۷۱۲مشاهدات
رمز الخبر: ۵۲۹۳۲
تأريخ النشر: 15 June 2021

لا يخفى على أحد عمق وقدم العلاقات الروسية الإيرانية على جميع الأصعدة. فالمصالح الإيرانية الروسية تتقاطع في أكثر من ساحة على امتداد العالم كله تقريباً.

في عام 2020، ازداد حجم التبادل التجاري بين إيران ودول الاتحاد الأوراسي بنسبة 18.5% مقارنة مع عام 2019. و في الربع الأول من هذا العام، ازداد حجم التبادل التجاري بنسبة 34% تقريباً مقارنة مع الفترة نفسها لعام 2020. كانت حصة الأسد لروسيا، إذ بلغت حوالي 78.6%، تلتها كازخستان 11.2%، ثم أرمينيا 8.9%، ثم بيلاروسيا وقيرقيزستان بنسبة 0.7% لكل منهما.

لذلك يعتبر منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي انعقد بين 2 و5 حزيران الجاري، محطة ومناسبة ومنصة هامة على طريق تعميق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران؛ فإيران تشارك في هذا المنتدى منذ عام 2016. في هذا العام، كانت مشاركة الوفد الإيراني متميزة وفعالة، إذ ترأس الوفد وزير الطاقة، السيد رضا أردكانيان، رئيس اللجنة المشتركة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون الاقتصاي والتجاري بين البلدين. ومن المعلوم أن السيد أردكانيان أجرى محادثات هامة مع كبار المسؤولين الروس.

تناولت محادثات السيد أردكانيان مع الجانب الروسي العديد من الملفات، أهمها: بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية في مدينة سيريك بالقرب من ميناء بندر عباس، إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين إبران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تطوير البنية التحتية بين إيران ودول الاتحاد الأوراسي، تنفيذ مشاريع في مجال الطاقات المتجددة بتمويل من الشركات الروسية.

إضافة إلى ذلك، جرت في أروقة المنتدى مباحثات هامة بين نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني ووزير الصناعة والتجارة في جمهورية تترستان في مجالات: النفط والغاز، الصناعات البتروكيميائية، صناعة السيارات، الصناعات الغذائية، المنتجات الزراعية.

من ناحية أخرى، كان التعاون بين إيران والاتحاد الأوراسي موضوعاً للطاولة المستديرة، التي انعقدت ضمن الحلقة النقاشية (التعاون الإقليمي الأوراسي في عصر ما بعد وباء كورونا). حيث تمت مناقشة موضوع التجارة الحرة بين دول الفضاء الأوراسي و التعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية.

ومن المحادثات الهامة، التي أدت إلى نتائج مباشرة، هي المحادثات التي جرت بين إدارة الشركة الإيرانية (البيت التجاري فارنوش Trading House Farnoosh)، وبعض شركات التجارية في شبه جزيرة القرم وأوسيتيا الشمالية في مجال تصدير واستيراد المنتجات الزراعية. إذ ستقوم شركة فارنوش بتوريد شحنة من الخضار والفواكه في الأول من شهر تموز القادم إلى أوسيتيا الشمالية.

وفي هذا السياق، وقعت السيدة فارنوش مظفري، مدير عام شركة فارنوش، مع شركتي: إيكو أغرو ريسورس EcoAgroResource و فيتو سوفخوز رادوغا FitoSofkhoz Raduga، ومقرهما شبه جزيرة القرم، مذكرة تفاهم حول تصدير المنتجات الزراعية من القرم إلى إيران. وهذه المذكرة، من وجهة نظرنا، ذات أهمية بالغة؛ فروسيا تحاول تحفيز الاستثمار وتشجيعه في هذه الجمهورية التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الروسي، كما تعتبر تجارة المنتجات الزراعية من أهم محركات النشاط الاقتصادي الروسي الإيراني.

في الحقيقة، إن التركيز على الفضاء الأوراسي نابع من مصلحة مشتركة، إيرانية روسية صينية، تتجلى بضرورة تمتين العلاقات السياسية والاقتصادية وبالتالي تشكيل تكتل سياسي-اقتصادي لمواجهة التدخلات والضغوط الأميركية و الغربية. فالصين ماضية في تنفيذ مشروعها الاستراتيجي (الحزام والطريق) أو (حزام واحد طريق واحد)، الذي سيؤدي إلى ربط الصين بست ممرات اقتصادية هامة: منغوليا وروسيا، دول الفضاء الأوراسي، وسط وغرب آسيا، باكستان، بعض بلدان شبه القارة الهندية، بلدان جنوب شرق آسيا. كما أن روسيا معنية بشكل مباشر باستقرار المنطقة الممتدة من شرق أورويا مروراً بالشرق الأوسط ووصولاً إلى وسط آسيا.

في 27 آذار (مارس) الماضي، وقعت إيران والصين معاهدة تعاون اقتصادي واستراتيجي مدتها 25 عاماً. شملت هذه المعاهدة بنوداً سياسية واقتصادية استراتيجية تغطي التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والنقل والطاقة والبنية التحتية، كما نُقِل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده. ولقد نقلت العديد من الوكالات وقتها أن إيران عازمة على توقيع اتفاقية مماثلة مع روسيا.

بناءً على ما تقدم، فإنني نعتقد أنه كان لمنتدى سان بطرسبورغ دوراً هاماً ومحورياً في توطيد العلاقات الاقتصادية الروسية الإيرانية، وسيجني الطرفان ثمار الاتفاقيات الموقعة والصفقات المعقودة، كما أن المحادثات المختلفة التي جرت في أروقة المنتدى ستؤدي إلى تسريع توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما.

* خبير في مركز الأوضاع الاستراتيجة في موسكو

رایکم
آخرالاخبار