۷۴۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۴۹۵
تأريخ النشر: 29 December 2020

أكثر ما يساعد في هزيمة الأمم هو أن تهزم الأمة نفسيا ومعنويا عبر استهدافها بالحروب النفسية الممنهجة عن طريق الإشاعات والصفحات الصفراء والإعلام المأجور الذي يكون " غب الطلب " ولمن يدفع أكثر.

وهذا في الحقيقة ، أكثر الأسلحة فتكا وأمضاها حدة في إلحاق الهزيمة بالكيانات والدول المستهدفة عبر إضعاف الجبهة الداخلية لتلك الدول وإسقاطها قبل بدء المعركة حتى وخصوصا في زمننا الحاضر حيث تعبث الصورة والصوت في أعين المتابعين وعقولهم ، وخصوصا بعد أن تمت عولمة المعلومات وسهولة النشر وبسرعة فائقة وبلا رقابة عبر الانترنت أو ما أسموه بشبكات التواصل الاجتماعي الأكثر خطورة ، حيث يتم نشر كل ما يراد نشره بطريقة بسيطة مستهدفة الفئات التي يراد أن تسقط وتدمر نفسيا عبر جهات غير معروفة بأسماء وهمية ومدروسة بشكل دقيق بالأخص عقول الأشخاص المستهدفين بسهولة ومعرفة أنماط تفكيرهم ودراسة نفسياتهم عبر خبراء متخصصين في علم النفس يعملون لحساب أجهزة المخابرات صاحبة الهدف.

ومن ثم وبسهولة وعبر اللاوعي يتم نشر ما يراد نشره إما بسبب الخوف على مصلحة المجتمع الذي ينتمي إليه الهدف ، أو عن طريق التفاخر والتباهي من الهدف الذي نشر المعلومة المسربة والظهور بمظهر العارف والمطلع وصاحب المصادر الموثوقة ، أو عن طريق الصيادين بالماء العكر بنية إصابة الجبهة الداخلية وتحقيق ثلثي النصر قبل بدء المعركة ، وفي كل الحالات سواء بالنية الحسنة أو بالعمد فإن النتيجة واحدة وهي الهزيمة النفسية التي أرادها العدو بنا ، عبر إسقاط الجبهة الداخليةوجعل ظهرالجيش مكشوفا .

في الحقيقة ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو ما يتم تداوله من فيديوهات ودراسات في بعض المجموعات عبر الهواتف النقالة ، وهذه المجموعات تضم نخبة من المفكرين والمقاومين عن المخططات الصهيوأمريكية وخرائط التقسيم المرسومة للمنطقة وعن خطط وضعت من قبل مفكرين صهاينة وأمريكيين وغربيين لتدمير الأمتين العربية والإسلامية يشعر المتلقي عند مشاهدتها أو قراءتها أو الاستماع إليها بقمة الهزيمة والخوف والوهن ، وكأنما ما يقوله أو يفكر به أعداؤنا هو قضاء الله وقدره فينا ، ويشعر بأنه في حالة المدافع المحشور في زاوية الهزيمة وأنه ينتظر في الربع ساعة الأخيرة قبل أن يتم القضاء عليه.

وهنا نقول التالي: من قال أن نظرية العماه أو ما يعرف بإدارة الفوضى هو قضاء الله وقدره فينا ، ومن قال أن أحجار رقعة شطرنج بريجينسكي هي أيضا كذلك ، ومن قال أن بروتوكولات حكماء بني صهيون هي توارة لم تحرف، لا يقول ويؤمن بهذا إلا جبان ومتخاذل وعميل من حيث درى أم لم يدر.

أنا لا أنكر في هذا المقال وجود كل تلك المخططات الاستعمارية ، ولا أنكر أبدا أن الدول الاستعمارية تعمل عليها بكل ما أوتيت من طاقات ومن خدمات أنظمة عميلة أتت هي بها لتنفيذ تلك المخططات ، ولا أنكر أن بعض تلك المخططات قد نجح في أمكنة وهزم في أمكنة كثيرة أخرى حيث هزمت تلك المخططات في البيئات المؤمنة بالمقاومة المؤمنة بسيادتها وحريتها وحقها في الدفاع عن نفسها.

ولكي لا يكون ما نقوله مجرد كلام إنشائي أو للاستهلاك الإعلامي نضرب أمثلة واقعية من زمننا القريب : ألم تسقط المقاومة اللبنانية في حزب الله أسطورة إسرائيل التي لا تهزم والحقت بها الهزائم منذ عناقيد الغضب و الانسحاب الصاغر للكيان الصهيوني عام 2000 والهزيمة الساحقة في حرب تموز المباركة.

أو لم تسقط سورية وحزب الله وإيران نظرية الشرق الأوسط الجديد الذي إرادته أمريكا وإسرائيل خلال حرب تموز المباركة ، وكتبت معادلة جديدة اسمها أوهن من بيت العنكبوت.

أو لم تلحق المقاومة العراقية وبدعم سوري إيراني بالتعاون مع حزب الله الهزيمة بأمريكا وأجبرتها على الانسحاب منه ، مع عدم إنكار الضرر الكبير الاقتصادي والاجتماعي والعسكري بالعراق الحبيب على مدى سنوات الحرب واستنزافه.

بل نأتي للمثال الأكبر والأهم : ألم نصل اليوم إلى إسقاط أكبر مؤامرة في التفتيت والتمزيق للأمة العربية المعروفة بـ سايكس بيكو إلى مشارف الهزيمة الكبرى حيث يتم توسيع الجغرافيا وإسقاط الحدود وبات إسقاط وتمزيق خرائط التقسيم وراء ظهورنا عبر فتح الحدود من إيران إلى الضاحية الجنوبية مرورا بسورية والعراق ، لا بل نزيد على ذلك إصرارا بفتح الحدود من الصين إلى البحر المتوسط ومن صنعاء الى حلب.

أيها السادة إن كانوا هم من يضعون المخططات والخرائط ، فإننا نحن من نصنع الحقائق والوقائع ودحرنا وسندحر ما مكروا ويمكرون.

أيها الأخوة والسادة والغيورون والأوفياء بدلا من السقوط في فخ الحرب النفسية الخطير ، والإصغاء إلى ما يريدون لنا أن نصغي إليه فلنقرأ ما أنجزناه نحن من انتصارات وما صنعناه من فوارق بصمودنا و مقاومتنا التي أعيتهم من النيل منها ولتلهج ألستنا بوقائع النصر وقصص البطولة والصمود والتضحيات ولنتلو على مسامع أبنائنا قصص الشهداء ولنردد عليهم شعارات النصر والقوة من : ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وما مات حق وراؤه مطالب ، وزمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات ، وإسرائيل أوهن من بيت العنكبوت....

وفي الختام نقول : أبناء وطننا الشرفاء الصادقون المقاومون الحريصون على الوطن إياكم و الخوف من الموت فلا أسوأ في الحياة من الموت خوفاً ، ونذكركم بأن عدوا عاقلا خيرٌ من صديق جاهل.

رایکم
آخرالاخبار