۵۶۰مشاهدات
رمز الخبر: ۴۹۹۰۰
تأريخ النشر: 25 March 2021


كمل اليمنيون عامهم الســادس وهم يواجهون العدوان بقيادة الســعودية، حيث ســجل هذا العام أحداثا كبيرة قلبت موازين القوى فيها لصـالح قوات صـنعاء وأحدثت فارقا هائلاً في الصـناعات العسـكرية ومسـارات المواجهاًت الميدانية بعكس السنوات الماضية. وفي تتصاعد النداءات الدوليةً لإيقاف الحرب في اليمن، بدعم أمريكي واضح، إلا أن المكاسب العســكرية التي حققتها صــنعاء خلال هذا العام، تجعل الأمريكي والصــهاينة والســعودي في حیرة من أمرهم، فهم يريدون الاســتمرار في الحرب للقضــاء على قوة أنصــار الله المتصــاعدة وإيقاف ونموها المتصــاعد، وهم في الوقت ذاته يريدون ايقاف الحرب خشـية من أن تطالهم المفاجئات المتواصـلة من صـنعاء وتهز عرش المملكة، وأبو ظبي وتل أبيب من خلفهما.

ويمكن القول إن قوات صـنعاء حققت ثلاث انجازات عسـكرية مذهلة، لا تزال تشـكل هاجسـا ورعبا لقوى العدوان ،وغيرت في موازين القوى، ومسار المواجهة المستقبلية مع قوى الاستكبار العالمي، فالصناعات العسكًرية اًليمنية في تطور متصـــاعد ومذهل، وهذا الأمر يزعج الأمريكي بالتحديد، فهم ومنذ ســـنوات كثيرة يتعاملون مع المنطقة العربية من منطلق الحرص على عـدم امتلاك الـدول العربيـة التقنيـات والقـدرات على التصـــنيع العســـكري، بـل ويعيقون أي توجـه للدول العربية والإسلامية للدخول في هذا المعترك.

بالنســبة لصــنعاء فقد كسرــت هذه القاعدة، وها هي تمضيــ بقوة في مجال التصــنيع العســكري، ولا تخشى ــ من أي تهديدات، وقد أثبتت نجاحا في هذا الجانب أبهر الأعداء والأصـدقاء معاً، وقد تصـل إلى نقطة تجبر العدوان على إيقاف الحرب على اليمن "عنوة"، إذًا لم يتم إيقافها عن طريق المفاوضات.
وبالتوازي مع التطور الصــناعي العســكري للقوات المســلحة اليمنية، تتصــاعد عمليات توازن الردع، والتي تأتي هي الأخرى في مســار متصــاعد، وكل واحدة تكون أكثر وجعا وإيلاما للعدو من ســابقتها، وكل تلك العمليات التي وصــل عددها " 6 " إلى الآن، تظل بمثابة رسـائل تحذير وتنبيه للنًظام السًـعودي ودول العدوان بأن القادم سـيكون عسـيراً، إذا لم تتوقف الحرب، ونحن بالتأكيد ننتظر عملية أكثر ألماً ووجعاً خلال العام السابع من العدوان إذا استمرت الحرب.
وإلى جانب التطورات اللافتة في الصـناعات العسـكرية وتصـاعد عمليات توازن الردع، يثبت المقاتلون اليمنيون قدراتهم المذهلة في الميدان وعلى جبهات القتال المشــتعلة، فخلال هذا العام تمكنوا من تحرير عدة جبهات كانت تشــكل لهم شـــوكة في الحلق، مثل جبهة "نهم" والتي كانت تهدد العاصـــمة صـــنعاء مباشرة، وجبهة "الجوف" والتي كانت تهدد محافظتي عمران وصـعدة، حتى وصـلت قوات الجيش واللجان الشـعبية إلى مشـارف مدينة مأرب الاسـتراتيجية الغنية بالنفط والغاز، وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد قدرة صــنعاء على تحرير المدينة، وبذلك تكون صــنعاء قد حققت أكبر انتصار تاريخي واستراتيجي في تاريخها على الإطلاق وهي تواجه المملكة العربية السعودية منذ قرون.
وسـنتطرق في هذا التقرير إلى أبرز الانجازات العسـكرية للجيش واللجان الشـعبية خلال العام السـادس فقط، لنرسـم بعد ذلك لمحة موجزة عن مستقبل الصراع مع قوى العدوان، ومالاته على كافة الأصعدة.

أولاً: عملية توازن الردع السادسة

تدرجت القوات المسـلحة اليمنية في عملياتها الرادعة خلال العام الماضـي، لتصـل إلى عملية "توازن الردع السـادسـة،" لتشكل الرسالة الأكثر رعباً للنظام السعودي، وتهدد بشكل رئيس رأس اقتصاد المملكة.
ما يميز جميع هذه العمليات، هو أنها تكشـف هشـاشـة وضـعف الدفاعات الجوية السـعودية، وتعري المملكة تماما، وتخرجها من دائرة الصــمت والإنكار، إلى الاعتراف بالعمليات، لكن مع تحميل الجانب الإيراني المســؤولية مع التقليلً من القدرات العسـكرية والنوعية لأبطال الجيش واللجان الشـعبيّة. وابتدأت القوات المسـلحة اليمنية هذا المسـار، في 17 أغسطسُ آب سنة 2019، حين أعلنت عن عملية "توازن الردع الأولى"، مستخدمة 10 طائرات مسيـــرة، واستهدفت
(حقل ومصـــفاة الشـــيبة النفطي) جنوب شرقي المملكة على بعد 10 كيلومترات من الحدود مع الإمارات، وتحديدا إمارة أبو ظبي، كما أعلنت القوات المسـلحة اليمنية في 14 سـبتمبر أيلول 2019 عن نجاح عملية "توازن الردع الثانية"، والتي نفذت بـــ 10 طائرات مسيـــرة، واستهدفت (مصفاتيَ نفط بقيق وخريص التابعت لشركة أرامكو) في أقصى شرق السـعودية، مؤكّـــــدة أن الإصـابةَ كانت دقيقة ومباشر ةً. وعلى الرغم من العمليتين السـابقتين إلا أن النظام السـعودي اسـتمر في غيه وغروره، وواصـل حصـاره على الشـعب اليمني، لتأتي بعد ذلك عملية "توازن الردع الثالثة" في 21 فبراير شباط 2020، وذلك باستهداف شركة أرامكو، حيث نفذت العملية بـــ 12 طائرة مسيـــرة من نوع صد 3، وصاروخ من نوع قـدس المجنح، وصـــاروخ ذو الفقـار البـاليســـتي بعيـد المـدى، حَيـثُ كـانـت هـذه العمليـة أوســـع من العمليت السابقت، ولأول مرة يدخل صاروخ باليستي في دائرة الاستهداف.
وفي ظل هذا التصـعيد، طوى العدوان على اليمن صـفحته الخامسـة، مفتتحا ً عاما سـادسـا دون أن تلوح في الأفق أية مؤشرات للسـلام أوَ إنهاء الحرب. ولأن صـنعاء تعتبر كُُــــلّ ما يحدث في اليمن من مًؤامرات وًخيانة يأتي من قبل النظام السـعودي، فقد اسـتهدفت يوم 23 يونيو حزيران 2020 العمق السـعودي بعدد من الصـواريخ الباليسـتية والطائرات َّ المسـيـــــرة في عملية "توازن الردع الرابعة". ولم يكشـف خلال هذه العملية عن عدد الطائرات َّ المسـيـــــرة والصـواريخ الباليستية، لكن العميد يحيى سريع أكّـّـد أنها تمت بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة "قدس" و"ذو الفقار" وطائرات سلاح الجو المسيَّر، مستهدفة وزارة الدفاع السعودية والاستخبارات، وقاعدة سلمان الجوية ومواقع عسكرية في الرياض وجيزان ونجران.
وكعادته، اسـتمر العدوان الأمريكي السـعودي، غير مدركٍ لحجم الخطر الذي ينتظره، ومواصـلاً العدوان والحصـار على الشـعب اليمني، لتأتي عملية "توازن الردع الخامسـة" والتي اسـتهدفت العمق السـعودي بــــ 15 طائرة مسـيَّرة وصـاروخ باليسـتي من نوع "ذو الفقار" بعيد المدى، منها 9 طائراتٍ نوع "صـماد 3" واسـتهدفت مواقع حسـاسـة في عاصـمة العدوّ السـعودي، كما اسـتهدفت 6 طائرات َّ مسـيــــرة نوع قاصـف 2k مواقعَ عسـكرية في مناطقِ أبها وخميس مشـيط، وكانت الإصـابة دقيقة، واسـتمرت العملية ليلة كاملة. ولم يكد يفيق العدوّ السـعودي من صـدمة عملية "توازن الردع الخامسـة" حتى جاءته عملية "توازن الردع السـادسـة" بعد أسـبوع تقريبًا من العملية السـابقة. وأعلنت القوات المسـلحة اليمنية في بيـان تلاه المتحـدث العميـد يحيى سريع، يوم الأحـد، 7 مـارس 2020 أن هـذه العمليـة نفُـذت بـــــــ 14 عشرـــة طـائرة َّ مسيـــرة و8 صواريخ باليستية، في عملية هي الأوسع والأكبر منذ بدء العدوان (10 طائرات مسيـــرة من نوع صماد3
وصـــاروخ ذو الفقـار البـاليســـتيـة بعيـد المـدى)، حَيـثُ اســـتهـدفـت العمليـة شركـة أرامكو في مينـاء رأس التنورة وأهـدافـا ًعسـكرية أخُرى بمنطقة الدمام لأول مرة منذ بداية العدوان. كما تم اسـتهدافُ مواقع عسـكرية أخُرى في عسـير وجيزان ب 4 طائرات مسيــرة من نوع قاصف 2k و7 صواريخ من نوع بدر محّقّقة إصابة دقيقة. ولم يتمكّن السعوديون من إخفـاء هـذه العمليـة أوَ إنكـارهـا، فمواقع التواصـــل الاجتماعي كـانـت تضـــج بـالأنبـاء التي تتحـدث عن هـذا الهجوم ،مؤكّـدين سعهم لانفجارات متتالية. وعلى الرغم من كُـلّ هذه العمليات العسكرية النوعية، إلا أن السعودية لا تزال تواصل عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، غير أن كُـُـلّ المؤشرات تدل على أن عملية عسكرية يمنية قادمة ستكون أشـد إيلاما ووجعا للعدو السـعودي إذَا لم يسـارع إلى إنهاء الحرب. وتمثل سـلسـلة عمليات "توازن الردع" اليوم مسـار ضـغط رئيسًي -، ليسً لتأديب النظام السـعودي فحسـب، بل أيضـا لدفع رعاته في الغرب نحو إنهاء الحرب والحصـار بشـكل عملي، وإذا كانت العمليات السـابقة من هذه السـلسـلة قد سـببت تغييرات ملحوظة في الخطاب السـعودي الأمريكي بخصـوص اليمن (وإن كان بنوايا غير صـادقة) فإن "توازن الردع السـادسـة" تنذر بالانتقال إلى ما هو أكبر، ولعل تقليص الفترة الزمنية بين هذه العملية وسـابقتها (الخامسـة) إلى أسـبوع واحد فقط، يرسـل رسـالة تغيير "زمني" في اسـتراتيجية التعامل مع العدوان، وبعبارة أخرى: إن الوقت الذي سـيتاح للعدو لمراجعة حسـاباته سـيكون ضـيقا من الآن وصـاعدا، وسـيتطلب سرعة في الاسـتجابة لشروط السـلام الحقيقي، واسـتجابة عملية بالضرورة، فمجرد اسـتمرار ضربات الردع قد أغلق البـاب وبقوة أمـام كـل المراوغـات ومحـاولات "التخويف". ومـا ينبغي على دول العـدوان ورعـاتهـا التفكير فيـه الآن ليس "توقع" حجم وأهداف وتوقيت العملية "الســابعة" أو بحث طريقة لتفاديها بدون إنهاء العدوان والحصــار، لأن القوات المسـلحة قد أثبتت بالفعل أن لديها دائما القدرة على "مفاجأة" العدو، وتكبده خسـائر مضـاعفة. سـيزداد عدد الطائرات والصـواريخ، وسـتكون مسـاحة الاسـتهداف أوسـع، والأهداف "أدسـم"، ولن تسـتطيع الدفاعات الجوية التي سـبق أن ثبت فشـلها مئات المرات أن تفعل شـيئا، لن تسـتطيع أيضـا أية ضـغوط أممية أو دولية أن تمنع ذلك، ولا دعايات "التـدخـل الإيراني"، ولا "العقوبـات"، ولا القصـــف، ولا التجويع، ولا أي شيء آخر، مـا لم تمتلـك دول العـدوان ورعـاتهـا
"معجزة" فإن الخيار الوحيد لإنقاذ مصالحهم في السعودية هو الاستجابة لشروط صنعاء.

ثانياً: تنامي القدرات والصناعات العسكرية

اجمالا، فإن عمليات توازن الردع السـابقة، لم تكن لتحدث لولا التطور المذهل في الصـناعات العسـكرية لصـنعاء خلال السـنوات الماضـية، وقد أظهرت صـنعاء هيبتها وتباهيها بامتلاك هذه الأسـلحة من خلال "معرض الشـهيد القائد" في 9 مارس آذار 2021 لتوصـل بذلك رسـائل متعددة واسـتراتيجية في سـير معاركها مع قوى العدوان على مدى 6 سـنوات مضـت. والحقيقة أننا لا نقف أمام ضربة حظ، أو تطور لحظي، عندما نشـاهد هذه الأسـلحة، بل أمام نهاية زمن وبداية زمن آخر مختلف تماما. لقد كان "مدى" بعض الأسـلحة "الاسـتراتيجية" التي كشـف عنها في المعرض، من أهم مفاجآته، واسـتحوذت طائرة "وعًيد" المسـيرة على كل الانتباه في هذا السـياق بمداها الذي يتجاوز "2500 كيلو متر" ويرسـم قطر دائرة مركزها اليمن ومحيطها يغطي كل مســاحة الجزيرة العربية مقتربا من الحدود التركية الأوروبية شـمالا، ويتوغل شرقا إلى أجزاء من ليبيا وتشاد وجنوب أفريقيا وتنزانيا، ك يغطي أجزاء من باكستان وأفغانستان شرقا.
غير أن الرسـالة الأبرز هنا تتوجه نحو منطقة معينة داخل دائرة النار هذه، هي فلسـطين المحتلة من الكيان الصـهيوني الذي سـبق أن عبر بصرـاحة عن قلقه من امتلاك اليمن أسـلحة نوعية تسـتطيع الوصـول إليه بعد تهديد قائد الثورةالســـيـد عبـد الملـك بـدر الـدين الحوثي بضرـــب أهـداف إسرائيليـة للرد على أي "حماقة" يقـدم عليهـا العـدو في اليمن،والكشــف عن هذه الطائرة يمثل تأكيدا واضــحا على اســتمرار سريان ذلك التهديد بل وتصــاعد فاعليته العملية، وقدوصـل صـدى المعرض العسـكري إلى داخل الوسـط الإعلامي العبري، وعبرت العديد من الحسـابات الإسرائيلية عن تصـاعدالقلق. هذه الرســالة عُززت أيضــا بالكشــف عن طائرة "صــماد 4" المســيرة، ذات المدى الذي يتجاوز (2000 كيلو متر) يغطي هو الأخر مســـاحة الجزيرة العربية بالكامل، والطائرتان تمتلكان مميزات تقنية وتدميرية فعالة تناســـب حجم التهديد الذي تمثلانه للعدو في أي مكان داخل محيطي مداه بما في ذلك فلسـطين المحتلة والبحر الأحمر وأيضـا جميع القواعد العسـكرية في منطقة الخليج، والمحيط الهندي وبحر العرب. أما بالنسـبة لدول تحالف العدوان (لا حاجة لذكر المرتزقـة طبعـا)، فـإن الكشـــف عن الطـائرتين الســـابقتين، إلى جـانـب طـائرة "شـــهـاب" (مـداهـا أكثر من 1000 كيلو متر وتسـتطيع ضرب أهداف ثابتة ومتحركة بعدة رؤوس متفجرة) وصـواريخ "ذو الفقار" و"قدس2" وقاصـم ونكال وسـع، كل ذلك يؤكد (للرياض وأبو ظبي بالذات) أن العام السـابع، سـيكون بمثابة "جحيم مفتوحة" عليها، وهذه الأسـلحة تمثل معطيات واضــحة كن أن تعتمد عليها الرياض وأبو ظبي في محاولة تخيل حجم الشــدة التي يمكن الوصــول إليها في مسـار الردع التصـاعدي حال اسـتمرار العدوان والحصـار، بناء على حقائق نجاح وفعالية عمليات الردع السـابقة التي أثبتت أن كل القدرات العسـكرية الغربية والشرـقية المعتمد عليها، لا تسـتطيع أن تفعل شـيئا لوقف الضرـبات اليمنية، وقد أشــفعت القوات المســلحة هذه الرســالة بمشــاهد مصــورة لعمليات إطلاق وهجوم تجريبية لبعض الطائرات والصــواريخ، إمعانا في توضــيح الفكرة. والرســائل الموجهة لدول العدوان ورعاتها معا، من خلال الكشــف عن هذه الأسـلحة تأتي منسـجمة مع الرسـائل الأخيرة التي حملتها عمليات الردع المكثفة ضـد العمق السـعودي، في التأكيد على أن كلفة اسـتمرار العدوان والحصـار تزيد بشـكل كبير مع مرور الوقت، وأن اليمن الذي لم يقبل بالاسـتسـلام أو الحلول المجزأة أو غير الجادة من قبل، سـيكون أشـد رفضـا لها ولديه أسـلحة ردع تضـاعف فرصـته في وقف الحرب ورفع الحصـار بالقوة.

ثالثاً: معركة مأرب

من خلال التطور المذهل في الصـناعات العسـكرية اليمنية، وتنامي عمليات "توازن الردع" التي أصـابت جميعها إلى الآن عمق النظام السـعودي، فإن احتمالات "التوسـع" واردة، وقد تنتقل من العمق السـعودي إلى ما هو أبعد كاسـتهداف النظـام الإمـاراتي مثلاً. لكن هـذا التطور الرهيـب في مســـار العمليـات العســـكريـة، لم يكن نـاتجـا عن خلـل في الميـدان، أو هزائم على الأرض، بحيث كن فهم ذلك على أنها رسـائل ضـغط للانسـحاب من منطقة معينةً أو عدم الزحف باتجاه منطقة أخرى، المسـألة ليسـت هكذا تمام، فالتصـاعد العسـكري يأتي في ظل انتصـارات كبيرة وسـاحقة لقوات الجيش واللجان الشـعبية في جبهات القتال، ولا سـيما في الجبهات التي كانت أكثر سـخونة واشـتعالاً وتشـكل تهديداً حقيقياً على العاصمة صنعاء في "نهم" و"الجوف" و"صرواح."

لقد حسـمت صـنعاء جبهات هامة جدا لصـالحها، وتقهقرت قوات هادي والإصـلاح المدعومة من قبل العدوان بقيادة السـعودية، وخلال عام واحد فقط خسرـتً قوى العدوان أبرز الجبهات التي كانت تراهن عليها وهي جبهة نهم، والتي كانت تشـكل خطرا على العاصـمة صـنعاء، وتمكنت قوات صـنعاء من قلب الطاولة، في عملية "البنيان المرصـوص" لتحريرمـديريـة نهم بـالكـامـلً، وتتقـدم بعـد ذلـك لتحرر محـافظـة الجوف، ومن ثم تقضي ـ على العنـاصر التكفيـة والإرهـابيـة فيمحافظة البيضـاء، ثم لتسـتقر على مشـارف مدينة مأرب مع نهاية العام السـادس للعدوان. إن تحقيق هذه الانتصـارات،يجعل شـمال اليمن بالكامل-باسـتثناء بعض المناطق في محافظة تعز- تحت سـيطرة أنصـار الله، ويعطي أنصـار الله مجموعة من النقاط الهامة ومنها:

▪︎ الاقتراب من حقول النفط والغاز في مأرب، وإذا ما تمت الســيطرة على هذه الحقول، فإن ذلك يســهم ولأول مرة منذ بدء العدوان سـنة 2015 في حصـول صـنعاء على إيرادات نفطية، وسـيسـهم في كسرـ الحصـار المفروض على المشـتقات النفطية، حيث سـيكون بمقدور حكومة صـنعاء بيع النفط والغاز للمواطن بكل سـهولة ويسرـ وبأسـعار أرخص، دون الحاجة إلى الاسـتيراد المشـتقات النفطية والغاز المنزلي من الخارج والتي تكلف الخزينة أموالاً كثيرة، وهذا خاص بالجانب الاقتصادي.

▪︎ تعد مدينة مأرب وعبر التاريخ البوابة للمحافظات الشرــقية، ومن يســيطر عليها يتمكن من الســيطرة على المحافظات اليمنية الشرـقية (شـبوة، المهرة، حضرـموت)، ولهذا فإن السـيطرة على مأرب أو تحريرها، سـيجعل المحافظات ال ـشرقية في مرمى الهجوم المحتمل لقوات صـنعاء، لا سـيما وأن القوات المسـلحة اليمنية تؤكد بأنها لن تتوقف حتى تحرير كل شـبر في اليمن من دنس الغزاة والمحتل، ما يعني الدخول في مواجهة محتملة مع قوى العدوان التي سـخرت ثروات وايرادات المحافظات الشرـقية لصـالحها، وتتواجد قوات أمريكية وبريطانية وســـعوديـة في المهرة بهـدف الإشراف على مـد أنبوب نفطي من المملكـة إلى بحر العرب، تفـاديـاً للمرور من مضيق هرمز.

▪︎ بتحرير مدينة مأرب، ســيتمكن أنصــار الله من طي جبهة "صرواح" وهي الجبهة التي كانت الأكثر اشــتعالاً وعنفوانا خلال السـنوات السـت الماضـية، وخسرـ فيها اليمنيون الالاف من المقاتل الأبطال، وكانت تشـكل مع جبهة "نهًم" خطرا على العاصمة صنعاء.

▪︎ وبتحرير مدينة مأرًب، ســيتخلص أنصــار الله واليمنيون من خطر الجماعات الإرهابية والتكفيرية في شــمال اليمن بالكامل، حيث سـيفقدون الحاضـنة أو البيئة التي كانت تأويهم وخاصـة في البيضـاء ومأرب والجوف، وسينحصر وجودهم في المحافظات الجنوبية ولا سيما أب.
▪︎ سـيكون بإمكان أنصـار الله أو قوات الجيش واللجان الشـعبية تحديد أي نقطة هجوم على قوى العدوان بعد حســم معركة مأرب، وســتكون نجران الســعودية أقرب نقطة لهم إن فكروا بإشــعال جبهات الحدود مع الســعودية، كما ســتكون محافظة شــبوة الغنية بالنفط والغاز، أقرب نقطة لهم إن فكروا بالتقدم صــوب المحافظات اليمنية الشرـــقية، أما إذا فكروا بفتحة جبهات أخرى على الجنوب اليمني بعيدا عن جبهة مأرب ،فسـتكون الضـالع هي النقطة الأكثر توقعا باحتمال السـيطرة عليها، وربما سـتشـتعل جبهاتً السـاحل الغربي، وتفكر صنعاء بالانتقال من معركة الأرض إًلى معركة البحر في جبهة الساحل الغربي وتأمين باب المندب.

رایکم