۹۵۳مشاهدات
رمز الخبر: ۶۰
تأريخ النشر: 23 July 2010
التعبير عن مواقف الحياة بسخرية او ما تسمى بالفنطازية من الاساليب التي يعتمدها الكائن البشري في علاج بعض امراضه ومشاكله وعقده وانهياراته وقد اثبتت الوقائع ان هذه الاساليب ما تزال تفعل فعلها في كثير من المجتمعات الانسانية وما تزال تنتج - وهذه هي المفارقة - ردود افعال ايجابية جدية تنتفع منها الحياة بصورة عامة.

في إقليم كردستان العراق اسس عدد من الناشطين السياسيين حزبا أتخذ من اسم حيوان اليف عنوانا له وبعد سجالات مريرة في دوائر منح الاجازات الخاصة لعمل الاحزاب الكردية وبعد نضال طويل في الرفس والزكط مع المتعنتين في تلك الدوائر على حد تعبير زعيمه المؤسس جاءت الموافقة الرسمية في عام 2005م فشهدت الساحة السياسية في الاقليم بزوغ حركة سياسية فريدة بمسمى حزب الحمير الكردستاني، تتبع تدرجا هرميا وتقسم اعضائها العاملين الى جحش صغير وأتان – انثى الحمار- وحمار يبدو انه يمثل المرتبة الاعلى في سلم المسؤولية التنظيمية ويملك الكلمة الاخيرة في حل وعقد الامور.

المهم ان هذا الحزب الفنطازي يعاني هذه الايام وبعد مرور خمس سنوات على تاسيسه من ضائقة مالية عسيرة تنذر بخطر داهم يهدد كيانه باخطار جمة، وقد يؤدي ببعض اعضائه الى ترك العمل السلمي والانشقاق عن الحزب فكرا وسلوكا وربما الانضمام الى احزاب اخرى لاتتصف من قريب او بعيد باخلاق الحمير الوادعة لاسامح الله.

من السهولة طبعا ان يخلع المناوؤن لهذا الحزب كثيرا من الاساطير واللامعقولية على اعضاء هذا الحزب وطريقة تفكيرهم، وحتى غير الخصوم يستطيعون ان ينسجوا قصصا مفبركة بقصد الاستخفاف من هؤلاء الذين تبنوا السير في هذه المغامرة العجيبة طيلة خمس اعوام كاملة، ولكن كم من المراقبين سينتبه الى طبيعة الارض التي تتشكل فوقها كيانات بهذا الشكل اللافت للانتباه وما هي الاسباب الكامنة التي تجعل من انسان يستقتل من اجل الوصول الى لقب حمار وهو على معرفة كاملة باثار هذا اللقب على مجمل حياته العامة والخاصة.

ربما ثمة من يقول ان هؤلاء طلاب شهرة وليس لهم صلة بالسياسة او الديمقراطية ؟ ولكن ماهي نتيجة هذه الشهرة هل تتعدى ان يكون الواحد من هؤلاء في نظر الجماهير حمارا او (حمارة) الا يفرق هؤلاء بين الشهرة الحسنة وتشويه السمعة؟ ان هؤلاء ليسوا مغفلين على الإطلاق من وجهة نظر بعض المراقبين انهم بشر بائسون اختاروا مقابلة مواقف وسياسات بعض الاحزاب البشرية السخيفة بطريقة من يلعن نفسه وهو يقصد عدوه.

لماذا لا نفهم من هذه الظاهرة الغريبة رسالة مفادها ان بقاء الفوضى السياسية في العراق تحمل بين طياتها مفاجآت لاسبيل لتوقع اضراراها والتنبؤ باثارها السيئة على حاضر ومستقبل العراقيين؟، لماذا لا نفهم منها دعوة صريحة لاقرار قانون ينظم العمل الحزبي العراقي سواء في المركز او الاقليم تنظيما دقيقا من حيث البرامج التي تسعى الى تحقيقها الاحزاب المختلفة في المجتمع والركائز الفكرية التي يستند اليها هذا الحزب او ذاك في صياغة اهدافه وشعاره واليات العمل المتبعة عنده ، وبالتالي منح اجازة العمل والتمويل المناسب للحزب المستحق من دون الجائه الى عمليات الرفس والزكط او التهديد باستحداث احزاب حيوانية اكثر عنفا .
رایکم
آخرالاخبار