۸۰۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۲۷۴
تأريخ النشر: 08 December 2020

"نحن نسعى إلى تعزيز تعاوننا مع إسرائيل في الجوانب كافة بما يضمن الوصول إلى تعاون أمني وعسكري واسع". "هناك حاجة إلى شراكات أوسع بكثير نتعاون نحن والإمارات عسكريا مع إسرائيل ولدينا شراكة صادقة معهم". "أن الشراكات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط ضرورية للحفاظ على الأمن الإقليمي والوطني. كل هذ الكلام هو لوزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، الذي لم يكفه فتح ابواب البحرين امام الغزو السعودي الاماراتي، ليفتحها اليوم امام الغزو "الاسرائيلي".

الشذوذ الصارخ في طريقة تعامل النظام الخليفي في البحرين مع الكيان الاسرائيلي، والذي تجاوز التطبيع والتحالف الاستراتيجي العسكري والامني، الى تسليم مقاليد الامور في البحرين لنتنياهو واشكنازي وكوهين، كما سلموها من قبل لآل سعود وآل زايد، جعل المراقبين الذين لا يمتلكون خلفية عن حقيقة هذا النظام وطبيعته وجذوره وعلاقته مع الشعب البحريني، يستغربون هذا الشذوذ الخليفي الذي تجاوز حتى حدود الشذوذ نفسه.

وقبل ان نتعرف على الاسباب الحقيقية التي تكمن وراء شذوذ النظام الخليفي، نتوقف قليلا امام القنبلة التي فجرها وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني والتي تجاوزت في شذوذها علاقة التعاون العسكري والامني، وذلك عندما اعلن بوقاحة يأنفها حتى مسؤولو الدول التي تمد الكيان الاسرائيلي بكل اسباب الحياة منذ 70 عاما في الغرب، إن البحرين لن تمنع بضائع المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، من دخول بلاده، وستعاملها على أنها منتجات "إسرائيلية".

هذه البضائع التي اشار اليها الزياني، ترفضها حتى اغلب دول العالم الا من شذ منها، فقبول اي دولة بهذه البضائع يعني ان تلك الدول تعترف بالاحتلال الصهيوني لاراضي الضفة الغربية التي ترى فيها معظم دول العالم بانها اراض محتلة من قبل الكيان الاسرائيلي، وبالتالي تتعامل مع منتجاتها بانها منتجات مغتصبة ومسروقة من الشعب الفلسطيني!!.

لو كان النظام الخليفي يخشى على امنه القومي حقا، لما ارتمى في احضان كيان استعماري قام على السرقة والاحتلال والاغتصاب والقتل ، ومازال يسرق أراضي العرب والمسلمين، من اجل توفير الامن القومي له. ولكان اقام حلفا عسكريا وامنيا واقتصاديا مع دول كبرى قوية مثل مصر. ولكن هذا النظام ليس في وارد حماية الامن القومي للبحرين، بل حماية نظامه غير الشرعي والمفروض بقوة المستعمر البريطاني ومن ثم الامريكي على الشعب البحريني المظلوم.

عدم امتلاك اسرة خليفة اي جذور في الارض البحرينية، وعدم ارتباطها بإي اواصر تاريخية واجتماعية مع الشعب البحريني ، وانفصالها الكامل عن هذا الشعب، جعل العلاقة بينها وبين الشعب قائمة على القوة والبطش والتمييز، مما خلق ازمة شرعية تعاني منها اسرة خليفة حتى اليوم.

ازمة الشرعية هذه ورفض الشعب للنظام الخليفي، هو الذي دفع النظام الى فتح حدود البلاد امام الغزو السعودي والاماراتي، كما يفتح اليوم حدودها امام المحتل الاسرائيلي، لحمايته من الشعب. ولم يكفه كل القواعد الامريكية والحماية الغربية له، لإشعاره بالامن، بعد ان سلبه من الشعب بقوة هؤلاء الغزاة والمحتلين.

هذه هي الاسباب الحقيقية وراء كل هذا الشذوذ الخليفي في الانبطاح امام الصهاينة، فعندما لا يمتلك نظاما جذورا في الارض ، ولا امتدادا في المجتمع، فإنه يفعل كل شيء من اجل ان يضمن البقاء، كإستقدام المرتزقة ومنحهم الجنسية، والاستقواء بجيوش الغزاة والعصابات، ناسيا او متناسيا، ان مثل هذا الاستقواء لن يضمن له الامن ولن يوفر له شرعية، ما دام الشعب يرفضه.

رایکم