۳۹۵مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۸۶۴
تأريخ النشر: 31 August 2020

تحول مؤتمر الحزب الجمهوري الذي رشح الرئيس دونالد ترامب لخوض الانتخابات الرئاسية امام منافسه الديمقراطي جو بايدن والكلمات التي القيت خلاله الى مادة للتندر في الصحافة الامريكية والغربية بشكل عام الذي وصفته بانه كان إستعراضا لتلفزيون الواقع بطله ترامب.

صحيفة الاندبندنت نشرت مقالا كتبه باتريك كوبرن قال فيه أن الخطابات السياسية التي القيت خلال الأيام القليلة الماضية في المؤتمر وتبجيل الزعيم، الذي أظهره المشاركون في المؤتمر، ذكّره بمؤتمرات حزب البعث في العراق التي كانت تمجد الدكتاتور صدام حسين وتعتبره القائد المنقذ.

وعلى طريقة مؤتمرات صدام، يقول كوبرن، تنافس الخُطّاب في كيل المديح لترامب، محولين فشله الذريع إلى انتصارات عظيمة، وتجاهلوا بالجملة تعامل ترامب الكارثي مع أزمة فيروس كورونا، الذي أودى بحياة اكثر من 180 ألف أمريكي، واصابة اكثر من 6 ملايين امريكي، كما فعل صدام قبل 30 عاما، عندما تحدث أمام الشعب العراقي، واصفا هزيمته النكرء في الكويت بانها "أم المعارك"، وانتصار عراقي عظيم.

اللافت ان امريكا التي تعصف بها كورونا، والاضطرابات العنصرية، والبطالة والازمة الاقتصادية، وتضرب الاعاصير سواحلها الجنوبية، وتتعرض علاقاتها الخارجية لاكبر انتكاسة في تاريخ امريكا المعاصر، بعد ان ادار اقرب حلفاء امريكا ظهرهم لها، وباتت تعيش في عزلة عن العالم، كما ظهر ذلك جليا في مجلس الامن مؤخرا على خلفية الاتفاق النووي مع ايران، امريكا هذه، المنقسمة سياسيا واجتماعيا، بالعرض وبالطول، يخرج على شعبها نائب ترامب، مايك بنس، ليقول لهم بنبرة، تذكرنا بنبرة رفاق صدام، وكأن غيرهم لا يرون ولا يسمعون، حيث قال بالحرف الواحد:"الحقيقة المُرّة أنكم لن تكونوا آمنين في أمريكا يحكمها جو بايدن".

كان ترامب ذكيا في جانب واحد فقط في رئاسته، هذا الجانب هو انه جمع اشخاصا حوله يشتركون معه في شخصيته رغم شذوذها ، مثل بنس وبومبيو و..، فالاول لا يرى مستقبل لامريكا دون ترامبـ، بينما الثاني لا يرى أمنا للعائلة الامريكية دون ترامب، بينما هذا الزعيم "الملهم" و "المنقذ" ما زال يُحمّل قوى خفية في الداخل والخارج كل فشله واخفاقاته، فعندما يتحدث عن فيروس كورونا يقول بلغة لا يشوبها اي تردد:"عندما انتشر الفيروس الصيني!! في بلادنا حشدنا له أكبر الحشود الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية!!"، بينا احصائيات منظمة الصحة العالمية تؤكد ان امريكا من اكثر دول العالم عجوا في مواجهة وباء كورونا.

معالجة ترامب للمشاكل والازمات التي يواجهها على طريقة الدكتاتور صدام حسين، لن تغير من الواقع شيئا، فهذا الواقع سيحيط به عاجلا ام اجلا كما احاط بصدام، فإنكار كارثة كورونا، وانكار نمو الجماعات العنصرية في المجتمع الامريكي كالسرطان ورفع شعارت النازية في شوارع امريكا ، وإنكارالاحتجاجات التي تجتاح المدن،، وإنكار عنصرية الشرطة، وإنكار الانتكاسة الاقتصادية، وإنكار تزايد عدد العاطلين، وإنكار عزلة امريكا في العالم، و..، لن تغير الواقع ولن تجعل من كل هذه الكوارث "ام المعارك".

لو كانت امريكا كما تزعم، انها تتربع على عرش الديمقراطيات في العالم، لما شهدنا حفلة الكذب والنفاق والتزييف التي اقامها ترامب وعلى الملأ ، ولما سمحت هذه الديمقراطية لهذا العدد الكبير من المنافقين والكذابين والنفعيين ان يخرجوا ويمتدحوا علنا اخطر رئيس عنصري وفاشل مرعلى البيت الابيض، والاهم من كل هذا وذاك، ما كانت هذه الديمقراطية لتسمح بصعود معتوه مثل ترامب الى حكم البلاد.

رایکم
آخرالاخبار