محسن رضائي:
نسطیع مواجهة الحصار الإقتصادي مرة أخری
شبکة تابناک الأخبارية: صرح السید محسن رضائي، سکرتیر مجمع تشخیص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري في مقابلة خاصة ومفصلة، ننقل هنا بعضا من فقراتها وإجابات السید محسن رضائي:

رضائي: نحن بشکل عام واجهنا منذ بدایة الثورة الإسلامية أربعة أنواع من المقاطعة والتحریم والحصار الإقتصادي ضد إیران.

المرحلة الأولی تم تطبیقها مع بداية إنتصار الثورة حیث حجزت دولة أمیرکا قسما من أموال الشعب الإیراني في أمیرکا و تم مصادرة ما یقارب 12 ملیارد دولار ممتلکات وبضائع من أموال إیران، وبعض الأسلحة التي تم دفع قیمتها ولم تسلم لإیران إلی الأن، مثل طائرات F16 وقطع غیار کنا بأمس الحاجة إلیها أیام الحرب العراقیة – الإیرانیة.

المرحلة الثانیة کانت مرحلة المقاطعة الإقتصادية من قبل الدول الغربية وعلی رأسها أمیرکا، أوربا، الیابان، أسترالیا وکندا، أیام الحرب العراقیة – الإیرانیة، وفي هذه المرحلة تم حرمان إیران من کل البضائع التي یمکن إستخدامها عسکریا إبتداءا من الأسلاک الشائکة، والأسلحة وقطع الغیار وإستمر الحصار الإقتصادي من بداية الحرب حتی نهایته.

ولکننا إستطعنا تحدی هذا الحصار بشکل مناسب، حیث إستطعنا عبر التعاون مع دول کسوریا و کوریا الشمالية ولیبیا والصین من تأمین حاجاتنا من الأسلحة وقطع الغیار، وکذلک عبر هذه الدول و دول أخری تم تأمین حاجیاتنا من المواد الغذائیة اللازمة أو الطاقة وهکذا تجاوزنا بسلام المرحلة الثانیة من الحصار الإقتصادي.

ولابد من القول بأن ما نملکه الیوم من إستقلال وإکتفاء ذاتي في مجال التسلیح العسکري في مجال الصواریخ والأسلحة الدفاعية هي ولیدة هذه المقاطعات والحصار و بسبب الإعتماد علی الذات وروح الإستقلالية التي حصلنا علیها بدایة الحرب.

إننا بعد سنوات من الحصار الإقتصادي والتحدي، إستطعنا في نهایة الحرب أن نوفر کل ما نحتاجه بأنفسنا ونصنعه بأیدینا، في حین کنا قبل الحرب معتمدین علی دول الخارج حتی في أبسط الأمور.

لقد تحرکت قاطرة التسلح الإیراني منذ أیام الحرب، ولکن ظهرت نتاجاتها بعد توقف الحرب. وفي تصوري إننا إستثمرنا فرصة الحصار الإقتصادي بشکل جید في مجال التسلح والدفاع، ولکننا لم نعمل ولم نستثمر ذلک جیدا في مجال الإکتفاء الإقتصادي.

أما المرحلة الثالثة من الحصار الإقتصادي والتحریم الغربي ضد إیران فکان بعد توقف الحرب العراقية الإیرانية، ومرة أخری قادت أمیرکا حملة للحصار الإقتصادي و منع الإستثمارات الأجنبية في إیران، ولمدة 15 عام أي حتی عام 2005 إستمر هذا الحصار وکان معروفا منذ أیام کلینتون "بقانون داماتو" والذي کان یحرم إستثمار مبلغ أکثر من 20 ملیون دولار في إیران. ولم یسمح لأي أمیرکي التعامل التجاري مع إیران أو نقل التکنولوجیا إلیها، وبالرغم من موافقة الدول الصدیقة لأمیرکا لهذه المقاطعة، ألا أن کثیرا منها کانت تتعاون معنا عن طریق غیر مباشرة و ترکت أمیرکا لوحدها.

أما الأن، أي المرحلة الرابعة فقد قررت دول الغرب شن حملة إقتصادية ضد إیران عبر الحصار والتحریم الإقتصادي مدعوما بحملة دبلوماسية أو حملة عسکریة قادمة لدعم الحصار. وإنني أعتقد أن من وسائلها أیضا "الحرب الناعمة" ویمکن تصنیف ما حدث في السنة الماضیة من إعتراضات ضمن هذه الحرب الناعمة، وهذه کانت المقدمة للمواجهة الحقیقیة، وأن المواجهة الحقیقية ستکون حربا إقتصادية.

وإنني شخصیا کنت قد توقعت هذا النوع من الحرب، ولذلک إخترت دراستي الأکادیمية في مجال الإقتصاد بعد أن خرجت من السلک العسکري، لأنني توقعت حربا إقتصادية وثقافیة بین إیران و الغرب.

لیس هناک في ثقافتنا، نحن أبناء الثورة والمسئولية، مقاطعة الدولة وعدم التعاون معها بذریعة النقد والإختلاف في الرؤی، المهم هو إننا یجب أن نقف إلی جانب شعبنا و بلدنا في أیام المحن والأزمات والحصار الإقتصادي والتهدیدات الأجنبية، وأن نوظف کل ما لدینا من طاقات للدفاع عنها، وعندما تقع البلاد تحت طاولة التهدید والتحریم والحصار الإقتصادي فلیس المهم أسماء مثل هاشمی رفسنجاني، وأحمدي نجاد، ومحسن رضائی، المهم حینها هو الشعب الإیراني ونظام الجمهورية الإسلامية المقدس.

وفي تصوري أن موقف رئیس الجمهورية السید أحمدي نجاد کان موقفا إیجابیا ضد التحریم الأجنبي، و أنه أخذ المسألة علی محمل الجد و یعتقد هو إننا بأمکاننا تجاوز هذه المرحلة أیضا، و إنا شخصیا أشاطره في الرأي و إننا نستطیع تجاوز الحصار الإقتصادي والتحریم الجدید.