۷۲۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۶۵۱
تأريخ النشر: 15 August 2020

لا احد متفاجىء بقرار الامارات العربية تطبيع علاقاتها بشكل كامل مع كيان الاحتلال ، والسبب ان قطار التطبيع بين ابوظبي وتل ابيب انطلق منذ اعوام بوتيرة متسارعة وبشكل علني وان لم يحمل صفة رسمية، لكن المفاجأة بالنسبة للجميع جاءت بوقاحة التبرير ورداءة التوقيت .

اما وقاحة التبرير فهي ربط عملية الضم التي يلوح بها نتنياهو تجاه الارض الفلسطينية بتطبيع العلاقات بشكل كامل مع ابو ظبي ، واعلان الاخيرة انها اقدمت على التطبيع بهدف منع الضم الاسرائيلي للارض الفلسطينية وكأن الامارات تضحي بعذريتها لاجل القضية المركزية للعرب والمسلمين ليأتي صوت المغتصب الاسرائيلي من تل ابيب كاشفا كذب الامارات ومؤكدا ان قرار التطبيع لا علاقة له بالقضية الفلسطينية وان مشروع الضم مستمر وان اهم ما انجز في هذه الصفقة ان نتنياهو قال للاسرائيليين انه من الممكن التوصل لاتفاقيات تسوية مع العرب بعيدا عن الفلسطنييين بل حتى لو تم دوس الفلسطينيين فان العرب مستمرون في الانهيار .

اما رداءة التوقيت فان الامارات التي اتفقنا انها طبعت العلاقات والحمل في شهره الاخير جاءها القرار من واشنطن بالتوقيت لهدفين ، الاول تقديم هدية انتخابية لبنيامين نتنياهو الذي يعيش اسوء ايامه في الحكم بين تظاهرات تطالب بتنحيه وقضايا فساد يتدلى منها حبل الاقالة والسجن ، لكن هذه الهدية الاماراتية ستساعده في ان يخوض الانتخابات بيمين موحد خلفه بوصفه من جاء بالعرب راكعين تحت قدميه دون ان يدفع اي استحقاق للفلسطينيين اصحاب القضية . اما بالنسبة لترامب الذي يبدو وضعه الانتخابي قبل ثلاثة اشهر من الاستحقاق الانتخابي في الولايات المتحدة اسوء من نتنياهو ، فوجد بين اكوام الفشل الداخلي والخارجي نجاحا يتشبث به ويلقيه للناخب اليهودي في الولايات المتحدة كي لا يذهب نحو بايدن ، بانه قدم للكيان الاسرائيلي (رأس العرب ) على طبق من ذهب .

عيال زايد كما يبدو اخذو على عاتقهم مجموعة من الامور اولها تصفية القضية الفلسطينية حتى لا يكون للعرب اي ذريعة ليعادوا الاحتلال او هدف يتوحدوا لاجله ، مرحلة ما بعد القضية الفلسطينية ستكون الاكثر رخاء لان دولا اقليمية تناصر القضية الفلسطينية بقوة ستكون في مرمى نيران الحليف الاسرائيلي الجديد والمقصود هنا ايران ، لكن عيال زايد يغفلون ان حليفهم الجديد مرتبك بصراع مع مقاومتين لا دولتين تدعمهما الجمهورية الاسلامية ، فهل له طاقة بمواجهة حقيقية مع ايران؟ حتى اهم عسكرييه يؤكدون ان لا قبل لكيانهم على هذه المواجهة .

الامر الاخر الذي يصر عليه عيال زايد هو تدمير الدول العربية التي ترفض التساوق مع خياناتهم وهذا ما يعملون عليه في اليمن وسوريا ولبنان واي دولة سترفض توجههم ستكون في مرمى الخراب والتدمير ، لكن ما لا يدركه عيال زايد وكبيرهم محمد ان القضية الفلسطينية قوتها وفاعليتها بابنائها ، فاذا رفض الفلسطينييون تطبيعهم فان الطفل الذي ستنجبه العلاقه بين عيال زايد وكيان الاحتلال لن يحظى بالشرعية مهما كبر وتقدم بالعمر وسيبقى يشار اليه بالبنان انه لقيط .

المطلوب اليوم من القيادة الفلسطينية اولا ان تنظر الى الداخل الفلسطيني وتستعيد الوحدة على اسس المواجهة لا المساومة ، وثانيا ان تعيد تحالفاتها الاقليمية بما يخدم القضية الفلسطينية ويعيدها كقضية مركزية ليس للعرب والمسلمين فقط وانما للعالم بوصفها قضية عالمية تتعلق بشعب يرزح تحت نير الاحتلال منذ اكثر من سبعين عاما .

العالم

رایکم