۳۹۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۸۳۲
تأريخ النشر: 26 August 2020

هاجم الكاتب البحريني عبدالمنعم ابراهيم وهو احد كتاب موقع (أخبار الخليج "الفارسي") "الجريدة اليومية الأولى في البحرين"، وأحد الكتاب المؤدلجين مقابل ثمن، على تسقيط شريحة معينة من الناس دون غيرها، هاجم في مقال له في الموقع المذكور وتحت زاوية "مسافات"، أتباع ال البيت الشيعة الذين خرجوا في مواكب عزاء لاحياء شعائر محرم الحرام وذكرى استشهاد الامام الحسين (سلام الله عليه).

نشر الكاتب المذكور في مقاله كلاما تسقيطيا جارحا بحق اتباع ال البيت، تحت عنوان (الحيوانات تلتزم بالتباعد وقت المرض.. والبشر مستهترون!)، ونود هنا الاشارة الى ان التباعد الاجتماعي مطلوب أجتماعيا في هذا الظرف الذي نعيشه اليوم مع جائحة كورونا واخطارها المهلكة المميتة، وفي كل الاحوال التباعد ورعاية الامور الصحية مطاوبين بين بني البشر ويعمل به غالبية الناس إلا اللمم، وهذا اللمم لا يختص بفئة معينة من الناس دون غيرها.. ولا يختص بديانة معينة ولا بمذهب معين ولا قومية معينة.

يوجد في كل مجتمع من الناس نسبة قد تقل او تكثر من افراده ممن لا يلتزمون بالتباعد، وعلى العموم فان نسبة الذين يلتزمون بالتباعد الاجتماعي في اغلب المجتمعات أعلى من نسبة غير الملتزمين به، لكن نفس هذه النسبة قد تختلف من مجتمع لاخر.. وقد ترى في نفس المجتمع "وجميع افراده من مشرب واحد"، تتفاوت النسبة بينهم من منطقة الى اخرى، بل حتى في البيت الواحد ترى هناك الالتزلم عند غالبية الافراد فيما ترى من يضلع عن الالتزام.

في دائرة اوسع.. في مختلف بلدان العالم لم نسمع يوما اطلاق عبارات رخيصة مدفوعة الثمن سياسيا لتسقيط شريحة معينة من المجتمع وتشبيهها بالمخلوقات غير الانسانية والزعم بان (الحيوان افضل من الانسان)، فلا مجال للمقايسة والمقارنة هنا.. الانسان يبقى انسانا والحيوان هو حيوان باصله وفصله ولن يرقى لمرتبة الانسانية في كل الاحوال الا اذا كان الكاتب اعلاه الذي يطلق هذه التسميات المنحرفة عن الواقع يؤمن بنظرية داروين والعياذ بالله المخالفة للفطرة الانساني التي فطر الله الناس عليها.

الانسان خير خلق الله على الاطلاق ولا يمكن تشبيهه ببقية مخلوقات الله التي هي دونه في سلم الخلقة الالهية.. بتميزه بالعقل عن بقية المخلوقات التي لا تملك عقلا كعقل الانسان، نعم هناك بعض الحيوانات لها مراتب من الذكاء، لكنها في كل الاحوال لن ترقى الى عقل الانسان، قال تعالى ي محكم كتابه المجيد: (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم ردنناه أسفل سافلين الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)

الدوافع..

لم نجد دافعا يدفع مثل هذا الكاتب الطائفي غير الدوافع السياسية التي تتبناها السلطات في هذه المملكة التي قتلت واعتقلت لالاف من اتباع آل البيت في السنوات السابقة وآذت وحاصرت اتباع المواكب الحسينية وضيقت عليهم ومزقت اللافتات الحسينية المعلقة في التكايا والشوارع. في وقت لم تكن "كورونا" موجودة.. انها الطائفية المقيتة المتاصلة في لنفوس الضعيفة الذليلة للبعض ممن يعتبر نفسه تابعا ولو بذلة لمن وظفوه وأعطوه مهمة تسقيط بعض شرائح المجتمع.

الكاتب اعمى الله بصره وبصيرته لن ير بعد المواكب الحسينية (وما اكثرها) التي التزمت بالتباعد الاجتماعي في البحرين والعراق وايران.. لكن البعض فيه مرض.. أبى الا ان يتصيد في المياه العكرة.. لمرض في نفسه.. خبيث..

واقع الامر على العكس من افتراءات الكتاب المسيسين..

لقد داب البحرانيون، ومنذ مئات السنين، على إحياء مراسم عاشوراء الإمام الحسين «ع»، مهما كانت الظروف والأوضاع، فعاشوراء متجذرة في نفوس أهالي البحرين، ولها امتداد من كربلاء، ليس فقط بالشهداء والجرحى والأيتام والمعتقلين والأسيرات، والحاكم الظالم، ومواجهة الحق للجور، بل أيضًا بالنبض الثوري المتجدد في أهلها الذين يبذلون لأجل إحيائها الكثير، إن كان على صعيد الشعب أو على صعيد القوى السياسية.

ومع انتشار جائحة كورونا هذا العام في العالم والبحرين واستغلال النظام لها لمنعه إحياء هذا الموسم بذريعة أن تجمعات المآتم والمواكب ستؤدي إلى تزايد الإصابات، كان المعزون أمام خيارين أحلاهما مر؛ إما إلغاء الموسم وهو في عقيدة البحراني مستحيل الحدوث، وإما إحياؤه بالقدر الذي تسمح به الاحترازات الطبية والتوجيهات الصحية لضمان سلامتهم، وهو ما جرى.

فمع اعتلاء هلال محرم سماء البحرين، انتشرت مواكب الرايات السود في البلدات استقبالًا لليلة الحادي من محرم 1442هـ، وافترش المعزون شوارع البحرين وساحات المآتم الخارجية ضمن الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي ليستمعوا إلى المجالس التي أخذت تبثها المآتم.

وبعد المجالس انطلقت مواكب العزاء لتجوب عشرات البلدات بالتزام تام بالتدابير الصحية، وشعارها «غصبًا على عداك نرفع رايتك»، ليكون شعب البحرين المصداق لحديث رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن لقتل الحُسين حرارة في قلوب المؤمنين؛ لا تبرد أبدًا».

وللطائفيين نقول لهم موتوا بغيضكم..

رایکم