فيما يثابر الشعب الإيراني إلى جانب الجهات المسؤولة في مكافحة وباء الكورونا المستجد، الذي تفشى في الكثير من دول العالم موقعا ضحايا ومصابين، خرج وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو داعيا إيران إلى "قول الحقيقة" عن تفشي الفيروس.
فبينما ينصب جل التركيز الإعلامي الإيراني على الوباء وبينما بات المسؤولون المصابون بالكورونا يعلنون واحداً تلو الآخر – وجهارا - إصابتهم ويلتزمون المكوث في بيوتهم، إلى جانب الحجر الصحي الذي يخضع له بعض مراجع الدين في مدينة قم المقدسة، هذا فضلا عن المؤتمرات الإعلامية المباشرة التي يعقدها المسؤولون كل يوم.. لكننا نرى هذا الاستغلال والتوظيف السياسي الأميركي الرخيص للأزمة الإنسانية التي باتت تهز كيان المجتمع البشري، والتي قد كان يتعين على بومبيو التعاطف مع الدول الموبوئة بها قبل ابتزازها سياسيا.
هذا بينما لازالت أميركا تلتزم الصمت حول وجود إصابات لديها، في حين أن عدد الرحلات الأميركية الصينية وبالعكس قد تكون هي الأكثر على الإطلاق في العالم، حيث بات الأداء الأميركي بخصوص الوباء وكأن واشنطن لا يعنيها الأمر.. ما يضع المراقب أمام خيارين: إما لدى الأميركان "ترياق" الوباء.. وإما أن لديهم إصابات يتم التعتيم عليها.
ويرى الخبراء أن هذا الاستغلال الأميركي للأزمة الإنسانية ورغم كونه مسألة غيرأخلاقية وغيرإنسانية لكنه أمر طبيعي ومتوقع، فمن منظارهم أن كل ما يصدر من إيران تتحول الحسنات فيه إلى سيئات، فكيف إذا كانت هناك ظاهرة كالكرونا.
وبينما هناك إحصائات تؤكد أن إيران في المركز الثامن أو التاسع من حيث تفشي الوباء، ومع ذلك لا يتم تسليط الضوء على سائر تلك المراكز المتقدمة، حيث أن الجمهورية الإسلامية مستهدفة من قبل الأميركان ومن يدور في فلكهم، لكن.. هذا أمر معيب أن يكون هناك أمر إنساني يتم استغلاله بهذه الطريقة السافرة الوقحة سياسيا.
ويلفت الخبراء إلى أن أميركا تحاول ومن خلال هذا الابتزاز السياسي الرخيص أن تقفل الأبواب التي لم تستطع إقفالها من خلال العقوبات.
ويؤكد الخبراء أن هذا المنحى هو جزء من سياسة تنتهجها أميركا، حيث تحاول وبشكل غير إنساني وخبيث وبعيد جدا عن أي قيم إنسانية أن تستكبر هذا الظرف العصيب الذي تمر به الإنسانية وليس إيران وحدها، لتستثمره بشكل سياسي وقح وقبيح في محاولة لعزل إيران أو إثارة الدول على إيران.