۲۴۴مشاهدات
رمز الخبر: ۵۹۵۷۶
تأريخ النشر: 03 November 2021

بينما بدأت عملية سحب القوات الأميركية من المنطقة، وهو الشعار والبرنامج الرئيسي لمحور المقاومة في العامين الماضيين، ويتضاءل عدد القواعد العسكرية التي كانت موجودة بأعداد كبيرة في المنطقة مع خروجها من أفغانستان والعراق، أعلنت واشنطن فرض عقوبات جديدة على ما تصفه بالمؤسسات المرتبطة ببرنامج طهران لإنتاج الطائرات العسكرية بدون طيار، في محاولة لإعادة القيود علی البرنامج النووي الإيراني.

وفي هذا الصدد، أصدر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بينكون، بيانا صباح السبت الماضي أشار فيه إلى قائمة جديدة للعقوبات ضد المنظمات والأفراد الإيرانيين، زاعما أن إدارته ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لمنع توريد المواد والتكنولوجيا المتعلقة بصناعة الطائرات بدون طيار الإيرانية.

وتأتي هذه الخطوة أيضا في الوقت الذي أجرت فيه إيران الأسبوع الماضي تدريبات عسكرية مشتركة كبيرة بين الحرس الثوري والجيش الإيراني باستخدام الطائرات بدون طيار والقدرات الدفاعية، ثم أعلنت واشنطن بعد ذلك عن تمرين مشترك بطائرات بدون طيار مع البحرين في مياه الخليج الفارسي.

لماذا تخشى الولايات المتحدة قدرة إيران في مجال الطائرات بدون طيار؟

لا شك أن السبب الرئيسي لعقوبات البيت الأبيض الجديدة ضد القدرة الدفاعية العسكرية الإيرانية، هو منع تطوير القدرة الرادعة لإيران.

كان اكتساب المعرفة لإنتاج التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، عنصرا مهما دوما في جهود الحكومات لحماية مصالحها في البيئة التنافسية للنظام الدولي. في غضون ذلك، كان هناك تحول في السنوات الأخيرة نحو قدرات أكبر في الحروب البعيدة، دون الحاجة إلى حملات عسكرية مكلفة.

وفي هذا المجال، كان استخدام الطائرات بدون طيار ذات القدرات التشغيلية-التجسسية، وكذلك الصواريخ الدقيقة أو الأسرع من الصوت، من بين أهم التقنيات قيد الاستثمار.

لقد أظهرت إيران في السنوات الأخيرة أن لديها الكثير لتقوله في مجال الطائرات بدون طيار والصواريخ والمجالات ذات الصلة، بما في ذلك الحرب الإلكترونية وأنظمة الرادار المتقدمة والدفاع الصاروخي، بحيث لديها أمثلة واضحة علی تحدي القدرة العسكرية الأميركية.

الجمهورية الإسلامية هي الحكومة الوحيدة في القرن الجديد التي نجحت في اتخاذ تدابير مثل إسقاط طائرة غلوبال هوك المتقدمة، استهداف أهم قاعدة للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط بوابل من الصواريخ، إنزال طائرة RQ170 بدون طيار المتقدمة وفك تشفير معلوماتها، ومراقبة وتصوير المنشآت العسكرية الأميركية، وخاصة حاملات الطائرات في مياه المنطقة، وإلخ.

وبالتالي، كانت الطائرات بدون طيار والقوة الصاروخية الإيرانية هدفا رئيسيا لعقوبات البيت الأبيض في السنوات الأخيرة، لتحديها القدرة العسكرية الأميركية وضرب الهيبة العسكرية للولايات المتحدة على الساحة الدولية.

كما تشعر الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون، بما في ذلك الکيان الصهيوني، بقلق عميق إزاء نقل قدرات إيران في مجال الطائرات بدون طيار والصواريخ إلى أطراف أخرى في محور المقاومة.

اليوم، أظهر حزب الله اللبناني وحركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وأنصار الله اليمنية وجماعات المقاومة في العراق وسوريا، أن لديهم لوحدهم القوة لتحدي مصالح الولايات المتحدة والکيان الصهيوني. بحيث أنه في العراق وحده، حرمت هجمات جماعات المقاومة البيت الأبيض من فرصة المناورة وإظهار القوة العسكرية للتهرب من تنفيذ قانون طرد المحتلين الأجانب.

کما أن الحرب التي دامت 11 يوما في غزة، هي مثال آخر على تأثير التقدم العسكري لمحور المقاومة على التطورات في الأراضي المحتلة، وفرض الهزيمة على الكيان الصهيوني رغم كل المساعدات المالية والعسكرية من الغرب.

وفي حرب اليمن أيضا، استطاع الجيش واللجان الشعبية بقيادة أنصار الله، وباستخدام الأسلحة الصاروخية المتطورة والطائرات المسيرة الانتحارية، العبور من الدرع الدفاعي المتقدم والمکلف للسعودية، وتحقيق أهدافهم العسكرية.

لذلك، من وجهة نظر الاستراتيجيين في واشنطن، كانت الطائرات بدون طيار والقوة الصاروخية الإيرانية جزءا مهما من زيادة القوة الإقليمية لإيران في السنوات الأخيرة.

أميركا وإستراتيجية الضغط بأيدٍ فارغة

تسعى إدارة بايدن إلى إظهار استمرار الاستراتيجية الفاشلة المتمثلة في فرض العقوبات والضغط الاقتصادي، للحد من برنامج إيران النووي السلمي.

وستكون هذه الإستراتيجية لتبرير التراجعات اللازمة لإحياء المحادثات النووية الجادة التي دعت إليها إيران، ولتقليل الانتقادات الصهيونية والرجعية العربية في المنطقة.

إيران بلا شك واحدة من القوى العظمى في العالم في مجال الطائرات بدون طيار، والتي تمكنت من توطين صناعاتها من صفر إلى مائة من الطائرات بدون طيار والصواريخ، وتكييفها مع الاستراتيجيات الدفاعية العسكرية وكذلك جغرافيا المنطقة.

وعلى عكس مزاعم وسائل الإعلام الغربية، مع رفع عقوبات مجلس الأمن عن الصناعة العسكرية الإيرانية، لم تتجه طهران إلى مشتريات الأسلحة مثل دول الخليج (الفارسي) المستهلكة فحسب، بل تتطلع الآن إلى التصدير وتحقيق الدخل في هذا المجال.

وعليه، فإن مزاعم المسؤولين الأميركيين بالحد من برنامج إيران للطائرات المسيرة هي مجرد شعار أجوف لإقناع شركائهم الإقليميين بجدية الضغط على طهران، وسط التراجع والتنازل أمام طهران في القضية النووية.
المصدر: الوقت

رایکم