۱۶۵۲مشاهدات
رمز الخبر: ۵۷۳۴
تأريخ النشر: 17 October 2011
شبکة تابناک الأخبارية: بعث الكاتب والمحلل السياسي الشهير "محمد صادق الحسيني" بمقال إلي وكالة أنباء فارس تطرق فيه الي الأهداف الأمريكية من وراء إتهام ايران بالتخطيط لإغتيال السفير السعودي بواشنطن.

بقدر ما هي مزورة ومخادعة تلك "المعلومة" الامريكية التي زعمت ان ايران خططت لاغتيال سفير المملكة العربية السعوية في واشنطن, بقدر ما هي ساذجة وسخيفة لا "تركب" الا مع عقل الكاوبوي الصهيو امريكي الذي تخونه ذاكرته مرة اخرى عندما يفكر في امكانية الترويج لمثل هذه المزاعم عالميا ليمارس "اوسع عزلة دولية على نظام ولاية الفقيه من اجل اخضاعه لقرارات المجتمع الدولي" كما تروج آلة الدعاية الصهيونية عبر امبراطوريتها الاعلامية المتخبطة في التعاطي مع عصر الشعوب .

لقد سبق للاتحاد الاوروبي وبدفع صهيوني امريكي يومها ان مارس هذه "العزلة" على ايران في زمن الامام الخميني الراحل الذي افتى بارتداد سلمان رشدي , ويومها سحب كل سفرائه من ايران فماذا كانت النتيجة ؟.

لم تمض اسابيع حتى عادوا الى العاصمة الايرانية وهم مطأطئي الرؤوس لا يستطيعون حتى النظر الى العدسات التلفزيونية التي كانت بانتظارهم في حينه .

كنت وقتها مراسل اذاعة مونت كارلو ولما سأ لت احدهم لماذا تجنبتم الكاميرات ,اجابني بالقول : "لقد اقسم زعمائنا على عدم اعادتنا حتى يتراجع الخميني عن فتواه , وهانحن نعود والخميني اكثر صلابة واشد حزما بل انه هو من ربح المعركة لانه قال لبعض ديبلوماسييه الذين حاولوا تلطيف الموقف اتركوهم يرحلون , فانهم سرعان ما سيعودون الينا مرغمبن وهاهو يحصل ما توقع الرجل" .

انه القدر نفسه الذي ينتظر هذه "المعلومة" "التافهة" كما وصفها الامام الحالي اي القائد السيد علي الخامنئي والذي توقع لهذه الفقاعة ان تنفجر في وجوه مطلقيها والا يتمخض عنها الا فأرة .

لكن ثمة من يقول بان وراء هذه الفقاعة ما ورائها , فهذا الرجل القارئ عميقا في سفر الهروب الامريكي الكبير من العراق والذي يريدون عزل نظامه ومحاصرته كان اول القائلين بان الاحتجاجات التي شهدتها العواصم العربية ستصل الى اعماق اوروبا وامريكا , وعندما نشهد اليوم قيام الناس بالجملة وفي اكثر من الف مدينة في العالم والف وثلاثمائة مدينة امريكية وشعارهم "احتلوا وول ستريت" بدل افغانستان والعراق , فانه من الطبيعي ان يفكر قادة وول ستريت لضرورة حرف الانظار عن هذه الحملة العالمية المناهضة لجذور نظامهم المتوحش وان يتصوروها في اخيلتهم بانها من صنع "جيش القدس" الذي يتهمونه اليوم بكل ما اوتوا من سذاجة الكاوبوي بانه هو من يقف وراء هذه الانتفاضة الدولية ولعل في ظنهم ان احد فصولها اغتيال السفير السعودي في واشنطن دي سي .

ولعلهم يريدون الانتقام من قائد ذلك الجيش الذي وصفوه يوما بانه لطالما كسر ظهر الاحتلال في العراق اي الجنرال قاسم سليماني كما ورد في تقاريرهم السرية والعلنية .

ايا يكن المقصود من وراء تلك المعلومة التافهة او الفقاعة الفارغة , فان العالمين بخبايا ما يجري خلف الكواليس يعرفون تماما بان القيادتين السياسية منها والعسكرية في واشنطن ترسلان الاشارة تلو الاشارة لفتح خط ساخن مع طهران لمنع تحول اي احتكاك او تماس ميداني غير مقصود الى مواجهة شاملة او حرب غير محتملة من قبل الجطنرالات الامريكيين وهم المجبرين على الجلاء من العراق تحت وطأة انتفاضة " الغاضبون" على وول ستريت .

فاذا كان الامر كذلك وهو كذلك فلماذا تذهب واشنطن الى اختلاق مثل هذه الاكذوبة المضحكة اذن ؟.

ايضا العارفون بخبايا الامور يؤكدون بان الامريكي انما لجأ الى ذلك للاسباب التالية :

اولا : وصول عاصفة التغيير والصحوة العالمية للشعوب الى عقر داره كما توقعتها القيادة الايرانية منذ شهور ما جعله يفقد زمام المبادرة العالمية على اكثر من صعيد .

ثانيا : فشله في اجبار القيادة العراقية على التمديد اولا ومن ثم ثانيا في انتزاع حصانة لمن سيبقى من جنوده او ضباطه في العراق بعد نهاية العام الجاري بسبب رفض القيادات الدينية العراقية منح المشروعية لمثل هذه الاهانة للسيادة العراقية .

ثالثا : فشله في زج تركيا كرأس حربة عسكرية ضد سوريا وهو ما تم ابلاغه للمعارضة السورية رسميا وهو ما يمثل نهاية مشروع اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي كانوا قد خططوا له في نهاية شهر رمضان المنصرم .

رابعا : هلعه من مفاجأة التفاهم الايراني الكويتي السعودي الذي كان يفترض ان يتوج باجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تلك البلدان الثلاثة في الكويت من اجل حل نهائي لملف الاختلاف المزمن على الجرف القاري والذي يحمل في طياته امكانية اعادة اطلاق مبادرة اقليمية لحل ما في البحرين .

خامسا : فشله في نقل ترددات ما يجري في سوريا الى لبنان لتفجير فتنة مذهبية او طائفية على خلفية التجييش الطائفي والمذهبي الممول اقليميا ودوليا .

سادسا : فشله في الوقيعة بين الفصائل الفلسطينية وبين الفلسطينيين عموما ومحور المقاومة والممانعة على خلفية الحراك السوري .

ولما كان كل ما يجري من حراك مناهض للوجود الامريكي والصهيوني في اروقة "الربيع العربي" كما يحلو له ان يسميه , انما تقف ورائه ايران بنظرهم فكان لابد من اختلاق مثل هذا السيناريو باعتباره الملاذ الاخير له لاعادة تحريك مشاعر الشحن المذهبي والعرقي واعادة ضخ الروح في مشروع الايران فوبيا اي استبدال عدوالامة العربية والاسلامية الذي هو الكيان الصهيوني بعدو وهمي مفتعل اسمه ايران .

لا احد البتة سيصدق تلفيقات الادارة الامريكية ضد ايران لكنها اذا ما ظنت ان بامكانها التحرش بايران على خلفية ما لفقت فانها ستكون احمق واغبى ادارة عرفتها الامبراطوريات , لانها ستكون اللحظة التي سيلتهم فيها "الجنرال" الايراني ما تبقى من نفوذ الامبراطور الامريكي في المنطقة بنفس الطريقة التي حصلت في ايران في العام 1979 وعندها ستتحقق نبوءة فوكاياما بالفعل .
رایکم
آخرالاخبار