۳۲۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۷۵۳
تأريخ النشر: 22 August 2020

لم تشهد امريكا في تاريخها المعاصر وضعا مأزوما كما تعيشه الان في ظل ادارة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب، فالعنصرية بُعثت من جديد في المجتمع وبشكل اكثر بشاعة ووقاحة، بينما يُضاف كل يوم الى عدد العاطلين الالاف، هذا ويضرب وباء كورونا امريكا كما يضربها الاعصار حيث بلغ عدد المصابين 5 ملايين و608561 إصابة ، فيما بلغ عدد حالات الوفيات 173609 حالة.

اللافت انه رغم كل هذه الكوارث التي حلت بامريكا داخليا، ضرب ترامب بكل العلاقات التي نسجتها الادارات السابقة مع دول العالم، وخاصة مع الدول التي تعتبر تقليديا حليفة مع واشنطن، كالبلدان الاوروبية وكندا وكورويا الجنوبية واليابان، كما ضرب مكانة امريكا في العالم كما لم يضربها اي عدو خارجي، عندما خرج من اغلب المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، حتى وصل الامر بامريكا ان تجد نفسها وحيدة ومعزولة ومنبوذة داخل مجلس الامن، كما حدث مؤخرا عندما ادار العالم ظهره لامريكا حينما حاولت ان تمدد ظلما الحظر التسليحي الذي من المقرر من يُرفع عن الجمهورية الاسلامية في ايرن في شهر اكتوبر- تشرين الاول القادم، وفقا للقرار الدولي 2231، حيث امتنعت كل بريطانيا والمانيا وفرنسا عن تاييد الموقف الامريكي، الذي اعتبر اكبر ضربة توجه لامريكا في تاريخها المعاصر.

يبدو ان يوم حساب ترامب بات قريبا، فقد بدات الاصوات تتعالى حتى داخل الحزب الجمهوري من اجل التخلص منه، عبر التصويت لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي تجري في اوائل شهر تشرين الثاني- نوفمبر، الامر الذي يكشف حجم الكارثة التي انزلها ترامب بالامريكيين خلال السنوات الاربع الماضية.

الانباء تتحدث عن ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، ووزير الخارجية السابق كولن بأول ، ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس ، والسناتور ميت رومني، ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وهم جميعا ينتمون الى الحزب الجمهوري، اعلنوا صراحة انهم سيصوتون لصالح بايدن الديمقراطي، في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد اقل من ثلاثة اشهر.

اخر استطلاعات الراي تتحدث عن فارق بين بايدن وترامب يصل الى 10 نقاط، حيث يتقدم بايدن على ترامب في جميع هذه الاستطلاعات، وهو ما دفع ترامب الى شن هجمات هستيرية على الصحف والفضائيات والمراكز البحثية التي تشرف على هذه الاستطلاعات متهما اياها بانها تُدار من قبل خصومه الديمقراطيين، متجاهلا العدد الكبير من الجمهوريين الذين بدأوا منذ فترة بالهجوم على ترامب داعين الناخبين الى التصويت لصالح خصمه الديمقراطي، الامر الذي لا يمكن لترامب ان يتهمهم بانهم يعملون لصالح الديمقراطيين.

من اكثر الهجمات التي شُنت على ترامب شراسة من قبل الديمقراطيين جاءت من قبل السيدة الأمريكية الأولى سابقا ميشيل أوباما ، في اختتام الليلة الأولى من المؤتمر العام للحزب الديمقراطي يوم الاثنين الماضي، عندما قالت إن ترامب الجمهوري ، أخذ الوقت الكافي ليثبت أن بإمكانه أداء المهمة لكنه لم يكن على قدر المسؤولية، وكلما تطلعنا لهذا البيت الأبيض بحثا عن نوع من القيادة أو السلوى أو أي مظهر من مظاهر الثبات، لا نجد سوى فوضى وانقسام وافتقار كامل ومطلق للتعاطف“، ووصفت ترامب بأنه “الرئيس الخطأ” للولايات المتحدة.

لم يشهد التاريخ الامريكي المعاصر ان ينقلب اعضاء مهمين في اي حزب امريكي على مرشحه في الانتخابات الرئاسية، كما انقلب الجمهوريون على مرشحهم ترامب، وهو ما يؤكد حقيقة ان حظوظ ترامب بالفوز بولاية رئاسية ثانية اصبحت متدنية جدا، وهذا ما دفع المراقبين للمشهد الانتخابي الامريكي للقول ان ترامب بحاجة الى “معجزة” للفوز بتلك الولاية.

رایکم