۱۰۲۹مشاهدات
خليل الفائزي
رمز الخبر: ۸۲۶
تأريخ النشر: 12 September 2010
شبكة تابناك الأخبارية: من المؤسف جداً ان الإعلام العربي و الإسلامي نجر وراء مخطط إحراق نسخ من القرآن الكريم الذي دعا إليه القس الأمريكي تيري جونز، و انزلق الرأي العام و تشاغل العرب و المسلمون لعدة أسابيع حتى الآن بالمؤامرة التي صيغت في تل ابيب و اكتمال سيناريو إحراق القرآن في أمريكا و الذي يهدف بالأساس إذلال العرب و المسلمين و احتلال المزيد من دول المنطقة.

هذا السيناريو الذي رسمته الصهيونية العالمية ينص تحقيق عدة أهداف و نوايا خبيثة ضد الدول العربية و الإسلامية و منها اولاً إعادة صياغة المخططات التي تلت أحداث 11 سبتمبر لمنع المسلمين من بناء مسجد لهم في نيويورك و التهديد السافر الذي أعلنه القس جونز من انه سيبادر بإحراق نسخ من القرآن في حالة عدم تراجع المسلمين عن بناء مسجد لهم في محيط أحداث 11 سبتمبر قي نيويورك و كأن الغبي و التافه جونز يعتقد من ان إحراق الكتاب المقدس لدى المسلمين سوف يثبط عزيمتهم و يقلص إيمانهم و يجعلهم يرفعون الراية البيضاء أمام الحقد الصهيوني المعادي لكافة الأديان و المذاهب و حرية الرأي و التعبير فإذا تراجعت الهيئة الإسلامية في أمريكا عن قرار بناء المسجد في نيويورك فان هذا التراجع سوف يسمح المجال بفرض المزيد من العنصرية الصهيونية على كافة الأديان و المعتقدات، و ان حرق القرآن قطعا هو مجرد تهديد إعلامي وسياسي خاصة اذا علمنا ان الصهاينة يحرقون نسخ القرآن و الكتب السماوية الأخرى بشكل يومي و مستمر في كافة طقوسهم العنصرية و الحاقدة على البشرية جمعاء.

الهدف الثاني من تنفيذ السيناريو الذي دعا اليه الحاقد جونز و كرست على إشاعته أجهزة الإعلام الصهيونية هو التخطيط لإثارة غضب المسلمين و استدراجهم لتنفيذ هجمات انتقامية تشمل قتل المزيد من القوات الأمريكية و حلف الناتو خاصة في أفغانستان والعراق، حيث اعترفت قيادة الناتو من انها تتوقع تصعيد العمليات الانتحارية و الانتقامية ضد قواتها المتواجدة في المنطقة، الامر الذي سيساهم بشكل مباشر و واسع استقواء قدرة و نشاط الجماعات الإرهابية و المتطرفة التي تتخذ من محاربة الاحتلال الأمريكية ذريعة لتنفيذ عملياتها الإرهابية و الدموية حصرا ضد الأبرياء و العزل في العراق و أفغانستان و باكستان مما سيعطي قوات حلف الناتو بالمقابل المبررات الكافية لاستمرار احتلالها لهذه الدول او على الأقل إبقاء جزء كبير من قواتها العسكرية لفترة أطول في المنطقة تحت يافطة محاربة الإرهاب و تبادل الأدوار مع الجماعات الإرهابية لقتل المزيد من الأبرياء و تأزيم الأوضاع الأمنية و السياسية في الدول المحتلة رسميا من جانب أمريكا و الناتو.

طبعاً الى جانب ذلك فان العمليات الانتقامية و الاستشهادية والفدائية التي تنفذ ضد القوات المحتلة هو حق مشروع و ذات هدف محمود و مقدس ، وان تنفيذ مثل هذه العمليات التي تستهدف فقط القوات الغازية أينما ثقفت و وجدت سيواجه من جانب الرأي العام بالدعم و التأييد و التقدير و سيسرع من و تيرة جلاء و هروب  القوات الأجنبية و الغازية من المنطقة بشكل أكيد.

الهدف الثالث من السيناريو الأمريكي ـ الصهيوني المشترك الذي خططت له الصهيونية العالمية و تتوقع نتائجه هو حدوث عمليات انتقامية ضد المسيحيين العرب او الذي يعيشون في دول إسلامية من خلال اغتيالهم او إجبارهم على النزوح و الرحيل من الأماكن و المناطق التي يقطنون فيها او مهاجمة و تفجير الكنائس و دور العبادة و السكن الخاصة بهم الأمر الذي سيصعد من حقد الغرب على العرب و المسلمين و تمهيد و تحريض الرأي العام في دول غربية للإشراف على ما تسمى بالحملات الصليبية الجديدة حسب ما خطط لها و نفذها الرئيس الأمريكي السابق بوش حيث احتلت قواته أفغانستان و العراق بهذه الذريعة بعد أحداث 11 سبتمبر، وبما ان الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما او بالأحرى اللوبي الصهيوني الناشط في أمريكا لا يملك ذريعة دولية او مبرر عملي لاحتلال المزيد من دول المنطقة و إبقاء القوات الأمريكية لأعوام قادمة في الشرق الأوسط ، فانه تم التخطيط لاحتلال بعض الدول العربية والإسلامية من خلال إشعال فتيل الحرب الدينية المقدسة واعتبار المسلمين خصماً و ندا أساسيا للتحالف الصهيوني ـ الصليبي بغطاء الدفاع عن الدين المسيحي او بعض القساوسة الحاقدين و المتطرفين من الذين جعل منهم الإعلام الصهيوني و الغربي ابطالاً و مدافعين عن المسيحية و روج لهم بشكل و كأن خيارات السلم و الحرب مع المسلمين بيدهم و ليست بيد أصحاب القرارات في واشنطن و تل ابيب.

الهدف الرابع هو ان قيادة المعسكر الغربي او بالأحرى قادة اللوبي الصهيوني العالمي يخططون مع كل ذكرى لأحداث 11 سبتمبر التي وقعت في العام 2001 ابتزاز الأنظمة الحاكمة في الدول العربية و تهديد الدول الإسلامية خاصة و ان اللوبي الصهيوني اجبر هذه الأنظمة و خلال الأعوام الماضية و تحت غطاء البحث عن حلول عملية للازمة الاقتصادية العالمية، دفع مئات مليارات دولار من أموال و عائدات النفط للدول العربية الى أمريكا و إسرائيل و دول غربية تحت يافطة التعويض عن خسائر و أضرار أحداث 11 سبتمبر التي خطط لها بالأساس اللوبي الصهيوني و نفذتها جماعة القاعدة اليد الخفية و الإرهابية للأنظمة المستبدة الحاكمة في السعودية و الإمارات و قطر، و ربما ان اللوبي الصهيوني الحاكم في أمريكا توقع من خلال تنفيذ مخطط إحراق نسخ القرآن إجبار زعماء أنظمة الدول النفطية تقديم المزيد من الإتاوات المالية للغرب بحجة العمل على احتواء التطرف المسيحي و الحيلولة دون اتساع حملات الحقد الصليبي و الصهيوني ضد الدول العربية و الإسلامية.

و مع تصاعد او انتهاء الزوبعة الإعلامية و السياسية التي خططت لها الصهيونية العالمية بالدعوة لإحراق نسخ من القرآن ، فكان من الأجدر و الأفضل للمسئولين السياسيين و الإعلاميين في الدول العربية والإسلامية عدم الانجرار وراء هذا المخطط و عدم الوقوع في الفخ الذي نصبه الغرب الصهيوني لتشويه سمعة الإسلام و إثارة الفتن بين المسلمين و المسيحيين، و لكن بما ان الأوضاع قد تطورت الان بشكل أضحى هذا الموضوع الشغل الشاغل و الحدث الأبرز في العالم بأجمعه فانه بات من الضروري بيان و تطبيق المواقف التالية:

-  إبقاء موضوع او بالأحرى مخطط الدعوة لإحراق نسخ من القرآن داخل المجتمع الأمريكي واعتبار هذا الأمر يخص الساحة الأمريكية الداخلية وعدم القيام بأعمال انتقامية مهما كانت ضد المسيحيين او الاقليات الدينية الأخرى في الدول العربية و الإسلامية تطبيقاً لمنع إثارة الفتن و الحؤول دون تحقيق المخطط الصهيوني الداعي للتمهيد للحروب او احتلال دول في المنطقة تحت غطاء ديني هذه المرة. و كذلك منع استغلال موضوع الدفاع عن القرآن من جانب حكام المنطقة بهدف استمالة الرأي العام في العالم الإسلامي لصالحهم و إظهارهم انهم دعاة خير و مدافعين عن الدين و حقوق الناس أجمعين لا سيما و ان التاريخ يحدثنا عن شواهد و حقائق تؤكد من ان معظم الحكام الطغاة و المستبدين في عالمنا العربي و الإسلامي و منذ قرون خلت و حتى وقتنا الراهن كانوا السباقين لإحراق الكتب السماوية و تمزيق و إهانة القرآن و عدم تطبيق اي من آياته و التعامل مع خلق الله و الكتب السماوية و الأحكام الإلهية بشكل أسوء ملايين المرات من العمل الحقير و السافل للقساوسة و الحاخامات المتطرفين في أمريكا و إسرائيل.

-  بما ان الاحتلال الأمريكي لدول في المنطقة يعد جزء من الوجود الغربي و الصهيوني الداعي لإذلال و تحقير الشعوب العربية و الإسلامية و الإساءة لمعتقداتهم و مقدساتهم فان استهداف الوجود العسكري الصهيوني و الأمريكي أينما وجد يعد رادعاً هاماً و رداً مطلوباً من جانب كافة أحرار العالم و القوى الدينية و الوطنية في المنطقة لمنع تكرار مثل هذه المخططات و وأدها الى الأبد او عدم طرحها في أجهزة الإعلام الغربية مرة أخرى.

-  الوقوف ضد اية مواقف او دعوات مساومة او تراجع من جانب أنظمة المنطقة و الجماعات الدينية و السياسية و الهيئات الإسلامية في أمريكا او أوروبا و عدم السماح لها بتقديم اي تنازلات مادية او إعلامية و سياسية حيال مثل هذه المخططات التآمرية و الحاقدة بل و دعوة هذه الأنظمة بإطلاق تحذيرات واقعية لقطع العلاقات او تقليصها مع كافة الدول التي تخطط لإثارة الفتن الدينية و تعمد على تهديد دول المنطقة بالاحتلال و الاستسلام و نهب ثروات شعوبها و لا فان الجماهير في الدول العربية و الإسلامية ستعتبر هذه الأنظمة شريكة في تنفيذ المخططات الصهيونية و الأمريكية الرامية لاحتلال المزيد من البلدان العربية و الإسلامية و القبول بسلطة إسرائيل و قوات حلف الناتو على المنطقة.
رایکم
آخرالاخبار