۷۰۵مشاهدات
فارس الصرفندي
رمز الخبر: ۴۷۶۸۰
تأريخ النشر: 01 November 2020

نتائج الاستطلاعات في داخل الكيان الاسرائيلي في الايام الاخيرة بدت غريبة ومقلقة للبعض ، لكن بعض المتبحرين في الشأن الإسرائيلي لم يتفاجأوا من النتائج لأنهم كانوا قد قرأوا المشهد من حالة الالتفاف التي استمرت حول نتنياهو من قبل اليمين الإسرائيلي رغم ملفات الفساد التي تحيط به من كل جانب ورغم قناعتهم بأنه مراوغ وكاذب الا انهم ظلوا يلتفون حوله ويساندونه ويمنحونه الثقة.

وحتى لا نبتعد كثيرا عن المشهد ، نتائج الاستطلاعات الاخيرة اظهرت تقدما لحزب نفتالي بينت على حساب الليكود والاحزاب اليمينة الأخرى ، بينت الذي كان حزبه يتارجح بين الحصول على نسبة الحسم وبين مغادرة الحلبة السياسية الإسرائيلية قبل عام ونيف حصل في آخر استطلاعات للراي على ٢٢ مقعدا في الكنيست مقابل ٢٦ لليكود ليصبح الحزب الثاني في الكنيست ، وحتى بينت ذاته في اخر استطلاع للرأي تقدم على نتنياهو فيمن يصلح ان يكون رئيسا للحكومة.

اذا ما الذي يحدث في تل ابيب ولماذا لا يكون الخيار في اثر نتنياهو جنرالا مثل بيني جانتس او جابي اشيكنازي لماذا نفتالي بينت السياسي الغر الذي كان قبل عقد من الزمان يعمل في مكتب نتنياهو، الاجابة مقعدة لكن يمكن اختصارها بكلمات معدودة (ازمة نظام سياسي ) .

اولا يجب ان نكون على يقين ان المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو اليمين ولن يعود يوما نحو الوسط او اليسار والدليل ان حزبا تاريخيا مثل حزب العمل لن يصل الى نسبة الحسم وفق اخر استطلاعات وسيندثر ، الأمر الاخر ان اليمين يبحث عن شخصية( شعبوية) ولا يبحث عن النخب وهذا ما ادركه نتنياهو وعمل عليه على مدار السنوات الماضية وفكرة (الشعبوية ) تقوم على الخطاب الذي يرضي الشارع ويحقق طموحه حتى ولو كان مستحيلا.

نفتالي بينت كان الأذكى من بين السياسيين الاسرائيليين وقرأ اليمين بشكل معمق ودرس خطاب نتنياهو وخرج بخطاب يفوق نتنياهو يمنية ويرضي اليمين الاسرائيلي ولذلك فارتفاع أسهمه جاءت على حساب الليكود والاحزاب اليمينية الاخرى.

اذا هل ممكن ان نرى نفتالي بينت رئيسا للحكومة الإسرائيلية خلفا لنتيناهو؟ لا يوجد في كيان الاحتلال ماهو مستبعد الا إذا استطاع نتنياهو ان يورث الليكود لشخصية (شعبوية ) وقادرة ان تقدم نفسها على انها حامية اليمين وانجازاته وقادرة على اقناع الجمهور اليميني انها ستحقق له اكثر مما حقق نتنياهو سواء على مستوى التوسع والضم أو على المستوى الأقتصادي.

اما فيما يتعلق بالعرب واقامة العلاقات الطبيعية معهم فهذا الأمر لا يعني الجمهور اليميني والدليل ان ثلاثة دول عربية جاءت مطبعة مع نتنياهو ولم يتقدم في استطلاعات الرأي بل تراجع ، نفتالي بينت خاطب الجمهور الإسرائيلي بلغة يحبها ويفهمها ، هاجم نتنياهو بوصفه لم يستطع ان يواجهة جائحة كورونا - رغم انه يعلم بانه لو كان مكان نتنياهو لكان اسوء - والقى بقنابل مدوية حتى وهو في المعارضة اعلن تاييد الضم الكامل للضفة الغربية واقنع المستوطنين انه رجلهم في اي مرحلة مقبلة.

البعض يحاول ان يمني النفس بأن نفتالي بينت المتطرف لن يكون يوما رئيسا للحكومة الإسرائيلية، لكني اعتقد ان لم يصل الرجل الى رئاسة الحكومة في العامين المقبلين فانه في الاعوام الخمس المقبلة سيكون على راس الحكومة الإسرائيلية.

العالم

رایکم
آخرالاخبار