عليه يتعاقد مع محامي محايد حتى يتفاوض مع صاحب البيت، مشيراً الى ان هذا الأمر يستمر الى يومنا هذا.
ويتابعون أن الامر الذي هز بنية الولايات المتحدة كان الغزو الأمريكي على العراق حيث اثبتت هذه الحرب بأن الولايات المتحدة لا تمارس سياسة التمييز ضد الملونيين في مجتمعها فقط بل تفعله مع مجتمعات آخرى وهي تصدر فقرائها لتقتل فقراء دول الآخر، مضيفاً أن الجيش الأمريكي عندما عاد من العراق كان في حالة غضب شديد.
ويعتبر هؤلاء أن الغرض من إنتخاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان لإمتصاص غضب السود لأن معظم الذين رجعوا من العراق وأصيبوا وقتلوا وتحملوا الصدمات النفسية كانوا من السود، مشيراً الى أن السود حاولوا بعد العودة ان يقوموا بتحرك ما يوصل صوتهم الى المؤسسة الأمريكية والتي ادركت بدورها أن السود يعيشيون في حالة غضب ويمكن ان نعتبر أن خلفية إنتخاب أوباما ترجع الى هذا الموضوع.
على خط آخر، يؤكد أكاديميون بأن ما يجري في الساحة الأمريكية وخطاب الرئيس ترامب انما هو توصيفاً للعقيدة الجماعية التي تسود المجتمع الأبيض الامريكي.
ويضيف هؤلاء أن المجتمع الامريكي تسوده عقيدة بيضاء حتعيش في حضارة عنصرية الرجل الأبيض الذي استطاع تلوين هذه العنصرية وتزيينها بشعارات الديموقراطية وحقوق الإنسان والحرية.
ويتابعون أن الولايات المتحدة منذ 3 قرون بنت سياستها الداخلية على العنصرية ضد السود والملونيين، رغ محاولة السود في المجتمع الأمريكي ان يظهروا بانهم جزء من هذا المجتمع وانتموا الى الجيش الأمريكي وقدموا الضحايا في حروب العالمية وفيتنام وكوريا، بمعنى أن كل حروب أمريكا التي خاضتها كانت بواسطة السود الأفارقة.
ويشدد هؤلاء الس على أن ازدياد عنصرية الرجل الأبيض جاءت بسبب سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي يمثل شريحة كبيرة جدا من المجتمع الأبيض الأمريكي لأن اكثر من 40% من المجتمع الأمريكي يفكر كما يفكر ترامب، لكن هذا المجتمع يشهداً اليوم إنقساماً داخلياً حاداً، رغم ما يشاهد في الإعلام الأمريكي وما يتم تصوريه للشعوب الأخرى بأنهم شعوب متقدمة.
ويؤكد هؤلاء بان التصرفات العنيفة ضد السود هي عقيدة إجتماعية وليست حالة طارئة بمعنى أن قيمومة المجتمع الأبيض في حضارته داخل الولايات المتحدة وخارجها قائمة على العنصرية.
ما رأيكم:
ما تفسير تجدد التظاهرات المنددة بالممارسات العنصرية في امريكا؟
كيف تقرأ مهاجمة ترامب للمحتجين في واشنطن ووصفهم بالبلطجية؟
هل تشهد امريكا انتفاضة على العنصرية الموجودة منذ قيام الدولة؟
لماذا يربط الامريكيون بين عقلية رئيسهم والتشجيع على العنصرية؟