هذا ليس مسلسل باب الحارة بل ترامب وبيلوسي في الكونغرس!

شهد خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول حالة الاتحاد احداثا غير عادية، بعد ان قامت زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي بتمزيق الخطاب، فيما قاطع نواب ديمقراطيون الخطاب اكثر من مرة، ولم يحضر اخرون الى الكونغرس واصفين الخطاب بالماساة والعار.

لا داعي لقراءة نص خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب حالة الاتحاد لمعرفة مضمونه. فالمشاهد التي التقطتها عدسات الكاميرات في قاعة الكونغرس ليلة الخطاب عكست بشكل واضح حالة الولايات المتحدة المنقسمة منذ مجيئه الى البيت الابيض.

المشهد الاول الذي يظهر مضمون الخطاب، اختصرته زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب بعد احراج ترامب لها ورفضه مصافحتها. مشهد تمزيقها للخطاب والذي علقت عليه لاحقا بانه كان الشيء الاكثر تهذيبا مقارنة بالبدائل المتاحة.

حيث قالت نانسي للصحفيين: "تمزيق الخطاب كان عملا مهذبا مقارنة بالبدائل الممكنة. الخطاب بيان للاكاذيب. نحن نمد يدنا للصداقة واذا رفضها ترامب فهذا شانه. امل الا ادعوه مجددا لالقاء خطاب. نحن ننتظر رئيسا اخر بعد تسعة اشهر من الان".

ترامب استغل خطابه لتوزيع مواقف خارجية من فنزويلا الى الصين وسوريا وايران، ومواقف داخلية متحدثا عن ارقام ايجابية تشكك التقارير في صحتها حول الاقتصاد والبطالة والنفط وغيرها. لكنه اضاف الى سجله واقعا جديدا حيث بات اكثر رئيس اميركي يقاطع خطابه. فبيلوسي لم تكن المستاء الوحيد من ترامب. ووجوه الديمقراطيين الحاضرين توضح ذلك. فيما قوطع ترامب اثناء كلامه عن برنامج الرعاية الصحية الذي اوقف العمل به.

العديد من الديمقراطيين قرروا عدم حضور خطاب حالة الاتحاد، فيما غادر اخرون القاعة قبل انتهاء ترامب. حيث قالت النائب الكساندريا اوكازيو كورتيز انها لا تريد استغلال حضورها لاعطاء شرعية لترامب وسلوكه غير القانوني. فيما اعتبرت النائب ايانا بريسلي ان حالة الاتحاد مؤلمة بسبب من يحتل البيت الابيض واصفة خطاب ترامب بالعار.

النائب رشيدة طليب غادرت الكونغرس قبل انتهاء الخطاب الذي وصفته بالاكاذيب والتعصب والتبجح الوقح. فيما اعتبر النائب بيل بارسيل الذي غادر بدوره رئاسة ترامب ماساة وطنية. يقول المراقبون ان ردة فعل زوجة الرئيس الاميركي هذه تختصر كل المشهد. بين احراج لرئيسة مجلس النواب وتمزيق بيلوسي لخطاب ترامب، ووجوه الديمقراطيين، يبدو ان الشارع الاميركي والعالم سيرى هذه المشاهد مجددا خلال الاشهر التسعة المتبقية للانتخابات الرئاسية.