۸۲۹مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۲۳۵
تأريخ النشر: 06 December 2020

استضافت هذه الحلقة من برنامج" ضيف وحوار" الذي يبث على شاشة قناة العالم الإخبارية، السفير الإيراني لدى العراق السيد ايرج مسجدي حيث تطرقت الحلقة الى اهم المواضيع المرتبطة بالعلاقات بين البلدين على الصعيد الأمني والإقتصادي والسياسي.

واليكم النص الكامل لمقابلة قناة العالم مع السفير الإيراني لدى العراق السيد ايرج مسجدي:

العالم: سعادة السفير نتحدث عن العلاقات الإيرانية – العراقية، اذا اردنا المقارنة في هذا الظرف بالذات هذه العلاقات في ظل حكومة السيد مصطفى الكاظمي مع باقي الحكومات كيف تبدو هذه العلاقة؟ خاصة والبعض يتحدث عن نوع من الفتور في هذه العلاقة وأن الكاظمي يميل الى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية اكثر من ايران؟

مسجدي:العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق على عهد السيد مصطفى الكاظمي هي امتداد للتعاون بين الحكومات السابقة وكان لدينا ذات التعاون وبالطبع فان هذه العلاقات تختلف بين فترة واخرى . على سبيل المثال خلال فترة الحرب ضد "داعش" كان التعاون العسكري والاستشاري بين الجانبين كبير جدا ، او اليوم حيث فيروس كورونا يخيم على العالم ، كان له تاثير كبير على تبادل الزيارات وزيارة العتبات والسياحة. ان كنا نريد تقديم صورة اجمالية عن العلاقات الثنائية في الفترة الراهنة فيمكننا ان نصفها بالايجابية . الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في الحكومة السابقة يجري تطبيقها ورئيس الوزراء العراقي يتابع تطبيق هذه الاتفاقيات شخصيا . جميع المنافذ الحدودية مع العراق استعادت نشاطها ولا توجد اي مشكلة .

العالم:وهنا يأتي السؤال، ماذا عن العلاقات الإقتصادية الإيرانية – العراقية؟ نعلم في السابق بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 13 مليار دولار، الان في ظل كورونا وحكومة السيد مصطفى الكاظمي ما هو حجم هذا التبادل؟

مسجدي: خلال فترة محددة استغرقت ما بين ستة وسبعة اشهر شهدت العلاقات التجارية بين البلدين انخفاضا وفتورا بسبب انتشار فيروس كورونا ، ولكن هذه العلاقات ستعود الى سابق عهدها من خلال التنسيق والاتفاق بين الجانبين ، التبادل التجاري بين البلدين ناشط الان وسيتم التعويض تدريجيا عن هذا الانخفاض الذي وصل الى عشرين بالمائة .

تفاصيل زيارة العميد قاآني الى العراق

العالم: توجه قائد قوات القدس الحاج اسماعيل قاآني قبل أسبوعين إلی العراق حيث اجتمع بالمسؤولين العراقيين رفيعي المستوی. بمن اجتمع اللواء قاآني و حول ماذا دارت المباحثات بين الجانبين في العراق؟

مسجدي: تقلد اللواء قاآني بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني هذا الملف وهذه المهمة وهو يمثل الجمهورية الإسلامية رسميا في التعامل مع العراق ويقوم بتلك المهمات السابقة والاتصالات، ولم تختلف الأمور عما مضی، کما لم يحدث طارئ علی علاقات البلدين بعد استشهاد الشهيد سليماني. السيد قاآني یزور بغداد بتنسيق مع المسؤولين العراقيين ويلتقي بمختلف المسؤولين کالرئيس العراقي ورئيس الوزراء والمسؤولين السياسيين و مسؤولي الأحزاب والشخصيات المختلفة. وفي هذه الزيارة الأخيرة أيضا التقی السيد قاآني بعدد من المسؤولين العراقيين.

العالم: وهل التقی أيضا رئيس الوزراء العراقي؟
مسجدی: نعم، التقی برئيس الوزراء وأيضا الرئيس العراقي وعدد من المسؤولين! بالطبع تدور مباحثاته حول تعاون البلدين ومتابعة عدد کثير من القضايا؛ يتباحثون حول القضايا السياسية والأمنية کما يتباحثون حول تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، ويتناولون بالبحث بعض الملفات الاقتصادية ويشددون عليها. بالطبع السيد قاآني لا يخوض کثيرا في الجزئيات، لکن بما أنه مسؤول عن العلاقات بين البلدين ويمثل الجمهورية الإسلامية في هذا الشأن فإنه يبحث مع المسؤولين العراقيين ما يحتاجها البلدانِ والعلاقات بينهما.

العالم: ثمة أنباء عن التقاء قاآني بقيادات المقاومة في العراق وأنه طلب منهم وقف إطلاق النار وعدم استهداف القوات الأمريکية في المدة المتبقية من ولاية ترامب. ما مدی صحة هذه المقولات؟

مسجدی:جميع المجموعات والأحزاب التي لها مؤسساتها و تکتلاتها أو مکاتبها وتمثيلياتها ولها قياداتها سواء منها المجموعات السياسية أو ما یُعرف منها بمجموعات المقاومة؛ هذه المجموعات والأحزاب لها علاقاتها الإيجابية بالجمهورية الإسلامية ولا ينکر أحد هذه الحقيقة. لکن سياسات الجمهورية الاسلامية ظلت وماتزال قائمة علی ثلاثة مواضيع وإن السيد اللواء قاآني هو أيضا يؤکد هذه القضايا والمواضيع: الأولی هي عدم تدخل ايران في شؤون هذه المجموعات. نحن لا نتدخل مطلقا في شؤون هؤلاء لکنهم يرغبون في استشارتنا ومعرفة وجهة نظر الجمهورية الاسلامية والسيد قاآني، کما هم راغبون في أن نعرف آراءهم ووجهات نظرهم. وهذا طبيعي للغاية.

القضية الثانية هي تعزيز الحکومة؛ فلا تهدف الجمهورية الاسلامية ولا مباحثات اللواء قاآني إلی إضعاف الحکومة العراقية لاسمح الله، بل علی العکس من ذلك تهدف الجمهورية الاسلامية لتعزيز حکومة العراق والتعاون معها. ويتصدر جدول أعمالنا الالتقاء برئيس الوزراء. بعبارة أخری الجمهورية الاسلامية فيما تقدم من مشاورات وما تقوم به من مباحثات إنما ترمي إلی خلق الوئام والتعاون والعلاقات الحميمة بين مختلف الأحزاب، بين الأکراد والشيعة وبين السنة والشيعة وبين الشيعة والآخرين. التشجيع علی الاتحاد والوحدة والتعاون، هذا ما نجده من مطالب داخل ايران واللواء قاآني أيضا يؤکد هذا ويشدد عليه

السفير مسجدي يكشف علاقات ايران بالتيارات العراقية وموقفها من الانتخابات
.

العالم: خلال هذه الاستشارات هل قدمت ايران استشارات لفصائل المقاومة العراقية بشأن وقف اطلاق النار وعدم استهداف القوات الامريکية في الفترة المتبقية من ولاية ترامب ؟ وفيما يخص لقاء مصطفی الکاظمی فهل تم بذل جهود لتقريب وجهات نظر قيادات المقاومة وحکومة مصطفی الکاظمی؟

مسجدی: تيارات المقاومة في العراق مستاءة للغاية من الأمريکيين بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس وتعتبر هذا العمل الإرهابي جريمة کبری في حق الشعب العراقي وفي حق الحشد الشعبي. لهذا فهي مستاءة للغاية ومطالبها واضحة ومعينة. الأمر ليس بخفي أنه يتمثل في انسحاب القوات الامريکية من العراق. هذا هو موقف هذه التيارات والفصائل. الجمهورية الاسلامية وموقفها الرسمي الحازم الذي أعلنته مرارا وتکرارا إنما هو المطالبة بانسحاب القوات الأمريکية من المنطقة برمّتها. نحن لا نهدف إلی التدخل في شؤون العراق أو شؤون باقي الدول. هذه هي وجهة نظر الجمهورية الاسلامية.

إيران تعتقد أن أمن المنطقة يجب أن توفره دول المنطقة ، المنطقة التي نقولها تشمل العراق وغير العراق ، لكن ما الذي يحدث وهل ینسحب الأمريكيون أم لا ، وكيف ينسحبون ، هذه کلها تتوقف على حكومات المنطقة. نعم مواقفنا واضحة تماما ، نحن نعتبر وجود القوات الأمريكية مدعاة شرللمنطقة وسببا للتدخل في شؤونها، وسببا لانعدام الأمن فيها، ونعتبر وجود الأمريكيين ذريعة في أيدي الآخرين. هذا هو موقف ايران الرسمي والشفاف وقد أعلنته على الدوام.

فيما يتعلق بالصعيد المحلي العراقي، فإننا نوصي جميع التيارات السياسية وجماعات المقاومة والإقليم الكردي بالتكاتف مع حكومة العراق والتعاون وخدمة الشعب العراقي ، إذا كانت هناك خلافات في الرأي فيما بينهم ، فهذا أمر لا شأن لها بالجمهورية الإسلامية. دعوني أضرب مثالا ، ألا توجد خلافات في الجماعات السياسية الشيعية نفسها؟ ألا توجد خلافات في المجموعات الكردية؟ ألا توجد خلافات بين الاقليم وبغداد؟ هذه الخلافات أمر طبيعي.

إذا كان البعض يعتقد أننا نثير هذه الخلافات أو على سبيل المثال نؤکد هذه الخلافات بين مجموعات المقاومة ونعززها، فهذا غير صحيح ، فهم أنفسهم أصحاب آراء و ذوو خبرات.

جماعات المقاومة لديها الكثير من المشاكل مع الأمريكيين ، مشكلتهم تکمن في أن الأمريكيين عليهم أن يغادروا هذا البلد ، لماذا؟ لأنهم اغتالوا قائدنا أبو مهدي المهندس، لأنهم اغتالوا ضيفنا الحاج قاسم، لأن وجودهم يشكل خطرا علينا ، أحيانا تصل جماعات المقاومة رسائل ومعلومات مفادها أن الأمريكيين يرصدون أعضاء المقاومة أو يقومون بتهديدهم ما يؤدي إلی قلق هؤلاء.

العالم: البعض يتحدث عن الفترة المتبقية لتواجد ترامب في البيت الابيض ، والبعض الاخر يتحدث عن عدم تقديم ذريعة لترامب حتى لا يتصيد في الماء العكر ويستغل الظروف الامنية الراهنة في العراق .

مسجدي : ترامب هو الذي يقدم الذرائع للاخرين ، يجب على ترامب ألا يهدد احدا ويقوم باعمال استفزازية ، ان تحقق هذا الامر فمن الطبيعي الا تقوم الجمهورية الاسلامية الايرانية ولا اي جهة اخرى باي اجراءات ضد امريكا. موقفنا واضح جدا ، سواء في الوقت الراهن وفي المستقبل ، ستكون رهنا بظروف ومواقف واجراءات امريكا ، الامريكان ارتكبوا جريمة اغتيال داخل الاراضي العراقية واغتالوا الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما ، طيب بعد هذا قامت ايران بالرد ، هل الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت قد قامت بأي اجراء قبل ذلك ؟ والان ايضا لم يتغير اي شيء ، ان ارتكب الامريكان اي خطأ ضد ايران او قاموا باي اجراء ضدنا فلا شك بأننا سنرد بحزم ، ما الذي يتوقعونه ان قاموا باي عمل ضد تيارات المقاومة ، وهددوا وهاجموا زعماء وقواعد المقاومة ؟ لا شك ان المقاومة ستبدي رد فعل وتدافع عن نفسها وهذا حق طبيعي لكل شخص بأن يدافع عن نفسه

السفير مسجدي يكشف علاقات ايران بالتيارات العراقية وموقفها من الانتخابات
.

انسحاب القوات الأمريكية هو شأن عراقي

العالم: أعلنت أمريكا بأنها وضعت جدولاً زمنياً لإنسحابها من العراق وفعلاً بدأت بسحب أجزاء من هذه القوات من العراق بشكل جزئي طبعا، كيف تنظر إيران الى هذه الإنسحابات الأمريكية من العراق والجدول الزمني؟ هل تنظر بجدية الى هذه الإنسحابات التي تقول واشنطن بأنها ستنتهي الوجود الأمريكي في العراق، ما هو موقف إيران؟

مسجدي:اي اتفاق هو متعلق بالحكومة العراقية ، والمسؤولون العراقيون هم من يجب ان يتحدثوا عن مدى جدية هذه الاتفاقيات ، ولكن وفق معلوماتنا النابعة من علاقاتنا مع المسؤولين العراقيين نعرف بانهم جادون في مسالة طرد القوات الامريكية من العراق وفقا للقرار الذي صادق عليه البرلمان العراقي وانهم يعكفون حاليا على وضع جدول زمني مع الجانب الامريكي، والجمهورية الاسلامية الايرانية ايضا دعمت هذا التوجه دائما . ايران دعمت دوما استقلالية الدول ؛ ماذا يفعل الامريكان في المنطقة ( قطر ، الاردن ، الكويت ) ومختلف المناطق الاخرى ؟ الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتقد بضرورة رحيل امريكا من المنطقة ، ولكن ماذا سيحدث وما هي الالية الكفيلة بتحقيق هذا الامر فهو رهن بالقرارات التي تتخذها هذه الدول وحكومات المنطقة .

نحتفظ بحق الرد على اغتيال الشهيد فخري زادة

العالم: تم اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زادة، اصابع الإتهام موجهة نحو كيان الإسرائيلي بهذا الخصوص لكن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بنوع من التحرك واعلنت بأنها سوف تسحب نصف دبلوماسيها من العراق تخوفاً من رد فصائل المقاومة او رد ايران على الأراضي العراقية، اولاً كيف وجدتم الموقف العراقي حيال عملية اغتيال الإرهابية؟ ثانيا هل المخاوف الأمريكية من احتمال رد ايران على الاراضي العراقية مخاوف حقيقية؟ هل هناك نوايا ايرانية للرد على الأراضي العراقية؟

مسجدي: استشهاد العالم البارز السيد محسن فخري زادة جريمة عظيمة ايا كان من اقترفها ، طبعا يتم متابعة هذا الملف حاليا ، ولكن من يفكر بقتل علمائنا النووين اكثر من "اسرائيل" وعملائها والجماعات المنتمية اليها ؟ بداية نحن نعتقد بان الصهاينة هم الذي يقفون وراء جريمة الاغتيال هذه ، ولكن يتم مناقشة هذا الملف من الناحية الفنية والاستخباراتية وستتضح ملابسات هذا الملف بالنسبة للمسؤولين الامنيين في ايران . اغتيال شخصيات المقاومة في مختلف البلدان واغتيال مختلف الشخصيات في الجمهورية الاسلامية الايرانية هو من فعل عملاء الصهاينة ، الادارة والدعم المالي والتسليحي والتخطيط يتم باشراف الاسرائيليين ، ونحن ليس لدينا اي شكوك بهذا الشان .

فيما يخص موضوع العراق ، فان موقف المسؤولين الرسميين في العراق وكذلك موقف الاحزاب والتيارات المختلفة ، الشخصيات الاجتماعية ، السياسية والشعبية كان موقفا جيدا وقد اعربوا عن استنكارهم وادانوا هذه الجريمة واعربوا عن مواساتهم مع الجمهورية الاسلامية الايرانية .

اغتيال شخصية علمية واستاذ جامعي يقوم باعمال بحثية وعلمية ، في المجالات الطبية والنووية او اي مجال آخر ؛ ماذا يمكن ان يوصف سوى بانه جريمة ضد البشرية والانسانية ؟ عملية الاغتيال هذه كانت منظمة ولا يمكن لاي انسان ان يقبل بهذا الامر ، ونحن نعتقد بان الصهاينة هم الذين يقفون وراء هذه الجريمة ، والجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد الانتهاء من تحقيقاتها ترى من حقها بان تحتفظ بحق الرد ، لا نسمح بان يهدد العدو ويغتال مسؤولينا وشخصياتنا وعلمائنا وتقف الجمهورية الاسلامية الايرانية ولا تحرك ساكنا . كما صرح قائد الثورة الاسلامية فان "زمن اضرب واهرب قد ولى" ، سواء بالنسبة للحكومات او الدول او الامريكيين او الاسرائيليين ، ان هدد هؤلاء الجمهورية الاسلامية الايرانية وحدث امر ما فان ايران سترد بحزم بلا شك . هذا الملف ايضا يجب ان تتضح ملابساته بالنسبة للمسؤولين الامنيين ومن ثم ستتخذ الجمهورية الاسلامية الايرانية قرارها بهذا الشان .

العالم:وماذا عن المخاوف الأمريكية من على الأراضي العراقية؟ القوات الأمريكية في العراق وسحب الدبلوماسيين الأمريكيين من العراق تخوفاً من الرد الإيراني على الأراضي العراقية، هل هذه المخاوف حقيقية؟

مسجدي:نحن لا نريد تهديد القوات الامريكية ، الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تبعث مثل هذه الرسالة لا في العراق ولا اي مكان اخر ، يجب ان يتضح لنا الموضوع بشكل كامل من الناحية الامنية والفنية ، وان هذه العملية تمت من قبل من وكيف ؟ وبعد ذلك ستتخذ الجمهورية الاسلامية الايرانية قرارها وما ينبغي عليها ان تفعله . على حد علمي وبناء على الحديث الذي اجريته اليوم لم يتم طرح اي شيء من قبل الجمهورية الاسلامية .

تطورات قضائية في ملف إستشهاد قادة النصر

العالم: نقترب من استشهاد قادة النصر الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس، خلال العام الماضي هذه الجريمة واجهت ادانات كبيرة من كافة الدول والتيارات، لكن فيما يخص هذا الملف اي ملف الإغتيال، ايران تابعت منذ فترة هذا الملف مع الحكومة العراقية وتواصلت مع الحكومة العراقية ومع القضاء العراقي، الى اين وصل هذا الملف؟ هل هناك متهمين من جنسيات اخرى مثل الجنسية العراقية؟ هل هناك حقائق جديدة في هذا الملف يمكن الحديث عنها؟

مسجدي: في خصوص ملف الشهيد سليماني والشهيد المهندس عقدنا اجتماعات مع المسؤولين القضائيين في العراق ، انا ايضا كانت لدي حوالى ثلاثة لقاءات مع رئيس مجلس القضاء الاعلى في العراق السيد "فائق زيدان" ، لقد تم تشكيل ملف خاص بهذا الامر من قبل السلطة القضائية العراقية ويجري متابعته وكذلك في الجمهورية الاسلامية الايرانية ؛ ملف اغتيال الشهيد القائد سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس يجري متابعته على قدم وساق ولكن بما ان الملف يطوي مراحل التحقيق فلا يمكنني تقديم اي معلومات بهذا الشان ، ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق يتابعان هذا الملف بجدية واهتمام كبيرين.

العالم: ما هو فراغ الذي تركه استشهاد الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس على الساحتين الإيرانية والعراقية؟

مسجدي:في النهاية لقد فقدوا والدهم، لكن من جهة أخرى فهم أصبحوا كثر تصميما وقوة في السير على الطريق الذي يؤمنون به، من الممكن ان يكون المعلم فخري زادة الالاف من الطلاب الذين هم أكثر تصميما، وهم الآن حزينون وقد عاهدوا انفسهم على اكمال مسير الشهيد وان يكونوا مثله أشخاصا مفيدين وقيمين لاجل بلادهم، لذا فإن دماء الشهيد بإذن الله ستكون شتلة تغدو شجرة. وهذا أمر واقع ولذلك فإن الاعداء عبر اغتيالهم قادة المقاومة وعلماءهم لن يصلوا الى اي نتيجة بل سيزيدون من قوة هذا التيار وتصميمه على اكمال مسيرته، وهذه هي عقيدتنا في ان الجمهورية الاسلامية والثورة الاسلامية اصبحت بعد اكثر من 40 عاما من الحظر والضغوط أقوى من الماضي، وغدت صناعاتها الدفاعية أقوى وأكثر تطورا، صحيح ان هناك بعض المشاكل الاقتصادية لكن هناك العديد من بلدان العالم تعاني من مثل هكذا مشاكل. الحمد لله ايران يوما بعد يوم تصبح تزداد قوة وصلابة.

قطعا ان ابو مهدي المهندس وكذلك القائد سليماني هم اناس بارزون وقدوة ان استشهاد هولاء كان خسارة كبيرة لنا وكذلك للعراق الا ان الطريق والنهج والمدرسة والهدف والمسيرة والمهمة التي كانت على عاتقهما لن تنتهي بل ان قادة ومسؤولين اخرين سيحلون محلهم وان هذا الطريق سيستمر . في الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما حدث هذا الحدث حل محله فورا القائد قااني الذي يواصل نهج القائد سليماني .. اقول لكم لو لم تستمر هذه المسيرة والمدرسة والطريق اكثر قوة من ذي فانها لن تكون ضعيفة لان قائد الثورة الاسلامية قال ان القائد سليماني ليس شخصا بل هو مدرسة ومسيرة ونهج . هذه المسيرة لايمكن القضاء عليها ولن تضيع وان هذه المدرسة والهدف لايمكن نسيانهما .ان اليوم ادارة وقيادة هذا الطريق بيد القائد سليماني وعندما يستشهد فالقيادة ستكون بيد شخص اخر وهذا مانراه اليوم.

عندما كانت زمرة المنافقين والجماعات المعادية للثورة تقوم باغتيال بعض الزعماء الايرانيين فان الامام الخميني رحمة الله عليه له عبارة جميلة في هذا المجال عندما قال ..اقتلوا شعبنا فانه سيصبح اكثر وعيا .. لو تقتلونا فان الشعب الايراني سيصبح اكثر وعيا ويقظة .. والحقيقة هي ان اتحاد ودافع وارادة الشعب الايراني اصبحت اكثر قوة بعد هذه الاغتيالات كما انه ازدادت المعرفة بالنسبة للقائد سليماني بعد استشهاده بحيث ان في زمن حياته كان هناك جمع من الناس يعرفونه الا انه بعد استشهاده تعرف عليه العالم .. انا اوكد لكم ان محبيي الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العالم اكثر بكثير من زمن حياتهما لان طريق هؤلاء الشهداء هو طريق الحق والعدالة وطريق الدفاع عن المظلومين وطريق المقاومة والدفاع عن المصالح الوطنية لبلديهما في ايران والعراق لذلك هناك شباب كثر في العالم تعرفوا اليوم على الحاج قاسم في الوقت الذي كانوا لم يعرفوه من قبل.

موقف إيران من الإنتخابات العراقية المقبلة

العالم: العراق مقبل على الإنتخابات نيابية مبكرة، هناك تحرك مبكر للقوى السياسية والأحزاب السياسية في العراق، ما هو موقف ايران من هذه الإنتخابات؟ من الأحزاب والتيارات السياسية سواء كانت شيعية او كردية او سنية؟ وايضا من اعلان التيار الصدري بأنه قد يتصدى للمشهد السياسي من خلال ترشيح رئيس وزراء من التيار الصدري؟ كيفت تنظر ايران الى هذه الخارطة؟

مسجدي:الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب وتؤيد دائما أي قرار يصدر من البرلمان العراقي وبناء على قرار الدولة ويؤكد سيادة العراق، ونحن نحترم دائما قراراتهم وفي حال كان هناك ضرورة للدعم او طلبت منا المساعدة فسوف لن نتأخر أبدا، لأن الانتخابات تمنح للشعب العراقي حقوقه السيادية وتشكل نوعا من الديمقراطية الاجتماعية وحكم الشعب، فإننا وفقا لأي قرار يتخذ في العراق او يتم تنفيذه أعلنا استعدادنا لدعمه والمساعدة فيه في حال طلب منا وسنفعل ذلك.

حول التيارات المختلفة وجميع الشخصيات سواء كانت من التيار الصدري واو غيره فهي محترمة بالنسبة لنا، وعلى اساس قانون العراق وبرلمان العراق ودستور العراق أي شخص يصبح نائبا في البرلمان فإننا سنحترمه ونقدره لأنه جاء بأصوات الشعب العراقي. وأي شخص سيغدو رئيسا للوزراء سواء كان من التيار الصدري او من الشخصيات الوطنية الاخرى أو المستقلة أو من أي حزب أو مجموعة أخرى أي شخص أصبح وفقا للقانون العراقي رئيسا للوزراء ومكلفا بتشكيل الحكومة فان الجمهورية الاسلامية ستقدم دعمها له وستساعده وستحافظ على العلاقات بين البلدين.

وبالتالي فلا فرق لدينا أي شخص سيأتي او أي من أي تيار او مجموعة، نقدر ونحترم اختيار الشعب العراقي وندعمه وبالتأكيد سنقوم بالتعاون معه، وسيبقى سلوكنا هكذا نحترم إرادة الشعب العراقي وخياراته لمستقبله، وهذه الخيارات نحترما جدا جدا جدا.

السفير مسجدي يكشف علاقات ايران بالتيارات العراقية وموقفها من الانتخابات

علاقات طهران مع كردستان العراق وتقليص عدد المستشاريين في العراق

العالم: كيف تبدو العلاقة بين الجمهورية الإسلامية وكردستان العراق؟ هناك نوع من التوتر بين كردستان وبغداد على خلفية موضوع الرواتب وايضا بين بعض القوى الشيعية مع كردستان على خلفية موضوع سنجار، هل يمكن ان تلعب ايران دوراً ما لترطيب هذه الأجواء او لوساطة او بناء جسور بين هذه التيارات مع كردستان كما لعبت دوراً في السابق واساساً كيف تبدو العلاقة بين ايران وكردستان؟

مسجدي : كما تلاحظون ان اقليم كردستان وفي اطار الدستور العراقي اصبح اليوم يمتلك نظاما اتحاديا وان العلاقات الايرانية مع الحكومة المركزية وكذلك اقليم كردستان العراق هي علاقات جادة وبناءة في جميع المجالات . هناك تعاون مشترك .. ان الحدود الواسعة التي لدينا مع الاقليم والحكومة المركزية تقتضي انه لوكانت هناك بعض الخلافات بين الاقليم والحكومة فمن الطبيعي ان تبذل الجمهورية الاسلامية الايرانية اي جهد تراه ضروريا في تسوية هذه الخلافات . نحن نحرص ان تسود افضل العلاقات بين اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد . ان ايران وفي اطار القانون دولة صديقة لللاقليم وكذلك لبغداد . لو فرضا ووفقا للقانون تغيرت في المستقبل ظروف السيادة في العراق بشكل اخر فاننا ندعم القانون العراقي وننظم علاقاتنا وفقا لتلك الظروف . في الملفات المختلفة لو كان هناك خلاف بين الاقليم والحكوومة المركزية فان الجمهوررية الاسلامية الايرانية ترى من واجبها الاخوي والاسلامي ومبدا الجيرة ان تساعد على تسوية هذه الخلافات .

العالم: خلال فترة داعش ايران قدمت العون للعراق وكان هناك مستشارون ايرانيون في العراق، الآن في هذا الظرف بعد انتهاء مرحلة داعش هل لدينا مستشارين عسكرين ايرانيين في العراق؟

مسجدي : ان تعاوننا وحضورنا ياتي وفقا للاتفاق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والحكومة العراقية المحترمة . هذا المستوى من التعاون يمكن ان يتقلص او يزداد. عندما كانت عصابة داعش منتشرة في العراق فكانت هناك ظروف خاصة وضرورة ملحة للتواجد الايراني الواسع سواء من الناحية اللوجستية او التدريبية او من ناحية التخطيط او في مجالات مختلفة الا ان اليوم لاتوجد مثل تلك الظروف ومن الطبيعي ان يقلص بشدة عدد قواتنا وكوادرنا في العراق. ان تعاون وتواجد قواتنا يعود الى الحكومة العراقية وطلبها والى اتفاق تقرره الحكومتان العراقية والايرانية .

رایکم