۵۹۲مشاهدات
وأشار حمدي الى أن ما كان يفعله النظام السعودي تحت الطاولة، بات اليوم يقوم به بشكل واضح وسافر أمام شعبه وأمام الرأي العام العربي. لذلك فإن هذه الخطوة التي أقدم عليها النظام السعودي هي نتاج طبيعي لكل تلك المقدمات.
رمز الخبر: ۴۸۰۵۹
تأريخ النشر: 26 November 2020

أثارت الأنباء التي تداولتها الصحافة الإسرائيلية حول زيارة رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو الى السعودية ولقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ردود فعل واسعة في الساحة التونسية. فقد شجب ناشطون تونسيون هذه الزيارة واعتبروها خيانة للقضية الفلسطينية وللمقدسات الإسلامية وطعنة غدر جديدة تضاف الى مؤامرات بعض دول المنطقة بحق الفلسطينيين وحقوقهم.

ويبدو ان قطار التطبيع الذي انطلق مؤخرًا لن ينتهي حتى مع مغادرة ترامب البيت الأبيض باعتبار أن التطبيع مرتبط بالأساس بتحالف أميركي صهيوني مع بعض دول المنطقة. في هذا السياق، اعتبر صلاح الداودي منسق شبكة باب المغاربة في حديث لموقع "العهد" ان "زيارة نتنياهو هي تتمة لتفاهمات سرّية مشتركة بين واشنطن وبين السعودية و"تل ابيب" فيما يتعلق بملف التطبيع من جهة وملف المنطقة والنووي الإيراني من جهة أخرى" موضحًا أن "انعقاد هذا الاجتماع في مدينة نيوم على مقربة من الخط الذي يعتزم في المستقبل أن يكون واجهة لمشاريع مشتركة وعلى مقربة من فلسطين المحتلة، هو رسالة يريدون القول من خلالها ان المشروع الأميركي الصهيوني السعودي متواصل في هذا الصدد، وان السعودية ستكون طرفًا فعليًا في صياغة أي موقف من الملف النووي الإيراني وملف محور المقاومة بشكل عام".

وعما اذا كانت السعودية ستسير نحو التطبيع الصهيوني الرسمي، أجاب "من المؤكد أنها ستسير الى التطبيع بشكل أو بآخر، لأن الأبواب التي يعتمد عليها الكيان فيما يتعلق باتفاقيات أوسلو يبدو أنها سدت نهائيا وممارسة بن سلمان تسير في هذا الاتجاه وثمة التزام أعلنه الأميركيون بموضوع المستوطنات والقدس".

من جهته، اعتبر النائب السابق في البرلمان التونسي والناشط السياسي هشام الحاجي في حديث لموقع "العهد" الاخباري أن "السعودية تؤكد من خلال زيارة رئيس الوزراء الصهيوني واللقاء السري الذي تمّ في مدينة نيوم مع بن سلمان، استمرارها في نهج التطبيع الذي سارت عليه منذ سنوات"، مضيفًا "لم تكن هناك أية خطوة تطبيعية في المنطقة الا وكانت الرياض حاضرة فيها، كانت حاضرة في اتفاق البحرين والسودان وحتى في اتفاقيات كامب ديفيد".

وتابع "الآن هذا اللقاء جاء ليخرج السعودية ويعلن تقدمها مشهد التطبيع الذي يحدث في المنطقة بشكل علني، وتُقدم الرياض من خلاله رسالة الى الإدارة الأميركية القادمة بأنها مستمرة في هذا النهج وانها ستتقدم خطوات أخرى باتجاه ان تكون هي طرفًا علنيًا وليس مختبئًا خلف أطراف أخرى".

من جانبه أكد أمين عام حزب "التيار الشعبي" زهير حمدي في حديثه لـ"العهد" أن "النظام السعودي هو رأس حربة في التطبيع كعادته باعتباره هو النظام الأكثر ارتباطًا بالمشروع الصهيوني والامبريالي في المنطقة منذ نشأته"، معتبرًا أن "الأنظمة الخليجية ما هي إلا أدوات بيد النظام السعودي، وتاريخيًا هو أكثر الأنظمة العربية التي مهدت وتعاملت ومكّنت الصهيونية و"اسرائيل" أكثر من أي نظام عربي آخر. وهذا كان يحدث تحت الطاولة في مرحلة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات لأن ميزان القوى كان مختلًا ضد هذا النظام وكان مشروع حركة التحرر العربي في أوجه".

وبحسب حمدي فإن "النظام السعودي تآمر ضد المقاومة في لبنان سنة 1982، ودفع مصر وورطها في اتجاه توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتآمر على اسقاط العراق وتدمير سوريا وإسقاط ليبيا.. كل هذه المهمات التي أنجزها كانت لتهيئة المسرح لينفرد ويقود هذه الرحلة مع بقية الأنظمة الخليجية".

وأشار حمدي الى أن ما كان يفعله النظام السعودي تحت الطاولة، بات اليوم يقوم به بشكل واضح وسافر أمام شعبه وأمام الرأي العام العربي. لذلك فإن هذه الخطوة التي أقدم عليها النظام السعودي هي نتاج طبيعي لكل تلك المقدمات.

وأضاف حمدي "نعتبر أن هناك الكثير في جعبة النظام السعودي للقيام به في المرحلة القادمة لأن الآن هناك شبه تطابق تام بين الصهيونية وهذا النظام في استراتيجيتهما لأن هدف النظام السعودي هو ضمان بقائه في الحكم وتفكيك وإنهاء قضية فلسطين وكل تبعاتها التي تزعجه وهذا لن يتأتى إلا بتحالفه العضوي والموضوعي مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية".

المصدر: العهد

رایکم