۷۰۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۷۳۳۴
تأريخ النشر: 03 October 2020

جاء في الخبر، ان مجمع الفقه الإسلامي في السودان أفتى بعدم جواز التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في كل المجالات.

مجمع الفقه الإسلامي في السودان هو (هيئة حكومية تضم عددا من علماء المسلمين من المذاهب كافة، يعينهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك)، وقد أصدر بيانا أمس الاربعاء نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جاء فيه "إن أعضاء مجمع الفقه الإسلامي أفتوا بالاجماع بعدم جواز التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في كل المجالات".

وبذلك فقد انضم مجمع الفقه الإسلامي في السودان الى قائمة تيار الرفض للتوجهات الحكومية نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، حيث جاءت الفتوى السودانية وسط ضغوط تمارسها الإدارة الأميركية على الخرطوم من أجل انضمام السودان إلى اتفاقيات التطبيع مقابل حذف اسم الخرطوم من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، كما جاءت غداة سعي رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان الذي سعى منذ فبراير/ شباط الماضي، إلى المضي قدما في خطوات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بعد لقائه برئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بدفع من الولايات المتحدة والإمارات، بينما تتحفظ الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك على خطوة البرهان، وتجد معارضة شبه كلية من تحالف الحرية والتغيير الحاكم.

لم تقصر محاولات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي على البرهان فقد زعم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" زعم في مخاطبة جماهيرية، بأن عدداً من مشايخ الدين الإسلامي قد أجازوا لهم التطبيع مع "إسرائيل"، فجاء رد مجمع الفقه الاسلامي صاعقت حارقا لكل امنيات المطبعين الذين اغرتهم الامارات او ارهبتهم سياسة البيت الابيض.

السودان يمن على الولايات المتحدة وليس العكس

كما ذكر أبو القاسم إمام "رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية"، أن تفويت عرض التطبيع الاميركي يعني بقاء البلاد في عزلتها الدولية والسياسية والاقتصادية، وطالب مجلس الأمن والدفاع بعقد اجتماع طارئ لإجازة العرض الأميركي، حيث توحي الولايات المتحدة للسودانيين بانها متفضلة عليهم وتمن بكسر عزلة بلدهم الدولية والسياسية والاقتصادية اذا ما طبعت مع الاحتلال الصهيوني، في وقت ان الشعب السوداني هو الذي يمن على اميركا التي في ذمتها استحقاقات مالية للسودن بعشرات المليارات من الدولارات.

فقد كشفت مراجعات مالية وإدارية أجرتها سلطة الطيران المدني السوداني، أن الولايات المتحدة تدين للسودان بمبلغ 59 مليار دولار ثمن استغلال خدمات الملاحة الجوية في المجال السوداني من قبل الخطوط والشركات الأمريكية، على مدى 27 عاما، وقال مدير الطيران المدني إبراهيم عدلان إن الولايات المتحدة لم تدفع أي مطالبات منذ الأول من مارس 1993 حتى تاريخ اليوم، ما أدى إلى تضاعف المطالبات حتى وصلت إلى 59 مليار دولار عبارة عن أصول وفوائد.

انقسام الاحزاب السودانية حول موضوع التطبيع

ومنذ اللقاء الذي عبد الفتاح البرهان برئيس بـ"نتنياهو" في فبراير/شباط الماضي، في مدينة عنتيبي الأوغندية، انقسمت الأحزاب السودانية والرأي العام بنسبة ما، حول موضوع التطبيع، لا سيما داخل تحالف "الحرية والتغيير"، إذ تتبنى 5 أحزاب رئيسة داخل التحالف موقفاً رافضاً للتطبيع، من حيث المبدأ أولاً، وهي "الأمة القومي" و"الشيوعي" و"البعث العربي الاشتراكي" و"الناصري" و"البعث السوداني". كما ترفض هذه الأحزاب تدخّل عسكر السلطة الانتقالية، وتغولهم على واحد من مواضيع السياسة الخارجية، التي هي من صميم مهام واختصاصات السلطة التنفيذية، مُمثلة في مجلس الوزراء المدني. وترى بعض الأحزاب أن فكرة التطبيع مجرد محاولة لتقوية المكون العسكري على حساب المكون المدني.

في موازاة ذلك، عقدت ثلاثة أحزاب سودانية، هي حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، وحركة تحرير السودان الثورة الثانية، وجبهة الشرق، مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه تأييدها لمسار التطبيع مع "إسرائيل" والقبول بالعرض الأميركي، الذي يتضمن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، اذافة الى مزاعم مساندة أميركا للسودان بإعفائه من ديونه في نادي باريس، وتقديم معونات مالية واستثمارية وإنسانية، مقابل الانضمام إلى اتفاقية التسوية المذلة بين الإمارات والبحرين من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى.

رفض شعبي وحزبي للتطبيع

لم تكن الفتوى الدينية لمجمع الفقه الإسلامي بعدم جواز التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، وليدة اليوم فهي ثمرة امتداد عريض للرفض الشعبي الواسع الذي لم يقتصر على السودان فحسب بل امتد سلطانه في كافة الساحات العربية والاسلامية الرافضة للتطبيع ومنها ساحة السودان الذي لايختلف شكلا ومضمونا عن حاله عند كافة شعوب الدول العربية والاسلامية الرافضة أساسا للوجود غير الشرعي للغدة السرطانية "اسرائيل".

تجلى الرفض السوداني الشعبي والسياسي المعارض "جملة وتفصيلا وبكافة اشكاله" للتطبيع مع هذا الكيان اللقيط، تجلّى في الايام الاخيرة، برفض واسع قاطع للتطبيع مع تصاعد كافة المواقف الرافضة للاحتلال الإسرائيلي وكان اخرها رفض 5 أحزاب رئيسة داخل تحالف الحرية والتغيير للتطبيع، اضف الى ذلك تأكيد رئيس الوزراء حمدوك في وقت سابق، أنّ التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي يحمل إشكالات متعددة ويحتاج نقاشا مجتمعيا عميقا.

وفيما قال زعيم الحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، إن واحدة من شيم الشعب السوداني هي وقوفه ضد ظلم وقهر الشعوب الأخرى بشكل عام، ويتضامن معها ويعمل على أساس أن ذلك القهر ضده هو أيضاً. وبين أن محاولات التطبيع الأخيرة كشفت عن سلب الإرادة السياسية، وفرض الإملاءات على البلاد، مفنداً الاعتقاد لدى البعض بأن حل المشاكل السودانية يأتي بالتطبيع مع "إسرائيل"، أو الحل لها في الخارج عموماً، مؤكداً أن المخرج من كل الأزمات موجود في الداخل، وعبر الشعب السوداني، شدد زعيم حزب الامة القومي، الصادق المهدي، على ان الكيان الصهيوني هو كيان مغتصب يجب محاربته وعدم التطبيع معه.

رایکم
آخرالاخبار