۹۰۳مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۳۹۸
تأريخ النشر: 17 December 2020

هم صنيعة المخابرات البريطانية، بريطانيا تلك المملكة الإستعمارية التي كانت يوماً لا تغيب عنها الشمس، بسبب إنتشار ووسع مساحة الدول التي احتلتها على مساحة الأرض ، وكانت الوسيلة الأولى والأكبر والأهم التي كانت ومازالت تستخدمها تلك المملكة الإستعمارية هي سياسة نشر الفتن وتغذيتها وتفريق الشعوب و زرع النعرات الطائفية وإذكائها بينهم لتفرقهم ويسهل قضمهم ، ذلك فضلاَ عن إجرامها وإرتكابها الفظائع من القتل والإرهاب.

ولعل أبرز الأمثلة على هذه السياسة كيف عملت الحكومة البريطانية على تدمير ما أنجزه غاندي في الهند ولعبت على وتر الدين والعرق وغذت الإنفصال في عقل محمد علي جناح إلى أن قسمت الهند واقتطع منها باكستان كأرض للمسلمين وكان الحرص شديداً على ابقاء منطقة نزاع بين البلدين حتى بعد تقسميهما وكانت كشمير هي نقطة الصراع الدائم حتى يومنا هذا.

وبريطانيا هذه هي نفسها من أنشئت كل الكيانات المذهبية المتطرفة من الإخوان المسلمين إلى الكيان الصهيوني إلى الكيان السعودي وكلهم مشتركون في الصفات العنصرية والتكفيرية وذوو صبغة دينية واحدة يقتلون من خالفهم وسلاحهم الإرهاب تحت شعار ديني معبوثٌ به وعقيدة يضرها من خالفها وإن كان ثمن الاختلاف القتل.

وهؤلاء هم آل سعود، الذين لم يخالفوا عهد وشرط صانعيهم ، للحفاظ على التبعية وعرش الخضوع والاستعباد، وسفكوا دماء العرب والمسلمين، وكل الدماء التي سفكوها لم تروهم في سوريا ولبنان وليبيا ومصر والعراق وفلسطين واليمن.

فآل سعود شنوا أولى حروبهم الاستعمارية على أبناء الجزيرة العربية وخاضوها بالذبح والقتل والسبي للنساء وإرغامهن على الزواج، ومسحوا وطمسوا هويات كل أبناء الجزيرة العربية من العشائر الأصليين، وأسموها عنوة باسم عائلتهم آل سعود، وبات كل سكان مملكة الرمال ينالون ما يسمى بالتابعية السعودية.

أما ثاني معاركهم فكانت على العراق بعد أن أنهكوه بالحرب مع إيران ، ثم بدؤوا بتدميره اقتصادياً بتخفيض أسعار النفط، الأمر الذي دفعه بالحرب عليهم واستجروا كل أساطيل الناتو وأمريكا للمنطقة وحاربوا العراق وشربوا من دماء أبنائه وما زالوا حتى اليوم يشربون من دمه طائفياً ويقتلونه اقتصادياً مرة أخرى بلعبة النفط الملوث بدماء العرب.

وثالث معاركهم كانت ضد المظلومين في البحرين، لحماية مستبديها ممن يوالون آل سعود من آل خليفة، وهتكوا الأعراض واستباحوا الدماء، ودمروا التراث البحريني، وحاربوه عرقياً وطائفياً بحجة التمدد الفارسي الشيعي، ومنذ سنوات وسيوفهم لم تستطع قهر الدم البحريني، تلك البحرين بمساحتها التي لا تعادل أصغر مدينة في مملكة السعودية، بالرغم من كل عدة وعتاد ما أسموه بقوات "درع الجزيرة".

كل تلك الحروب الثلاثة بكل دمائها لم تروي ظمأ آل سعود المجرمين على أبناء العرب فشنوا في ليلة السادس والعشرين من آذار حربهم الإرهابية على أبناء اليمن التي ستكون الأخيرة حتماً في تاريخ هذه العائلة المجرمة، فلن تمر هذه الحرب عبثاً ومفاجآت الميدان ستكون أكبر مما يتصورون، فهذه المرة كرة النار ستلتهم الجميع ممن تورط في هذه الحرب، بدءاً بالسعودية التي ستخسر جزءاً كبيراً من قوتها العسكرية، إضافة إلى بعض الأراضي التي احتلتها عنوةً من اليمن في جيزان ونجران وعسير، كما هو حال دويلات الخليج التي ستطالها شظايا هذا الإجرام مثل الكويت والإمارات وقطر، الذين جن جنونهم من خسارتهم في مضيق باب المندب، ولكنهم لم يدركوا أنهم سيخسرون مضيق الهرمز أيضاً إذا استمروا في جنونهم هذا وإجرامهم جراء شراكتهم في سفك الدماء العربية.

واليوم يعيدون كتابة تاريخهم الملعون ويثبتون لسيد نعمتهم الصهيو أمريكي أنهم على عهدهم في الإجرام باقون، وأنهم حريصون على إثارة الدم والفتن في المنطقة ، وجرها للحرب الفتنوية الطائفية، وتحديداً الحرب " السنية – الشيعية"، تارةً في العراق وتارةً في لبنان وتارةً في سورية، وبدايةً واستمراراً اضطهادهم لأبناء جلدتهم وسكان الأرض الأصليين في شبه جزيرة العرب أهلنا سكان المنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية ذات الغالبية "الشيعية"، وهي المنطقة التي تعد الأغنى في شبه جزيرة العرب نفطياً، مصدر الدخل القومي الأكبر لمملكة الطغمة الحاكمة من آل سعود.

هذا الاضطهاد الذي تمارسه هذه العائلة بأهلنا هناك يبدأ من الحصار المعيشي القاتل عليهم وتفقيرهم، وحظر الوظائف الحكومية الكبرى عليهم، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وإرهابهم مخابراتياً و أمنياً، واعتقالهم تعسفياً، ومحاصرة مناطقهم عسكرياً بمعسكرات الحرس الوطني لآل سعود، وحرمان الشعب العربي في نجد والحجاز من عائدات النفط والثروة اللتان وضعت تلك العائلة الحاكمة اليد عليها بالسيف وتسلط رجال الدين التكفيري الوهابي، وقمعت كل من يخالفها ونفذت أحكام الإعدام بالساحات لإرهاب منتقديها ومن تسول لهم أنفسهم مخالفتها أو انتقادها بعقيدة أو سياسة.

آل سعود هؤلاء الذين نفذوا حكم الإعدام القهري الفاسد التعسفي بحق آية الله الشيخ نمر باقر النمر فقط لأنه "شيعي" أولاً، ولأنه عرَاهم وكشف حقيقتهم على العلن ورفض الظلم بتهمة التحريض على الحكم والتآمر على زعزعة الأمن، واليوم وبعد جريمتهم الأولى اتبعوها بثانية أخرى أشد وألعن حيث أنهم اعتدوا على حرمات الله الله وقاموا بهدم المسجد الذي كان الشيخ الشهيد النمر يصدح فيه بالحق ويفضح خيانة وعمالة أحفاد مردخاي، أكدوا للعالم اجمع جذورهم الصهيونية حيث قاموا بهدم المسجد وهذا عمل يقوم به الصهاينة والجماعات الوهابية التكفيرية.

وإننا نقول لهم وبالفم الملآن، أن ساعة حسابكم قد دقت، واصبح لزاماً وضرورةً وأولى الأولويات هي تحرير مكة والمدينة وسائر شبه جزيرة العرب من رجسكم حتى نحرر القدس والأقصى، وبأن حسابنا معكم لم ولن يغلق، وأن دماء كل تلك العائلة لا تعادل قطرة دم مجاهد أو طفل أو امرأة أو شيخ سفكت على آيديكم النجسة الملوثة بدماء المظلومين.

مما سبق نجد أن هذه الحاكمة المحتلة لأرضنا العربية في شبه جزيرة العرب والمتسلطة على مقدارت العرب والمسلمين فيها هي الذراع الأطول للصهيونية العالمية بل هي أدهى وأخبث وأمر، وأشد ما يثير في النفس من الغثيان والألم أن هذه العائلة الحاكمة تدفع من أموال العرب والمسلمين للصهاينة والأمريكين لكي يقبلوا عبوديتها وتثبت ولاءها لهم لتبقى حاكمة مستحكمة في رقاب وثروات العرب والمسلمين، ولكي تظل رأس الحربة ومحراك جهنم في إشعال الفتنة بين العرب والمسلمين من سنة وشيعة.

ولولا أن الله حبانا في هذا العصر قادةً ذوو عقل راجح، وأئمة حكماء في سورية ولبنان وفي الجمهورية الإسلامية في إيران، لكانت أيامنا فتنٌ كقطع الليل المظلم، ولكن لله الحمد بأنه من يقدر على الحرب في محور المقاومة لا يقوم بها، وأنه من يريد أن يشعلها: "أوهن من بيت العنكوت".

رایکم
آخرالاخبار