۴۶۶مشاهدات
بمعنى آخر فقد نجح العدو في احداث شرخ داخلي كاد ان يتحول الى اقتتال داخلي محرم في العادة كما تم التصويب باتجاهات مذهبية بديلة عن اتجاه البوصلة الحقيقي اي استحضار احتمالات فتنة لطالما حذرنا منها واعتبرناها هي الاخطر والتي عملنا الكثير من اجل منعها باي ثمن .
رمز الخبر: ۶۳۸
تأريخ النشر: 30 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: لقد درج استخدام مصطلح الحرب الناعمة في السنة الاخيرة كثيرا وكان ذلك عن حق من الموضوعات الاساسية التي ظللت سماء المنطقة وارضها طبعا !

ومفهوم الحرب الناعمة باختصار هو اللجوء الى ادوات و منهج اشتباكي مع الخصم عبر ادوات غير الادوات الخشنة – مقابل الناعمة – ومنهج هو غير منهج المواجهة المباشرة !

وقواعد الحرب الناعمة كما يقسمها اهل الاختصاص والخبرة هي كالتالي:
اولا : اللعب بقواعدك في ساحة الخصم وهي الحالة الامثل او المثلى
ثانيا : اللعب بقواعدنا في ساحتنا وهي حالة جيدة نسبيا
ثالثا : اللعب بقواعد الخصم في ساحة الخصم وهي حالة سيئة نسبيا
رابعا : اللعب بقواعد الخصم في ساحتنا وهي الحالة الاسوأ

بعد فشله في كافة معاركه الخشنة والقاسية والتي تطلبت الشجاعة والكفائة القتالية والمقدرة على الصمود والصبر لجأ العدو الخارجي لامتنا في الآونة الاخيرة الى النوع الآنف الذكر من المعارك معنا دون حذف الخيار الآخر .

حصل هذا في فلسطين كما في العراق كما في افغانستان كما في ايران كما في لبنان كما في اقطار عربية واسلامية اخرى وان بدرجات اقل .

ننطلق من الحالة اللبنانية لانها الاقرب وايضا لانها الاكثر التصاقا بمصاديق ما نحن بصدد مناقشته فنقول : بعدما اكتشف العدو الصهيوني وبكل وضوح في حربي تموز اللبنانية وكانون الفلسطينية بانه لم يعد قادرا على خوض حروبه العسكرية المعتادة بهمجيتها وتدميريتها المعروفة وبالشكل الخاطف والسريع والسهل كما كان قد اعتاد من قبل , قرر تغيير النهج و قواعد الاشتباك معا فكان خيار الحرب الناعمة !

ماهو نهج الحرب الناعمة كما يقول اصحاب الاختصاص ؟
- الا يظهر العدو او الخصم الحقيقي على الشاشة مطلقا - ان يعم جو التشكيك والترديد في كل الثوابت التي اعتمدها الخصم المفترض -الذي تشن عليه الحرب الناعمة- في الصراع - ان يتمظهر الاشتباك مع الخصم الخارجي الاصيل بلون محلي بديل تماما بمعنى ان يتبلور الوكيل المحلي في اطار بيئة حاضنة لاهداف الخصم بطريقة غير مباشرة - رابعا وربما هو الاهم ان يستعير الوكيل المحلي البديل خطابا وطنيا حماسيا لا يثير اي شبهة من حوله بل والافضل بان يتبنى هو بالكامل مجموعة الثوابت المشكك بها وكأنه هو حامي حمى الوطن والسيادة والاستقلال بل وحتى الدين والقيم المثلى جميعا ان امكن !

واما قواعد الاشتباك فهي تلك التي اثرناها اعلاه والحالة الفضلى بالنسبة للخصم طبعا تصبح هي الحالة الرابعة اي : ان يلعب الوطني والثوري والمقاوم المطلوب كسره او هزمه في المعركة بقواعد العدو في ساحته هو !

السؤال الآن : الم تكن حادثة برج ابي حيدر البروتية حالة مثالية لنجاح اسلوب الحرب الناعمة المشروحة اعلاه؟
نحن نتجرأ ونقول نعم , لماذا ؟

لان الاقتتال حصل بقواعد الخصم اي عن طريق اطلاق الرصاص المخصص اصلا للدفاع عن بيروت الوطنية و المقاومة بوجه العدو الخارجي ووكلائه والذي لا يجوز ان ينزل الى الميدان الا في اطار الدفاع عن ثوابت المقاومة فاذا به ينزل وبقدرة قادر ليصوب باتجاه ابناء الجبهة الواحدة !

بمعنى آخر فقد نجح العدو في احداث شرخ داخلي كاد ان يتحول الى اقتتال داخلي محرم في العادة كما تم التصويب باتجاهات مذهبية بديلة عن اتجاه البوصلة الحقيقي اي استحضار احتمالات فتنة لطالما حذرنا منها واعتبرناها هي الاخطر والتي عملنا الكثير من اجل منعها باي ثمن .

اعرف ان الطرفين المعنيين بشكل مباشر بالحادث وصفاه بالفردي واختلاف بين اخوة السلاح وان الامر قد تم تجاوزه و اننا تجاوزنا خطر الانجرار الى ما هو اخطر وان التحقيق لم ينته بعد وان نتائج التحقيق قد تكشف برائة الشباب من الجانبين او انهما وقعا ضحية بروفة" اعدها لهما آخرون وان احتمال دخول اكثر من طرف استخباراتي على الخط ليست واردة فقط بل هي ثابتة في المبدأ لان ما حصل يخالف كل ثوابت الطرفين اللذين " اقتتلا" مكرهين!

ولكن بيت القصيد هو هاهنا , اي كيف ننجح في المستقبل من الافلات من كمائن مشابهة هي من صنع العدو الخارجي بشكل الحرب الناعمة , والتي يفترض حسب البرمجة النهائية لها ان لا تبقى ناعمة دائما بل ان الحالة المثلى لها في مخطط العدو هي ان تتحول الى حرب داخلية دامية لا يدخل العدو المباشر على الخط فيها الا في لحظات قطف الثمار الاخيرة !

لقد حصل هذا او ما يشبهه في ايران ,اي نقل المعركة مع العدو الخارجي الى الداخل عن طريق الحرب الناعمة على امتداد عام كامل تقريبا كادت تدخل البلاد فيها فيما لا تحمد عقباه من فتنة عمياء اريد منها استنزاف النظام المقاوم عبر فتنة داخلية خيوطها الاساسية في خارج البلاد , رغم اختلاف الظروف والحيثيات والتفاصيل البتة , لكن الجوهر ظل واحدا والملفت ان شعار من نظموا تلك الحرب في كل مكان "نريد دما بريئا يسقط" ليكون قميص عثمان طبعا !

وكاد ان يحصل في اماكن اخرى وهو لايزال مرشحا للحصول في اكثر من بلد عربي او اسلامي وباشكال متنوعة ومبتكرة !

فحذار ثم حذار اذا من كل اولئك المتلبسين بخطاب الصديق والمتقمصين لشخصية الملهوف على الوطن وثوابت الامة في المظهر , فيما هم يحفرون البئر تلو الاخرى ويحضرون الفخ تلو الآخر للايقاع بين ابناء الوطن الواحد والشعب الواحد والمعسكر الواحد تحت عناوين واسماء ورموز وشعار ات وعناوين "صديقة" ولطيفة وناعمة منها على سبيل المثال لا الحصر ما انبرت بعض الواجهات المتورطة في هذه الحرب الناعمة باشاعتها على مستوى الوطن العربي والاسلامي ومنها ما ركز عليه بعد حادث بيروت الاخير بشكل خاص .

ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر مقولات مثل مناهضة العنف ايا كان شكله ومصدره مقابل اشاعة ثقافة السلام والتسامح والتساهل مع الجميع ورفض لغة التخوين وعدم مصادرة الرأي الآخر ايا كان و اخيرا وليس آخرا المطالبة بنزع السلاح من المدن والقرى والدساكر والمخيمات و.... بذريعة دعم جهود بناء الدولة الحديثة او السلطة في العراق او افغانستان او لبنان في حين اننا نعرف تماما بان وراء الاكمة ما ورائها , و ان الهدف الغائي من وراء مثل هذه الاصوات في وقت يدق فيه العدو طبول الحرب ضدنا وينشر شركاته الامنية الميليشياوية المتوحشة ويضاعف عددها , انما هو نزع ارادة المقاومة من قبل الاهالي وتسليم مدننا وبلداتنا لهذا العدو الغازي , وبكلمة ان نصبح امة بلا هوية و لا لون ولا رائحة ولا طعم ولا دم , وحاشا لنا ان نكون كذلك وبيننا روح من قال : والله ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا !
رایکم
آخرالاخبار