لاريجاني: أميركا تستهدف في الأساس مبادئنا الدينية

شبکة تابناک الاخبارية: صرح رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني، ان اميركا يمكن ان تطرح في العلن اليوم أنها تحارب ايران أمنيا وسياسيا واقتصاديا، إلا انها في الأساس تستهدف مبادئنا الدينية.

وقال لاريجاني، في كلمته لدى بدء الاجتماع المفتوح لمجلس الشورى الاسلامي في ايران، ان اليوم يصادف 19 دي (9 كانون الثاني/ يناير) ذكرى نهضة اهالي قم الابطال (لدى بدء الثورة الاسلامية في عام 1978)، وفي اعقاب الاساءة الوقيحة التي وجهها احد مسؤولي النظام الملكي السابق بادر الناس للذهاب الى منازل مراجع الدين واطلقوا شعارات ثورية وحولوا الساحة السياسية والاجتماعية في قم الى نهضة للتصدي لنظام بهلوي سفاك الدماء.

واضاف، ان الحضور الواعي لاهالي قم كان منطلقا للثورة الاسلامية الشامخة كما ان هذا التحرك الواعي ساهم في نشر اليقظة في جميع المحافظات الاخرى وهو ماأدى الى اقامة اربعين شهداء قم في تبريز والمدن الاخرى حيث تحول الى اندفاعة ثورية جديدة.

وتابع: انه بتحليل هذه النهضة وماضي النهضات الاخرى على مدى القرن الاخير في ايران يمكن الاستنتاج ان الفكر الديني والارتباط بتراث اهل البيت (ع) هما مرتكز ثقافة الشعب الايراني.

واعتبر ان اية اصلاحات سياسية واجتماعية اذا قامت على الفكر الديني سواءا كانت سلبية او ايجابية فانها ستنجح بفضل العقيدة العامة للمجتمع وفي غير هذه الحالة فانها لاتستطيع ان تخلق التحرك بين شرائح الناس.

ولفت الى ان محورا اساسيا كان موضع اهتمام من قبل المصلحين الحقيقيين في تاريخ ايران الا ان الحكام الجائرين واجهوا هذا المحور بسبب عدم كفائتهم وتفهمهم الصحيح للمجتمع حيث لم يكن رضا خان ومحمد رضا لديهم هذا الفهم اللازم واعتمدوا على اميركا وبريطانيا ووجهوا صفعات لانفسهم والبلاد لايمكن معالجتها.

واعتبر ان بعض الاحزاب السياسية لاسيما الشيوعيين اعتمدوا نهجا يقوم على انماط البلدان الاخرى الا انهم لم ينالوا الموفقية لكن الامام الخميني والشهيد مدرس وآية الله كاشاني وعلماء نهضة الدستور والسيد جمال الدين اسدابادي كانوا من المصلحين الحقيقيين حيث تفهموا الساحة الاجتماعية الايرانية بشكل صحيح وبنوا تحركاتهم على اسس الفكر الديني بشكله النيّر وهو ماأثمر عن الثورة الاسلامية الشامخة.

ولفت الى ان قائد الثورة كان يؤكد على الوعي في مواجهة الهجمة الثقافية لهذا السبب فان اساس التغييرات والاصلاحات الحقيقية والتقدم الناجز سواء في انطلاق الثورة او بقائها رهن باعتماد الفكر الديني والاثراء منه.

ونوه الى ان اميركا ربما تثير مجابهة ايران على الصعد الامنية والسياسية والاقتصادية الا ان الاساس يتمثل بمواجهة الاسس الدينية حيث ان عدم نجاح الاميركيين رغم ممارسة جميع الضغوط الاقتصادية يعود الفضل فيه الى ان الشعب الذي يعتمد ثقافة حسينية وعلوية لايقدم تراثه الروحي في سوق المزاد بل يعتبر تحمل الصعاب متراسا لصون عقيدته.