۴۳۷مشاهدات
السید حسن نصرالله:
فلنتعلم من الإيرانيين الذين هم أصدقاؤنا، إيران فيها نفط وغاز وفيها موارد طاقة متنوعة ومتعددة، مع ذلك القيادة في إيران ماذا تقول؟ بعد عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة إذا نفد النفط ونفد الغاز كيف نؤمن كهرباء للناس؟ فلنؤمن طاقة نووية سلمية.
رمز الخبر: ۵۸۵
تأريخ النشر: 25 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الحكومة اللبنانية الى تحديد ما يريده الجيش اللبناني من سلاح والطلب من الدول العربية المساعدة في تسلحيه لان هذه الخطوة ليست بحاجة لموازنة فنحن في وضع استثنائي والمنطقة متوترة.

وفي كلمة له في حفل افطار الانشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الاسلامية تطرق السيد نصر الله الى مواجهات العديسة الاخيرة التى كشفت ان الاميركيين والسلاح الذي يقدمونه للجيش الهدف منها ليس قتال اسرائيل بل لحسابات داخلية يسمونها مواجهة الارهاب.

ودعا السيد نصرالله الحكومة اللبنانية الى اخذ قرار لطلب مساعدة ايرانية مشيراً الى ان حزب الله سيعمل بقوة ويستفيد من كل اصدقائه لكي تقوم ايران بتسليح الجيش اللبناني.

وفي موضوع عملاء العدو الاسرائيلي في لبنان دعا السيد نصر الله إلى تنفيذ احكام الاعدام بحق العملاء الذين صدرت بحقهم هذه الأحكام لأن ذلك بمثابة خطوة رادعة للتعامل مع العدو، مشيراً الى أن العميل يسيء الى نفسه ولا يجوز ان يُنظر الى عائلته أو حزبه السياسي أو المؤسسة التى ينتمي اليها، ولكنه وحده من يتحمل المسؤولية.
 
وفي موضوع شهود الزور أكد السيد حسن نصر الله على وجوب أن يعرف اللبنانيون جميعاً حقيقة شهود الزور. ولفت إلى أنَّه قد يأتي يوم يقال فيه كل شيء في هذه القضية.

السيد نصر الله تساءل هل المحكمة الدولية هي التي تحدد للقضاء اللبناني ما هو اختصاصه وما هو عدم اختصاصه.

السيد نصرالله وفي موضوع أزمة الكهرباء، شدد على أن أزمة الكهرباء في لبنان بحاجة إلى معالجة طارئة مؤقتة من الحكومة، داعياً الحكومة إلى التفكير الجدي ببناء مفاعل نووي سلمي لتأمين الطاقة الكهربائية.

ورداً على ما يقال عن التحركات الشعبية قال إنَّ المعارضة ليست بحاجة إلى الشارع لإسقاط الحكومة، بل أنها قادرة على ذلك من خلال البرلمان.
 
وهنا نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها مساء الثلاثاء 24/8/2010 في حفل الإفطار المركزي للأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية في ثانوية الكوثر.

مسوؤليتنا في لبنان أن يكون بلدنا قوياً، وطننا قوياً، شعبنا قوياً، أن نسعى لنمتلك عناصر القوة إذا كنا نريد أن نعيش في الحاضر وأن نبقى في المستقبل وطناً عزيزاً سيداً حراً مستقلاً كريماً شامخاً، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا إذا امتلكنا عناصر القوة.

في لبنان نحن شعب وبلد ضمن امكاناتنا وظروفنا نواجه الكثير من التحديات والصعوبات الخارجية والداخلية ومسؤوليتنا الوطنية والدينية سواء كنا مسلمين أم مسيحيين هي أن نتغلب على هذه الصعوبات لا أن ننهزم أمامها ولا أن نخاف منها ولا أن نستسلم لها بل أن نواجهها ونتغلب عليها وننتصر في مواجهة كل هذا النوع من التحديات لنحمي بلدنا ونحصّنه ونحسن أوضاعه ونطوّره على كل صعيد، هذه مسؤولية جماعية.

ولا يستطيع أحد أن يتهرب من هذه المسؤولية سواء في مواجهة التحديات الخارجية أم في مواجهة الصعوبات الداخلية.

هذا الأمر لا يمكن أن ينجز، ولا يمكن أن يتحقق إلا بالإخلاص، بالعلم، بالمعرفة، بالوحدة، بالتعاون، بتنظيم الأولويات، وبالتخطيط الصحيح، وبالاستفادة من كل الطاقات البشرية والمادية المتوفرة وطنيا في بلدنا على غناها البشري وعلى تواضعها المادي، لكن عندما يتوفر الغنى البشري، الإنسان يستطيع بالتوكل على الله سبحانه وتعالى وبالإيمان وبالعلم وبالمعرفة وبالجد وبالإخلاص الكثير من المعجزات.

نحن في لبنان، من الأخطار التي نواجهها خارجيا، هناك الخطر الإسرائيلي، الأطماع الإسرائيلية، الطموحات الإسرائيلية، المشروع الصهيوني، الأطماع بأرضنا ومياهنا وخيراتنا (كنا في الماضي نقول بأرضنا ومياهنا الآن على ذمة الخبراء والاختصاصيين بتنا نقول أرضنا ومياهنا ونفطنا وغازنا الذي نختلف عليه ولم يظهروا حتى الآن ولم نستخرجهم، لكن لا شك ان هذا من التحديات التي نواجهها.

حقيقةً إذا تبين غدا انه في لبنان نفط وغاز وما شاكل وتبين أن هناك آباراً مشتركة أو هناك خلاف على الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة ـ لأننا لا نعترف بأسرائيل ـ هناك مشكل) إذا كنا ضعافا لا نستطيع ان نأخذ حقنا كلبنان، نواجه هذا التحدي، قدرنا أننا في هذا البلد الجميل، امتحان الله لنا، ابتلاؤه لنا، اختباره لنا انه اقيم في بلد مجاور لنا التي هي فلسطين المحتلة (بلد الجوار هو فلسطين وليس إسرائيل) أقيم في بلد الجوار كيان أسس على العدوان من أول يوم، على القتل والإرهاب والإغتصاب والمجازر من اليوم الأول. ونحن علينا أن نواجه خطره وأطماعه.

بعد كل هذه السنين الطويلة نحن في لبنان لدينا تجربة غنية جداً في كيفية دفاع بلد صغير، هذه التجربة ليست فقط للبنان، هي فكرة عامة، كيف يمكن لبلد صغير  له امكانات بشرية محدودة وإمكانات مادية محدودة أن يدافع عن وجوده وأن يدافع عن سيادته وأن يستعيد أرضه في مواجهة كيان قوي ومدعوم من كل القوى الكبرى في هذا العالم ويملك أقوى جيش في الشرق الأوسط كيف يمكن هذا. نحن في لبنان أصبح لدينا أغنى تجربة سياسية وعسكرية وأمنية وشعبية واجتماعية نضالية وجهادية على هذا الصعيد.

وهذه التجربة التي صنعت في لبنان والتي استطاعت أن تستعيد الأرض والأسرى والتي استطاعت ان تحقق توازن ردع وخوف مع هذا العدو لتجعله يحسب ألف حساب قبل أن يعتدي على هذا البلد، هذه التجربة الآن تبحث وتدرس في أكبر جامعات وتدرس في أكبر مراكز الدراسات الإستراتيجية في العالم والتي هي كتبت بدماء وحبر ودموع وعرق أبناءكم من الشباب اللبناني، هذه التجربة اليوم هي أغنى تجربة. نحن لسنا بحاجة لأن نذهب لنتعلم تجارب من سويسرا من فرنسا ومن أمريكا ومن الصين ومن روسيا الآن العالم هو جاء بعد حرب تموز 2006 ليدرس ويتعلم من تجربة انتصار المقاومة في حرب تموز.

هذه التجربة قامت على معادلة يمكن أنها لم تكن واضحة جداً كتوصيف وأدبيات في السنوات الماضية وفي العقود الماضية. في السنوات الأخيرة بات لها توصيف وأدبيات، وتعرفون أن اللبنانيين "شاطرين" في التوصيف: معادلة الجيش والشعب والمقاومة، طبعاً هذه معادلة جديدة وفريدة ومميزة ونجحت في لبنان واستطاعت أن تنجز ما أنجزته.

نحن معنيون أن نحافظ على هذه المعادلة وأن نعزز ونمتّن عناصر هذه المعادلة والعلاقة والصلة المتينة والقوية فيما بينها. من هنا أدخل إلى النقطة الأولى وهي موضوع تسليح الجيش.

نحن في لبنان نقول أحيانا أننا نجمع على شيء، وفي حقيقة الأمر لا نكون مجمعين عليه لأنه أن نتحدث شيء، وحقيقة اقتناعاتنا والتزاماتنا كقوى سياسية لبنانية في بعض الأحيان شيء آخر.

نقول إننا مجمعون على تعزيز الجيش وتقوية الجيش وتسليح الجيش بعد مواجهة العديسة التي لها الكثير من الدلالات، تحدثنا عن بعضها في ذلك الحين، طرح من جديد موضوع تسليح الجيش. تجربة العديسة كشفت أمراً مهماً في مسألة التسليح وهو يتعلق بالسلاح الذي يعطيه الأمريكيون للجيش والقوى الأمنية. سواء كان الأميركيون قد اشترطوا ووضعوا شرطاً علنياً وواضحاً (وإذا كان هكذا شرط أمراً أكيداً فهذا خطأ ولم يكن ينبغي أن يقبل شرط من هذا النوع) وان كان أنا لم أرَ شرطاً.

الأميركيون يفترضون في أنفسهم أن هذا السلاح الذي يعطى للجيش اللبناني لا يعطى لقتال إسرائيل ولا للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل وإنما يعطى لحسابات واعتبارات داخلية هم يسمونها مواجهة الإرهاب وإذا أرادوا تخفيف التعابير يقولون مواجهة الإرهاب، هذا انكشف بعد العديسة وبدأ الجدل في الكونغرس الأمريكي وبين الكونغرس والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية أن هل نوقف هذا الدعم وهذا التسليح أم لا، وحتى بعض أعضاء الكونغرس طالبوا بإجراء تحقيق حول هذا السلاح الذي استخدمه الجيش اللبناني في العديسة هل هو سلاح قدم له أمريكيا أو أنه جاء به من مكان آخر، إلى هذا الحد وصل النقاش.

طبعاً أعتقد أن المحصلة التي سيصلون إليها هي الاستمرار في تسليح الجيش لكن لو تعرفون ما هي الحجة؟ نحن ليس لدينا مشكلة حتى لو كنا نحن الحجة. المهم أن يتسلح الجيش. الحجة التي ذكرت في الكونغرس وفي البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية هي أنه إذا أردنا أن نبقى مهتمين بلبنان ويبقى الوضع في لبنان ممسوكاً ونواجه الأخطار المستقبلية ولنستطيع أن نواجه حزب الله (ذكر حزب الله بالتحديد) يجب أن نقوي الجيش ونسلحه ولا نوقف تسليح الجيش لأن وقف تسليح الجيش سوف يسقط لبنان بيد حزب الله. أود القول إننا نحن سبب للخير عند الصديق وعند العدو.

يعني إذا أنت لا تود تسليح الجيش في مقابل إسرائيل وافترض لا يوجد حزب الله كيف تتصرف؟ أنا في يوم من الأيام حتى في الموضوع الاقتصادي في آخر سنة عندما زادت اللقاءات بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري على اثر اعتصام عمالي حدث في منطقة حي السلم وحدث إشكال هناك واشتباك وسقط شهداء وإلى آخره وقيل وقتها إن القصة وهناك تحرك مطلبي اجتماعي لإسقاط الحكومة وقتها التقيت أنا والرئيس الشهيد وكانت هذه بداية اللقاءات الطويلة.

واحدة من الأمور التي ذكرها لي أنني قلت له إن هناك خوفاً على انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان. أنا فوجئت بجوابه. قال لي لا. قلت له: هل هذا بسبب سياسات الحكومة الاقتصادية؟ قال لي هذا يساعد ولكن ليست العامل الأصلي فسألته عن العامل الأصلي، قال لي: العالم لن يسمح بانهيار الوضع الاقتصادي في لبنان، لا يجعلنا نتحسن ولا يعالج لنا أمراضنا ولا يسدّ لنا ديوننا ولكن لا يتركنا نقع. قلت له ما هذا الحرص؟ قال لي: لأن التقييم الدولي يقول إنه إذا انهار الوضع الاقتصادي نحن نرمي لبنان بحضن حزب الله، فبسببكم لن يسمح بانهيار الوضع الاقتصادي. قلت له نحن نقبل بذلك.

هي نظرة عدائية، نظرة سلبية، نظرة عدائية ان حزب الله جماعة نحن نخاف منهم على لبنان (لا يخافون من  إسرائيل على لبنان) لكن لأنه نخاف منهم على لبنان تعالوا لنسلح الجيش ونحافظ على استقرار ما بالوضع الاقتصادي ونمنع الانهيار لأن منع الانهيار سيؤدي إلى  كذا وكذا. هذا على كل حال ظهر بعد موضوع العديسة.

أنا أحب أن أقول لكم شيئاً، حتى في موضوع الغجر هناك الكثير من الجهود الدولية التي تبذل لإقناع العدو الإسرائيلي بالانسحاب من الجزء اللبناني من الغجر لأن هذا ليس فيه نقاش يعني لا يوجد خلاف أن هذا الجزء هو جزء لبناني وإسرائيل معترفة بهذا الجزء اللبناني. وليس مثل موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يعتبرها العدو الإسرائيلي أنها أراضٍ تابعة له ومضمومة له أو لسوريا، ولكن ليس للبنان. الجزء اللبناني من بلدة الغجر غير معترف به بأنه للبنان. كل الجهود الدولية تحاول أن تقنع إسرائيل بالانسحاب من الغجر والدليل الذي يستخدم ليس دليل الأخلاق والقانون الدولي والمنطق أن هذه ارض لبنانية ويجب أن تعود إلى أصحابها والوجود فيها احتلال غير شرعي وغير قانوني ومناف للقرارات الدولية, بل يقولون (للإسرائيليين) أخرجوا منها وبيعوها للحكومة في لبنان لأن هذا الأمر يضعف منطق حزب الله ويضعف منطق المقاومة. وأنا أقول لهم لن تخرج إسرائيل إلا بسبب وجود مقاومة في لبنان حتى ولو لم نقاتل في مزارع شبعا, إذا خرجوا يوما ما من مزارع شبعا فذلك لأنه يوجد مقاومة.

بالنسبة لنقطة الإجماع, نعم نحن نطالب جميعاً بتسليح الجيش, وهناك عدة خيارات أولها أن نقرر موازنة شراء ونذهب لنشتري, وهذا الأمر سيكون مكلفًا لأن الموازنة تعني أنهم سيخرجون غداً ليقولوا في الحكومة من أين سنأتي بالمال وليس لدينا موارد, تعالوا لنزيد الضرائب, والناس لا ينقصها فرض ضرائب جديدة, وعندها نعلق في الدائرة نفسها. ثانياً التبرعات, وهذا ما دعا له فخامة الرئيس, في النهاية هذا أمر جيد ولكن كما قيل وكما قال فخامة الرئيس نفسه وقبل عدة أيام قال العبارة نفسها العماد عون وهو خبير وقائد جيش سابق ويعرف تركيبة الجيش واحتياجاته وآخرون أيضاً قالوا الأمر نفسه وأنا أؤيدهم بأن التبرعات الشعبية لا تسلح جيشاًَ, وسأكون صريحا معكم, أنا قبل عدة أشهر كان لدي لقاء مع هيئة دعم المقاومة من أخوة وأخوات وقلت لهم إن كل التبرعات التي تجمعها هيئة دعم المقاومة والتي يقدمها آخرون لا تستطيع أن تسلح المقاومة ولا أن تلبي احتياجات مقاومة، لكن قيمة هذه التبرعات بالنسبة لنا هي بالدرجة الأولى معنوية وأخلاقية وعاطفية، أي أنه قد فتح باب وأنا لا استطيع أن أقاتل فأساعد بتقديم المال, لكن هذه الأموال التي تجبى والتبرعات التي تجمع لا تستطيع أن تسلّح مقاومةً وهي بطريق أولى لا تستطيع أن تسلح جيشاً لكن هي خطوة جيدة ومطلوبة.

هناك خيار طبيعي جداً وأنا أطلب اليوم من الأخوة وزرائنا في الحكومة أن يطرحوا الموضوع عندما تحصل مناسبة في مجلس الوزراء في أقرب جلسة ممكنة, وهو أنه لدينا أشقاء وأصدقاء, دول عربية ما شاء الله , كل الدول العربية تقول إنها تحب لبنان وحريصة على لبنان وإنها تدعم لبنان,  وهناك أيضاً دول صديقة كثيرة في العالم، نبدأ من الأقربين، والأقربون أولى بالمعروف, أنا اقترح أنه بعدما تحدد الجهة المعنية في الدولة سواء الحكومة أم مجلس الدفاع الأعلى (فهذا بحث قانوني) نوع السلاح الذي يحتاجه الجيش اللبناني نوعاً وكماًَ, يتم اتخاذ قرار في مجلس الوزراء أننا نريد أن نحصل على هذا السلاح, عندها يتم تكليف وزراء وتشكل وفود ونخرج إلى الدول العربية ونقول لهم إننا لا نريد مالاً بل لديكم غابات من السلاح ولديكم صواريخ ومخازن مليئة وستصدأ عندكم، ونحن لدينا جيش واقف على الحدود وهو يدافع عن البلد  ونريد أن نسلحه فأعطونا سلاحا وليس مالا، فماذا لديكم, إن كان عندكم قذائف ومضاد للدروع ودفاع جوي وصواريخ ودبابات فأعطونا مما عندكم ما ينفعنا, والذي يتم تحديده له علاقة بالرؤية والنظرة كيف يريد لبنان أن يكون جيشه وكيف سيقاتل هذا الجيش. فيمكن القيام بهذه الخطوة.

وهذا الأمر لا ينتظر موازنة العام 2011 ولا ينتظر أن نعمل قانون برنامج، فنحن في وضع استثنائي والمنطقة متوترة, حسناً في ذلك اليوم عندما حصلت مواجهة العديسة وهي أخطر وأكبر من خطف جنديين على الحدود, فالذي قُتل على الطرف الإسرائيلي هو قائد كتيبة وجرح أيضا قائد سرية, وهناك شهداء لدى الطرف اللبناني, في كريات شمونة لم ينزلوا إلى الملاجئ فقط بل ركبوا الباصات وهربوا, لأنهم افترضوا أن هذا الحادث إذا ما قسنا على أسر جنديين فيجب أن يسبب حربا, وهذا ليس موضوع بحثنا, نحن في منطقة وضعها متوتر، وبالتالي هذا النوع من القضايا لا يحمل دراسات وأبحاث وأن ننتظر سنة أو سنتين أو ثلاثة أو أربعة, الجيش يحدد ضمن رؤيته نوع وكم السلاح الذي يريده ونخرج إلى الدول العربية ونبدأ في الدول العربية ودعوا إيران لآخر (المطاف) حتى لا يخاف أحد, ونأتي إلى الدول العربية ونقول لهم أنتم أشقاؤنا العرب ونحن دولة عربية وجزء من جامعة الدول العربية فتفضلوا ساعدونا وادعمونا, ومن المفترض أن نحصّل شيئاً ما عندها.

وفي موضوع إيران الذي طرح في هذه الأيام. أنتم تذكرون قبل سنة ونيف في أجواء الانتخابات النيابية أنا طرحت هذا الموضوع لأنه أثير في ذلك الحين أنه إذا فازت المعارضة في الانتخابات وشكلت الحكومة فإن الدول التي تسلح الجيش سوف تتوقف عن تسليح الجيش, فأنا في ذلك الوقت قلت إنه يمكن أن نلجأ إلى أصدقائنا في إيران وسوريا, عندها قامت القيامة لأننا في بلد يوجد فيه انقسام سياسي, بسبب هذا الانقسام السياسي  كل ما نقوله نحن سواء كان صحيحاً أم خاطئاً لن يقبله الطرف الآخر ويمكن أيضا نحن نفس الأمر لا نقبل ما يقوله الطرف الآخر والله اعلم, إذن يوجد هناك مشكلة وهي انه يوجد انقسام سياسي في هذا البلد, أما الآن فلا, يقال الآن إنه لا مشكلة فنحن نقبل من إيران بلا شروط, أصلا إيران لا شروط لديها والموضوع مع إيران طرح الآن من جديد. فأنا أدعو أيضاً أن تأخذ الحكومة اللبنانية قراراً بطلب دعم ومساعدة إيرانية فلا مشكلة في ذلك, ونحن حزب الله كما أفدناكم عند الأعداء, (عند الأمريكيين نحن نفيد) والآن نريد أن نفيد عند الأصدقاء, أنا أتعهد والأخوة الوزراء سينقلون هذا التعهد رسمياً أيضاً, أنا أتعهد أن حزب الله سيعمل بقوة ويستفيد من كل صداقاته الإيرانية حتى تقوم إيران بالمساعدة لتسليح الجيش اللبناني فيما تستطيع أن تساعده.

أنا لا أتكلم في موضوع الشراء فيمكن الشراء من أي مكان بل أتكلم بموضوع المساعدة وأعتقد انه إذا طلب هذا الموضوع بشكل رسمي من خلال الحكومة وبشكل محدد وليس بشكل عام, ونأتي نقول للأخوة في إيران إن هذه رؤيتنا وهذا ظرفنا ونحتاج لهذا النوع من المساعدات فما تقدرون على مساعدتنا فتفضلوا, وعلى كل حال سيأتي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور احمدي نجاد إلى لبنان ومعه وفد وزاري فعندها يمكن أن يطرح هذا الموضوع في اللقاء اللبناني الايراني ويمكن إرسال وفد إلى إيران, وأنا أعتقد أن الجمهورية الإسلامية في إيران التي قدمت للبنان على مدى 28 عاما منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 لن تبخل على الجيش اللبناني بأي مساعدة ممكنة, هذا اعتقادي, وهذا أمر نستطيع أن ننجزه سويا إن شاء الله .

النقطة التالية أريد أن أتكلم قليلا عن موضوع العملاء, حالياً نحن افترضنا ومن الصحيح أن نفترض أن لبنان يخوض حربا أمنية يومية مع العدو الإسرائيلي, قلت في الاحتفال الأخير إنه يوجد أكثر من مائة عميل, وخرجت الوزارات الرسمية المعنية لتقول (إن العدد) أكثر من 150 عميلا, وفي اليومين الماضيين كان هناك اعتقال لعملاء, من الصحيح أن نفترض جديا أننا نخوض حرباً أمنية حقيقية مع العدو الإسرائيلي, يجب أن يستمر العمل في كشف العملاء وهو أمر مستمر, المتابعة القضائية ضرورية, تصدر أحكام الإعدام لكن عمليا ستذهب إلى (محكمة) التمييز, هناك يستغرق الأمر ستة أشهر أو سنة أو سنتين, الله أعلم,  بعض القادة السياسيين في لبنان دعا إلى تشكيل محاكم ميدانية, إذا لم نرد أن نمد يدنا إلى القضاء لإجراء تغييرات ومحاكم ميدانية جديدة أو ما شاكل, أنا أدعو القضاء اللبناني إلى التصرف بشكل طارئ خارج الوضع الروتيني, عندما تكون الدولة في حالة حرب تصدر قانون طوارئ أو تتصرف بروحية استثنائية, تأخذ الملفات بالتمييز مسارها الطبيعي ولكن بهمة وحيوية واستثنائية وليس بالطريقة الروتينية التي تستهلك الكثير من الوقت.

نحن هنا ليس غرضنا الانتقام أبداً, وإنما نعتقد أن البدء بتنفيذ أحكام الإعدام ببعض العملاء الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام سوف يوقف أو يؤثر بدرجة كبيرة على تعامل العديد من العملاء مع العدو الإسرائيلي.
 
نحن لا نريد أن ننتقم  نحن نريد أن نوقف هذا الانحدار وهذا التجاوز. هناك الكثير من العملاء بدأ تعاملهم بعد العام 2005 بعد 2006، هذا يظهر من الملفات، صحيح أن هناك عملاء قدماء، هؤلاء (العتاعيت) قدماء، لكن هناك الكثير من العملاء الجدد منذ سنتين وثلاث سنوات وأربع وخمس سنوات، وما تزال الأبواب مفتوحة وما زال التجنيد مستمراً. ما الذي يجعل الناس ترتدع ولا تتجاوب مع التجنيد؟ إنه تنفيذ أحكام الإعدام، ليس الغرض هو الانتقام. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.

هذه سنة الله في البشرية والتاريخ، في هذا يحيا المجتمع، ليس هناك عقاب يدمر المجتمع، أدعو إلى طوارئ قضائية. على هذا الصعيد أيضاً، في موضوع العملاء، العميل يسيئ إلى نفسه. يجب تنزيه العائلات عن الإساءة. لا ذنب للأب، للأم، للزوجة، للأولاد وللبنات. الآن أنا معروف، والذين يعرفوني عن قرب يعرفون أنني لدي عاطفة. وحتى في موضوع الشهداء كان يتذكر إخواني وفي بعض المناسبات تكلمت عندما كانوا يقولون لي إنه قد سقط بعض الشهداء، سقط شهيد في عمليات المقاومة، أول سؤال أريد أن اسأله: هل هو متزوج أم أعزب؟ لديه أولاد أم ليس لديه أولاد؟ أبوه ووالدته أحياء أم ليسوا أحياء؟ أي للوهلة الأولى عندما كان يسقط شهيد أنت كإنساني عاطفي أول ما يحضر في ذهنك هم أهل المصيبة، الأب الأم الزوجة الأولاد، حقيقةً أنا حتى في موضوع العملاء، هذا سقوط من نوع آخر سلبي، أنا أول ما أحمله هو هم  الأب والأم والزوجة والأولاد وبين الأولاد أحمل هم البنات أولاً, أي أنه في البلد أو في المدينة وفي الحي والجامعة والمدرسة يشار أليهم إنهم أولاد عميل أو بنات عميل، هذه الإساءة يجب أن لا يرتكبها أحد لأنها تترك آثاراً أخلاقية واجتماعية ونفسية ومعنوية سيئة وخطرة أحياناً.

ولذلك يجب التأكيد أن الذي يتحمل مسؤولية الخطأ والخطيئة هو العميل فقط ولا يجوز أن ينظر إلى عائلته فضلا عن حزبه السياسي أو تياره السياسي أو مؤسسته التي ينتمي إليها بنظرة سلبية، كذلك عندما نذهب إلى الأطر السياسية هناك مؤسسات وكشف عن عمداء في الجيش جواسيس وعقداء في الجيش جواسيس، هل يصبح الجيش في دائرة الاتهام؟ كلا. أنتم تعرفون على أي حال في هذا الموضوع سابقاً أو لاحقاً هذا كان منطقنا، العميل هو الذي يتحمل المسؤولية. في نهاية هذا الموضوع أريد أن أجيب على سؤال أو إشكال حتى أنني وجدت في الأيام القليلة الماضية أن البعض مصرّ أن يقول إن كل الأحزاب اللبنانية يمكن أن تكون مخترقة وأن حزب الله مخترق بالتأكيد، أنا لا أكابر. سأقول لكم لماذا حزب الله هو مختلف، هناك في حزب الله البنية التنظيمية وهناك التيار الشعبي، التيار الشعبي ليس له لدينا ملفات.

المحبين والمعزين والمؤيدين والذين يحضرون مهرجاناتنا ومسيرتنا وينتخيبونا في الانتخابات البلدية والنيابية، هؤلاء هم تيارنا وجمهورنا. هؤلاء ليس لدينا ملفات لهم، بالتالي من الممكن أن يحصل اختراق في صفوفهم وأنا دائما كنت أتكلم عن البنية التنظيمية، لأنه في البنية التنظيمية لكل واحد هناك ملف والفارق بين حزب الله وبقية الأحزاب اللبنانية أنه كون حزب الله استمر في المقاومة وكان في قتال يومي مع الإسرائيلي وكان الأكثر استهدافا من قبل الإسرائيلي، ولأن الإسرائيلي كان يعمل علينا أمنياً ليلاً نهاراً لكي يخترق صفوفنا، يريد أن يعرف أين هي مخازننا ويريد أن يعرف مراكزنا معسكراتنا وتشكيلاتنا وقيادتنا وخططنا ونوايانا وتكتيكاتنا ألخ... فهو كان معنياً أن يخترقنا أكثر من غيرنا من الأحزاب والقوى ونحن كنا معنيين أن نمنع هذا الاختراق ، لذلك يوجد لدى حزب الله منذ 28 سنة  وفي قلب تنظيمه جهاز أسمه مكافحة التجسس، وجهاز كبير (ليس جهازاً صغيراً) وشغله وعمله في الليل والنهار هو منع اختراق هذه البنية، وأنا أدّعي أنه أقوى جهاز مكافحة تجسس في لبنان بالحد الأدنى، ولا أريد أن أبالغ وأذهب إلى مستوى المنطقة.

ولقد شرحت سابقاً في المؤتمر  الصحفي أنه أي شخص يريد أن يدخل إلى هذه البنية التنظيمية يخضع لمجموعة تحقيقات وإجراءات وتدقيقات حتى ولو كان ابن الأمين العام لحزب الله "مين ما كان يكون" يجب أن يخضع لهذه التدقيقات، أنا حين أقول نحن لم نخترق حتى الآن أنا لا أكابر أنا أبني على معطيات علمية وموضوعية وتجربة طويلة وعريضة وجسمنا محصن، طبعا لا ندّعي العصمة لكن ندعي أن جسمنا محصن، وإصرار البعض رغم التوضيح الذي ذكرته أنه أحد الأجهزة اللبنانية قدم لنا معطيات عن ثلاثة من الأخوة أنهم هم عملاء البعض ما زال مصر على هذا المعنى وأنا أجبت عليه وأنا أؤكد لكم. على أي حال نحن نحضّر مؤتمراً صحافياً لكن على مهل لأنه ليس هناك من يلاحقنا بالعصا وسوف نناقش هذا الموضوع بشكل فني وسوف يتولى أهل الاختصاصات مناقشته، لأنه العمدة التي يستند عليها البعض لاتهام بعض إخواننا بالعمالة، شيء له علاقة بملف الاتصالات، كل هذا الملف هو ملف للنقاش وللشرح وللتوضيح وللتبيين ولإقامة الحجة والدليل، وقد يأتي وقته، ومن الممكن بعد العيد بعد شهر رمضان، هناك الكثير من الأشياء قد يأتي وقتها فهذا من الملفات المؤجلة إلى وقتها.

لكن أنا في هذه الليلة أيضاً وعلى مائدة المقاومة أريد أن أؤكد أن المقاومة ولو لم تكن محصنة لما انتصرت في حرب تموز. من أهم عناصر زمن أهم أسباب نجاح المقاومة في حرب تموز هو أنها محصنة والعدو جاء وقصف ولم يترك مكان إلا وقصفه، ولكن منصات الصواريخ ومستودعات الصواريخ، بنية المقاومة، اتصالات المقاومة، كثير من الأمور بقيت سالمة لأن الإسرائيلي لم يكن لديه أي معطيات  أو معلومات عنها.

العنوان الثالث عنوان شهود الزور بكلمتين: نحن طرحنا الموضوع داخل الحكومة والحكومة طلبت من وزير العدل أن يقدم لها دراسة عن هذا الملف وعن كيفية متابعته ولكي أصحح كي لا يبالغ أحد بالأمور ويقول إن الحكومة أخذت قرار استدعاء شهود الزور وستكشف المشغلين والمفبركين والمصنعين وتحاكمهم وتحاسبهم، هذا لم يحصل، وبالتالي يأتي هنا موضوع فصل السلطات. الحكومة لم تأخذ هذا القرار، كل ما فعلته الحكومة ـ وهو خطوة طيبة وجيدة ـ أن يا وزير العدل اصنع لنا معروفاً وقدم لنا دراسة قانونية وقدم لنا مجموعة من الأفكار وآليات العمل, كيف نقارب هذا الملف لماذا؟ لأن هناك قضية.

أمس الناطقة الرسمية تقول إنها ليست معنية بشهود الزور وهذا شيء غريب وأنا لا أريد أن أناقش المحكمة الدولية وهذا شيء غريب، إن هناك شهود ضللوا التحقيق أربع سنوات وتخرج المحكمة لتقول إنها ليست معنية، على أي حال هذا نقاش قانوني ويأتي وقته لاحقاً, نقاش قانوني نقاش معنوي، نقاش حقيقة، ونقاش عدالة يأتي لاحقاً. إذا كانت المحكمة الدولية تقول إنه ليس من اختصاصها نأتي للقضاء اللبناني فيقول لك إنه لديه رسالة من المحكمة الدولية أن هذا ليس من اختصاص القضاء اللبناني، الآن هل أصبحت المحكمة الدولية لها سلطة ووصاية على لبنان وعلى القضاء اللبناني وهي التي تحدد له ما هو من اختصاصه وما هو ليس من اختصاصه، المحكمة تقول ليس من اختصاصها وبعد قليل تقول إنه ليس من اختصاص القضاء اللبناني, اختصاص من؟ إذا لم يكن من اختصاص أحد فهذا يعني أن كل من ظلم بسبب شهود الزور ومن صنعهم أي على الطريقة طريقة شريعة الغاب يذهب هو ويقيم العدالة لأنه ليس هناك جهة اختصاص، هذا خطير جداً على البلد يجب أن يقال والحكومة سوف تجيب عن هذا السؤال عن كيفية معالجة هذا الملف.

طبعاً المحاولات القائمة حاليا هي الدخول في جدل حول التوصيف: شهود زور وشهود افتراء ومفترون. مهما بدلتم في الأسماء لم يتغير من حقيقة الأمر شيئا، هناك من ضلل التحقيق. سميهم مفترين سميهم شهود زور سميهم الذي تريد هناك من ضلل التحقيق وهناك من صنعهم وجاء بهم يمكن هم الذين جاؤوا بهم أو أنهم هم من عرضوا خدماتهم أولا، فهناك من تلقفهم وعلّمهم وقال لهم اذهبوا إلى التحقيق الدولي وقولوا كيت وكيت وكيت واذهبوا إلى القضاء اللبناني وقولوا كيت وكيت وكيت وسوف يأتي يوم قد نقول فيه كل شيء لأنه في هذه المعركة يمكن أن يأتي يوم نحكي فيه كل شيء ما يخطر ببال الناس وما لا يخطر ببال الناس.

هناك من صنّعهم وعلمهم ، من هم هؤلاء؟  لماذا يريد البعض في لبنان أن يخفي كما يخفي زهير الصديق في الخارج؟ لماذا تريدون إخفاء هؤلاء؟ أنا بالمقابلة قلت إذا كنتم لا تريدون أن تحاسبوا لا تحاسبوا ، بالعكس إذا كنتم تريدون أن تعطوا مكافآت لشهود الزور فهذا رأيكم، لكن في حد أدنى من أجل الحقيقة ومن أجل العدالة يجب أن يعرف اللبنانيون جميعاً من الذي صنع وفبرك وضلل التحقيق أربع سنوات، هذا حق وطني، وهذا سيبقى الصوت فيه عالياً وعالياً وعالياً حتى يحصل اللبنانيون على هذا الحق، على كلٍّ هذا الملف نحن سنتابعه والحكومة تقول إنها أخذت قراراً أنها تدرس وتقارب الملف. جيد، ننتظر لنرى ماذا سيأتي به وزير العدل إلى الحكومة ويبنى على الشيء مقتضاه .

النقطة التي بعدها، قرائن المحكمة الدولية: أنا عقدت مؤتمراً صحفياً وقدمت فيه مجموعة معلومات وقرائن، انظروا، هذه من المشاكل الموضوعية في البلد، أنا لم أقدم أدلة دامغة، ولو قدمت أدلة دامغة تخرب المنطقة، طيب أنا قلت قدمت قرائن ومعطيات تفتح آفاقاً في التحقيق، الكثير من الذين علّقوا قالوا إننا لم نقدم أدلة دامغة "ما هذه المياه الساخنة التي اكتشفتوها يعني"، وهؤلاء أقول أنا متأكد أنهم لا يسمعون ولا يتابعون، هناك أناس في لبنان وخارج لبنان سياسيين وصحفيين يأتي لهم (أس أم أس) "رسالة هاتفية قصيرة" ، "قولو هيك بيقولو هيك"، لا يكونون قد سمعوا ولا قرأوا، وهذه واحدة من مصائب البلد الكبرى لذلك عندما كنت أقول يجب أن نسمع لبعض ونقرأ لبعض حتى نفهم على بعض، هذا سببه، وأذكر قبل القمة الثلاثية بدأنا نحن نعبر عن موقف له علاقة عن المحكمة الدولية وبالقرار الظني وبعدها جاءت القمة الثلاثية في قصر بعبدا وتبانينا على التهدئة ومعالجة الأمور وأنا قلت إن هناك معطيات، فخرج البعض وقال جيد يا أخي أنت لا تعترف بالمحكمة قدم هذه القرائن للقضاء اللبناني، أنا قلت إذا طلبت الحكومة هذا الأمر نحن حاضرون أن نقدم للقضاء اللبناني، بالفعل رئيس الحكومة طلب الأمر، قدمنا المعطيات للقضاء اللبناني ، طلعت ال (أس أم أس) من جديد، عمّمت على كل السياسيين في الطرف الآخر (بتلاحظوا وتفتحوا الجريد كلهم وراء بعضهم التعليقات وأيضاً مواقع الانترنت): تسليم القرائن والمعطيات للقضاء اللبناني اعتراف بالمحكمة الدولية، يعني (مثل واحد عم يلعب على الثاني)، طيب أنت تقول لي أعطهم للقضاء اللبناني، وأنا أعطيتهم للقضاء اللبناني وقلت لا علاقة لي بالتحقيق الدولي، بلحظة يقول لك أن تسليمك القرائن والمعطيات للقضاء اللبناني هو اعتراف منك بالمحكمة الدولية، لا، أيضاً أرجع وأقول لن أستدرج الآن لأقول ما عندي بخصوص المحكمة الدولية والتحقيق الدولي لكن مسار الأمور يقول لا هذا ليس اعتراف وأنا غير معني لا بالمحكمة الدولية ولا بالتحقيق الدولي وأسبابي وأدلتي سأقولها في الوقت المناسب إن شاء الله .

نعم إذا كان القضاء اللبناني يريد التعاون وأن نكمل سويا نحن جاهزون لكي نتعاون وأن نكمل سوياً، أساسا بالتعاون هناك جزء كبير من المعطيات التي أنا استندت عليها موجودة عند الدولة اللبنانية، عند القضاء اللبناني، عند الأجهزة الأمنية اللبنانية، نحن طلبنا من القضاء اللبناني مجدداً: اذهبوا وافتحوا التحقيق من جديد مع العملاء، طيب عندما يقول عميل أنا في 2006 أدخلت مجموعة كومندوس إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية فبقيت عدة أسابيع ثم أخرجتها ، طيب هل أحد اللبنانيين عذّب حاله، من طلاب الحقيقة وطلاب العدالة، أن يفتح تحقيقاً مع هذا العميل ويقول له طيب تتذكر أي متى أدخلتهم ؟ وأي متى أخرجتهم؟ لنرى بهذين الأسبوعين أو الثلاثة (وبوجود) هذا الكومندوس على الأرض اللبنانية من اغتيل ومن قتل وماذا حصل؟ هل من أحد كلف نفسه إلى الآن وسأله؟ أيضاً هذه المعطيات عندكم وليس عندي، أنا أقول لكم هذه المعطيات عندكم وليس عندي، افتحوها ودققوا فيها.

النقطة التي بعدها: كهرباء ومياه: في موضوع المقاومة والمحكمة والتحقيق والحرب والصراع مع العدو الاسرائيلي "بقدر ما تريدون لساني طلق"، الآن في موضوع الكهرباء والمياه أريد منكم (أن تطولوا بالكم علي قليلاً)، لان هذا الملف له اختصاصه، لكن أريد أن أقارب الموضوع من زاوية عامة أيضاً من باب التعاون، هناك مشكلة حقيقية في البلد موضوع الكهرباء: وحالياً تم تبشيرنا انه ممكن أن يتجه البلد إلى مشكلة مياه. أتحدث أولاً عن الكهرباء كلمتين وبعدها عن المياه كلمتين ونختم.

هناك مشكلة حقيقية وثانياً هذه المشكلة ليست بجديدة وثالثا، هذه المشكلة لا يتحمل مسؤوليتها الوزير الحالي ، والآن لا يقول أحد إنني أدافع عن حلفائي ولا الوزير السابق ولأنه كان من حزب الله أيضاً، في النهاية هناك مسار هناك اوضاع وأحداث وإدارة وووو.. ولا نريد أن ندخل في تحميل المسؤوليات. هناك مشكلة الآن موجودة اسمها أزمة كهرباء حقيقية موجودة في البلد، زاد الموضوع حدة الوضع المناخي والطقس الحار الذي واجهه لبنان، وعلى كل حال هذه المشكلة موجودة حتى في دول عندها أنظمة وعندها حكومات وعندها استقرار وعندها موازنات ضخمة وعندها هذا المشكلة حاليا.

أنا أول شيء أقوله إنني قرأت في بعض الصحف وقيل في بعض المجالس إن بعض التحركات التي حصلت في بعض المناطق له خلفية سياسية، أنا حسب معلوماتي لا توجد أي خلفية سياسية لدى أحد وليس هناك جهات سياسية أصلاً كانت خلف ما جرى في بعض الطرقات والشوارع. أبداً وعلى الإطلاق لا من المعارضة ولا من الموالاة هذا أولاً.

هناك أناس يصبرون ويتحملون ويعتقدون أننا إن نزلنا إلى الشارع أو لم ننزل هذا لا يحل مشكلة، أحرقنا الإطارات أم لم نحرقها هذا لا يحل مشكلة، وهناك أناس لا يقدرون على التحمل معتقدين أنهم إذا نزلوا وأحرقوا الإطارات يتم التنفيس عن غضبهم ويمكن أن يشكلوا ضغطاً، ليس هناك أي جهة سياسية، لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي جهة في المعارضة وبحسب معلوماتي ولا أي جهة في الفريق الآخر تقف خلف ما يجري في بعض الطرقات، دعونا نحذف الموضوع السياسي.

أيضاً قيل، وهذا شيء مضحك، إن الذي حدث هو "بروفة" إنه مثل مناورة تقوم بها إحدى الجهات السياسية والمقصود فيها نحن، من أجل إنه عندما يتم إسقاط الحكومة تكون هذه البروفة جاهزة، هذا الكلام اسمحوا لي أن أقول لكم إنه (كلام بلا طعمة).

أولا اليوم الكل في البلد أخذ قراراً أننا سنكمل بالحكومة ونتعاون ونريد أن نواجه مشاكل الناس وان نحل أزمات الناس. وثانياً المعارضة في أي وقت تريد إسقاط الحكومة الآن هي ليست بحاجة إلى الشارع، هي تستطيع أن تسقط الحكومة في البرلمان وليست بحاجة إلى الشارع، يعني لماذا أقول هذا الكلام لأنه (بلا طعمة) (لا معنى له).

وثالثاً: أريد أن أذهب إلى أسوأ من ذلك. بالزمان لما كان في مشكلة سياسية مع الحكومة التي كان يقال عنها الحكومة البتراء، ونزلنا تظاهرنا أول مظاهرة كبيرة وثاني مظاهرة كبيرة عن المعارضة واعتصمنا يومها. أنا واحد من الناس قلت نحن واضحون وشفافون كثير. عندما نريد أن نسجل موقفاً من الحكومة نعلنه جهاراً نهاراً من الحكومة، نحن لا نختبئ لا خلف خبز الجائعين ولا خلف عطش العطاشى ولا احتياج المحتاجين ولا قطع الكهرباء.

نحن نملك من الوضوح والشفافية والشجاعة إذا كان عندنا قناعة سياسية نعبر عنها وإذا عندنا قرارات سياسية نقولها، ولسنا محتاجين لا لهذه البروفة ولا لهذا السيناريو ولا لشيء منها، بالعكس في يوم من الأيام، بالنهاية، اللعبة الديمقراطية موجودة في البلد، افترض نحن أو جهات أخرى أو المعارضة تبين معنا بالنهاية أن هذه الحكومة باتت عاجزة وغير مجدية وغير نافعة أنا أتعهد أن نرسل إلى رئيس الحكومة وهو أول شخص يخبر انه يا أخي نحن وصلنا إلى هذه القناعة لسنا قادرين على أن نكمل سوية بهذه الحكومة، لا نحتاج إلى بروفة ولا شيء، وهم يعرفون أننا لا نحتاج الى بروفة، لا بكهرباء ولا بمياه ولا بمطالب اجتماعية وعمالية، إذن دعونا نضع التسييس على جنب، ولا أحد يريد أن يسقط الحكومة ولا أحد يستهدف الحكومة ولا أحد يستهدف وزير الطاقة، والذي هو بالمناسبة صديقي ، وأكيد لا أحد يستهدفه.

الموضوع الآن هو انه في مشكلة في البلد وتعالوا نرى كيف يجب أن نحلها طيب، هناك خطة أقرت في مجلس الوزراء، عظيم، لأربع سنوات، علينا أن نعمل أربع سنين، وطبعاً هذا يحتاج إلى عمل وجدية وتمويل، لا يكفي أننا أخذنا قراراً، لكن هناك شيء آخر مطلوب الآن من الحكومة، الأمر يستحق، بعض القيادات  السياسية دعوا إلى اجتماع استثنائي للحكومة لتناقش موضوع الكهرباء، أي حالة طوارئ، نستطيع أن نقوم بخطوات، من الممكن أن يكون استئجار عدة بواخر تنتج لنا كمية من الطاقة وتحل جزءاً من المشكلة، فلنقم بهذه الخطوة، مهما كانت كلفة الإجراء الاستثنائي هي أقل من كلفة التبعات التي يحملها البلد مالياً واقتصادياً وصحياً ونفسياً، المصانع الملاحم الأفران المطاعم، بالتالي الكلفة تكون أقل.  
 
أنا أنضم إلى أولئك الذين يطالبون الحكومة اللبنانية ويقولون إن الموضوع يستحق أن تؤلفوا لجنة أو أن تجتمعوا جلسة استثنائية، يتم إقرار رؤية وزير الطاقة، إذا كان هناك أفكار أخرى موجودة كيف نستطيع أن "نقطع" هذه الصيفية على خير من دون أن يدخلنا أحد في مشكل. بالعكس، أنا أقول لمن يتهم جهتنا، نحن قلقون أكثر منكم مما يجري أحياناً في الشارع لأننا نخاف في بعض المناطق بعض الناس الذين لا نعلم مع من ربما يكونوا فاتحين ـ ليست قصة عدم انضباط أو عشوائية، لا، لا، ممكن هناك جهات مخابراتية تدفع في بعض المناطق إلى صدام بين الناس وبين الجيش اللبناني أو بين الناس وبين قوى الأمن، وهذا ما نتضرر منه جميعاً وبالأخص جهة المقاومة.

لدينا طلبان: الطلب الأول من الحكومة أن هذا الموضوع يستحق أن تجتمع الحكومة من أجله وتضع إطاراً وتنظر ماذا هناك من طروحات ونتضامن جميعاً ونقوم بتمويل استثنائي، تُعطى سلفة، يعني معالجة طارئة مؤقتة لأن الوضع صعب.

وثانياً دعوة إلى الناس، أدعوهم إلى الصبر، أدعوهم إلى الهدوء، أدعوهم إلى التحمل، أدعوهم إلى الانضباط، أدعوهم إلى عدم الانجرار مع أي دعوات إلى الشارع، لأن هذا الأمر لن يجدي نفعاً، إذا كان المطلوب أن تصل رسالة معينة فقد وصلت، إذا كان المطلوب من هؤلاء الناس أن يضغطوا على الحكومة، أعتقد أن الضغط الذي حصل كاف وإذا حصل أكثر من ذلك لن يجدي نفعاً، وغالباً الأذى يلحق بالناس الذين تقطع طرقاتهم ويتعرضون للأذى وما شاكل. أنا أتوجه بكل مودة وبكل محبة إلى الناس في كل المناطق حتى نتعاون ونصبر ونتحمل وننتبه أن الظرف حساس، وأخشى ما نخشاه هو أن يدخل أحد على خط هذه التحركات التي يمكن أن تكون خلفيتها عفوية وطبيعية ويأخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه، لكن إلى جانب المعالجة الاستثنائية نعم الخطة التي تم إقرارها يجب العمل عليها بجدية وتمويلها ومساعدتها ما أمكن.
 
المقطع الأخير مقطع المياه، يمكن إذا كنا لا نستطيع أن نحل مشكلة الكهرباء رغم أننا معنيون بأن نحل مشكلة الكهرباء كبلد. انظروا مثلاً ، خلال الأيام القليلة الماضية قيل الكثير عن موضوع "بوشهر" المحطة النووية. كلفة بوشهر كلها المحطة النووية التي سوف تؤمن جزءاً كبيراً من حاجة إيران للطاقة هي أقل مما أنفقه لبنان على قطاع الكهرباء، ولن أدخل في الأرقام لأن ذلك يحتاج إلى معطيات دقيقة، لكن أقل مما أنفقه لبنان ومما تحمله لبنان من مليارات الدولارات على قطاع الكهرباء. فلنتعلم من الإيرانيين الذين هم أصدقاؤنا، إيران فيها نفط وغاز وفيها موارد طاقة متنوعة ومتعددة، مع ذلك القيادة في إيران ماذا تقول؟ بعد عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة إذا نفد النفط ونفد الغاز كيف نؤمن كهرباء للناس؟ فلنؤمن طاقة نووية سلمية.

يعني إيران تفكر بالاستفادة من الطاقة النووية السلمية حتى تؤمن كهرباء لشعبها بعد عشرات السنين خشية أن ينتهي النفط والغاز، طيب، نحن في لبنان "المشحرين المعترين" الذين لم يظهر لدينا نفط وغاز ولدينا أزمة كهرباء، ألسنا معنيين أن نفكر بشكل جدي لسنة وسنتين وعشر سنوات وعشرين سنة وثلاثين سنة، أليس لهذا الموضوع حل جذري؟ أنا هنا أريد أن أكبّر الطموح، أنا أدعو الحكومة اللبنانية بشكل جدي إلى دراسة ومناقشة خطة بناء مفاعل نووي للطاقة النووية السلمية لتوليد الكهرباء في لبنان، ويمكن أن تكون كلفة هذا المشروع أقل بكثير من خطة الأربع سنوات. أعود وأعترف أنني لست من أهل الاختصاص، يمكن أن تكون تكلفة مفاعل نووي يؤمن الطاقة لكل لبنان ويمكن أن نبيع لسوريا ولقبرص ولتركيا وللأردن وغيرها، يمكن أن تكون كلفته أقل من كلفة الأربع سنوات، لا أعرف. لماذا لا نكون طموحين، لماذا دائماً يجب أن نعمل على الفحم الحجري، لماذا غير مسموح لنا أن نفكر بالنووي. إذا كانت لدينا طموحات فسنصل.

موضوع المياه أهون بكثير وكلفته أقل بكثير لأنه لدينا مياه، الكهرباء تحتاج إلى فيول أو إلى غاز أو إلى نووي، لكن بالنسبة للمياه لدينا مياه، نحن بلد غني بالمياه، لكن للأسف مياهنا تذهب إلى البحر أو تغور في الأرض. بكل بساطة، نستطيع أن نبني مجموعة سدود ونحافظ على مياهنا، ويمكن والمنطقة ذاهبة باتجاه مشكلة مياه، موضوع المياه إذا أخذ بشكل جدي لا يحل مشكلة المياه فقط للبنان بل ستكون المياه في المستقبل من أهم موارد الدولة، لأن هذا الماء سيكون ثمنه أكثر من النفط. المنطقة كلها ذاهبة باتجاه مشكلة مياه، الباحثون الاستراتيجيون يتحدثون أن من أهم أسباب الحروب في المستقبل هي المياه والحاجة إلى المياه.

نحن لدينا مياه، فيجب أن تكون لدينا مياه ونبني السدود لنحافظ على هذه المياه ونحل مشكلتنا في البلد وإذا جاء وقت وأمكننا أن نبيع نبيع، كما نريد أن نحفر في البحر حتى نستخرج غاز ونفط  لإطفاء دين، سيأتي وقت تكون قيمة المياه أغلى من النفط والغاز.

هذا الموضوع لا يحتاج إلى استراتيجيين وخبراء وخطط طويلة عريضة، هذا يحسم موضوعه في جلستين، تتخذ قرارات وتقوم مجموعة مشاريع وتبنى مجموعة سدود وما شاكل، ونستطيع أن نحل مشكلتنا الوطنية في هذا الموضوع لأننا حقيقة نحن ذاهبون باتجاه مشكلة، لكن في كل الأحوال إذا أصبح لدينا مياه وسدود وكهرباء ومصانع انتاج كهرباء في الغاز أو في النووي، ونحن في الأصل لدينا بلد مميز وبلد جميل وبلد استثنائي، هذا البلد وخيراته وإمكاناته والأهم من الجمال والإمكانات والخيرات هو العزة والكرامة والرأس المرفوع، هذا كله يحتاج إلى قوة ليحافظ عليه.

نعود للقوة ، للجيش والشعب والمقاومة التي يجب أن نسميها المعادلة الذهبية لحماية لبنان.

أشكركم جميعاً لحضوكم في هذا الحفل الكريم، أشكر دعمكنّ ومحبتكنّ ومساندتكنّ الغالية جداً لنا خصوصاً في هذه المرحلة، وفقكم الله جميعاً ، والسلام عليكم ورحمة الله.
رایکم