۵۲۴مشاهدات
مؤسّسة المصطفى للعلوم تقيم..
لمنع انتشار الأخبار الكاذبة، نحن نحتاج إلى تعاون العلماء والصحفييّن وواضعي السياسات والمسؤولين في هذا المجال وعامّة الناس.
رمز الخبر: ۴۸۱۳۵
تأريخ النشر: 01 December 2020

في إطار الدورة الثامنة لبرنامج تبادل الخبرات العلميّة والتكنولوجيّة في البلدان الإسلاميّة (STEP)، أقامت مؤسّسة المصطفى(ص) جلسةً افتراضيّةً تحت عنوان "السياسة الوطنيّة والبنية المؤسّسيّة في مجال التواصل الصحّي".

وعقب تفشّي فيروس كورونا ونظراً لأهميّة التواصل الفعّال بين مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الحكومة والمؤسّسات الطبيّة والصحيّة والباحثين وعموم الناس، أقامت مؤسّسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع مؤسّسة ايكو العلميّة (ECOSF) في السادس والعشرين من نوفمبر/2020، جلسةً افتراضيّةً بعنوان "السياسة الوطنيّة والبنية المؤسّسيّة في مجال التواصل الصحّي".

تناولت هذه الجلسة مواضيع الترويج الوطنيّ وسياسات التعليم العام، واستراتيجيّات التعامل مع معلومات وأخبار فيروس كوفيد-19، وكذلك سياسات الحدّ من انتشار الأخبار الكاذبة في وضع تفشّي فيروس كورونا.

وتحدّث في هذا الاجتماع البروفيسور منظور حسين سومرو، رئيس مؤسّسة ايكو العلميّة ، والدكتورة زرين زردار، المديرة التنفيذيّة لكرسي اليونسكو للاتصالات العلميّة في إيران، والدكتورة ماهالتشامي آروجانان، المديرة التنفيذيّة لجمعية معلومات التكنولوجيا الحيويّة الماليزيّة، ومحمد السنباطي رمضان، صحفي علمي من بلجيكا، كما تولّت تقديم هذه الجلسة زينب الصّفار، المذيعة والكاتبة والمنتجة لقناة الميادين.

استهلّت الجلسة زينب الصفار بالحديث عن نشاطات مؤسّسة المصطفى(ص) والتعريف ببرنامج تبادل الخبرات العلميّة والتكنولوجيّة (STEP) في البلدان الإسلاميّة الذي تنظّمه مؤسّسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بهدف توسيع التعاون العلميّ بين العلماء المسلمين.

وحول استراتيجيّات التواصل العلمي والصحّي، أكّد البروفيسور منظور حسين سومرو، رئيس مؤسّسة ايكو العلميّة على ضرورة وجود مكتبٍ علميٍّ مركزيٍّ في كلّ بلد، يجيب على أسئلة الناس ويوضّح لهم بعض الأمور المهمّة كالآثار السلبيّة للقاحات فيروس كورونا، مشيراً إلى أنّ مسؤوليّة هذا الأمر تقع على عاتق الحكومة والجهات الإعلاميّة على حدٍّ سواء.

وعن اتّساع الهوّة بين المجتمعات العلميّة وقادة الدول، أشار البروفيسور حسين سومرو إلى ضرورة وجود مستشارين علميّين لرؤساء الدول حتّى يتمكنوا من البقاء على اتّصال بالمجتمع العلميّ.

وأضاف سومرو: على سبيل المثال، يوجد في باكستان إدارةٌ علميّةٌ مركزيّة تقوم بجمع المعلومات وتتّخذ القرارات وتنقل النتائج إلى رئيس الدولة.

وحول ربط موضوع فيروس كورونا بالقضايا السياسيّة، قال سومرو: إنّ موضوع الأوبئة دخل في نقاشاتٍ سياسيّةٍ في بعض الدول المتقدّمة أو النامية، حيث يحاول البعض تسييس الأمراض لتحقيق أهدافهم.

وأردف: في رأيي لا يجب السماح بهذه الأمور لأنّها ستساهم في اتّساع رقعة انتشار الفيروس، حيث يجب أن يكون هناك صانع قرارٍ واحد، وينبغي أن يكون الآخرون مطيعين له، الأمر الذي يتحقّق عندما يصبح الناس مدركين جيّداً لما يجري، لذلك نحن نحتاج إلى علماءٍ يعرفون كيفيّة التواصل مع الناس بشكلٍ جيّد، ويدركون طبيعية الألعاب السياسيّة.

وأشار البروفيسور منظور حسين سومرو إلى أهميّة حضور العلماء في الحكومات فقال: لقد ثبت لنا أنّ الدول يمكن أن تتلاشى دون وجود العلماء، فالمسافة الكبيرة بين العلماء والمجتمع العلمي والناس العادييّن قد أطاحت بكلّ شيء.

وواصلت الدكتورة زرين زردار، المديرة التنفيذيّة لكرسي اليونسكو للاتصالات العلميّة في إيران الاجتماع قائلة: في الوقت الحالي، نحن نواجه العديد من التحدّيات التي ليس لدينا إجابةٌ عليها، فهناك فجوةٌ كبيرةٌ بين العلم والمجتمع اليوم، ونحن في النُظم الصحيّة ليس لدينا حلٌّ لهذه المشكلة.

وأضافت زردار: نحتاج اليوم بشدّةٍ إلى التواصل والتحدّث مع بعضنا البعض لنجد حلّاً عالميّاً لما نمرّ به.

من جهتها أكّدت الدكتورة ماهالتشامي آروجانان، المديرة التنفيذيّة لجمعية معلومات التكنولوجيا الحيويّة الماليزيّة على ضرورة التواصل العلمي المستمر بين مختلف شرائح المجتمع بهدف التغلّب على الأوبئة الإعلاميّة والإشاعات التي لا أساس لصحّتها.

وأضافت ماهالتشامي آروجانان: عندما تُنشر نتائج الأبحاث في المجلّات العلميّة، لا يقرأها إلّا زملائنا ولا يراها عامّة الناس، ولكن إذا نشرنا هذه النتائج في المجلّات العامّة، فإن العلماء والأشخاص العادييّن وصانعي السياسات والمستثمرين والعلماء سيقومون بالاطّلاع عليها أيضاً، حيث يلعب هذا الأمر دوراً مهمّاً في جذب المستثمرين والشركاء لزيادة التواصل العلميّ.

وتابعت: الجميع يعتقد أنّ التواصل العلميّ غير مهمٍ لأنّ كلّ مكان له علاقاته العامّة التي تقوم بعمله، بينما هذه الفكرة غير صحيحة، فنحن نحتاج إلى قسم تواصلٍ علميُّ في كلّ وكالةٍ من الوكالات.

وأردفت الدكتورة ماهالتشامي آروجانان: حلمي هو أن يكون لدى جميع الجامعات قسمٌ ينقل رسالة العلماء إلى عامّة الناس ويشجّع العلماء على إجراء المقابلات، لذلك نحن بحاجة إلى الاستثمار في هذا الموضوع... في رأيي، يجب أن يكون لكلّ دولةٍ سياسةٌ وطنيّةٌ خاصّةٌ للتواصل العلميّ.

بدوره سلّط الصحفي العلمي محمد السنباطي رمضان الضوء على رغبة وسائل الإعلام المختلفة بتغطية أخبار فيروس كورونا منوّهاً إلى أنّ تغطية الأخبار السياسيّة والاقتصاديّة تختلف عن تغطية الأخبار العلميّة، حيث قال: عندما يتعلّق الأمر بالعلم، لا ينجح الصحفيّون في تغطية الأخبار.

وأضاف رمضان: تُعتبر وسائل الإعلام لاعباً رئيسيّاً في نقل أخبار فيروس كورونا، ونحن بحاجة إلى توسيع قدرة الإعلام على تغطية الأخبار العلميّة، كما يجب علينا أيضاً رعاية المراسلين العلميّين وتحفيز العلماء للتواصل مع عامّة الناس.

وعن كثرة انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات في الآونة الأخيرة قال محمد السنباطي رمضان: في كثيرٍ من دول الشرق الأوسط، لا تتحقّق وسائل الإعلام من الأخبار قبل نشرها؛ هذا النقص في الاهتمام بصحّة المحتوى يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة، في حين أنّ مهمّة وسائل الإعلام هي التحقّق من صحّة الأخبار.

وفي إشارةٍ منه إلى دور الناس في الترويج للأخبار المغلوطة قال رمضان: الناس العاديّون ليسوا مجرّد مستهلكين للمعلومات، بل أيضاً يلعبون دوراً مهمّاً في إعادة نشر وصناعة المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي. في الوضع الحالي، ليست كلّ الأخبار الموجودة صحيحة، فهناك الكثير من المعلومات على الفيسبوك والواتس اب وكذلك في الصحف والتلفزيون.

وأردف: اليوم يتمّ نشر أيّ معلومةٍ عن فيروس كورونا سواء كانت صحيحة أو خاطئة، كما أنّ الشبكات الاجتماعيّة تسمح للأشخاص بنشر آرائهم دون أساسٍ علميّ، في حين أنّ هذه الشبكات ليست مصادر إخباريّة وليست مصمّمة لنشر هكذا معلومات.

وتأكيداً على أهميّة التوعية الإعلاميّة قال الصحفي العلميّ محمد السنباطي رمضان: إنّ المعرفة الإعلاميّة تسمح للناس بتحديد المعلومات الصحيحة والخاطئة، وتمنحهم القدرة في الحكم على صحّة الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام.

وتابع: يجب أن نعلّم الناس على التأكّد من صحّة الأخبار قبل نشرها، وإذا كانت هذه الأخبار خاطئة فعليهم الامتناع عن تداولها حتّى لا تتفشّى المعلومات الكاذبة في المجتمع.

واختتم السنباطي رمضان كلمته قائلاً: لمنع انتشار الأخبار الكاذبة، نحن نحتاج إلى تعاون العلماء والصحفييّن وواضعي السياسات والمسؤولين في هذا المجال وعامّة الناس.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجلسة الافتراضيّة تندرج في إطار "برنامج تبادل الخبرات العلميّة والتكنولوجيّة (STEP) في البلدان الإسلاميّة" الذي تنظّمه مؤسّسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بهدف توسيع التعاون العلميّ بين العلماء المسلمين، وتوفير منصّةً خاصّة للمناقشات العميقة حول العلوم والتكنولوجيا وتبادل الخبرات الاستراتيجيّة مع الدول الأعضاء في منظّمة التعاون الإسلاميّ.

رایکم
آخرالاخبار