۴۲۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۶۳۰
تأريخ النشر: 12 August 2020

حماس تطلق البالونات، والحكومة الإسرائيلية تقلص نقل البضائع إلى غزة من معبر كرم أبو سالم ، هكذا هي الرواية التي يروج لها الاحتلال الاسرائيلي لتتحول فيما بعد لمبرر لعدوان واسع على قطاع غزة ، لكن أربعة عشر عاماً من الحصار وثلاثة اعتداءات سابقة كفيلة بأن تكشف كل الحيل الاسرائيلية حينما يريدون أن يبرروا عدوانهم

.. البداية باغلاق المعبر التجاري ثم تقليص مساحة الصيد وبعدها قصف لمواقع للمقاومة ثم اختيار صيد ثمين للبدء بالمعركة . هكذا تُقرأ النوايا الاسرائيلية في هذه الأيام وهو بالمناسبة ليس خيار الكل الاسرائيلي ، بمعنى لا يحظى بتأييد واسع من الموساد والشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية على حد سواء ، فلكلٍ حساباته الخاصة ، ولكن بنيامين نتنياهو وحتى بيني غانتس لم يعودا يفكرا بالعقلية الجمعية الاسرائيلية ، فقد باتت المصلحة الشخصية فقط هي التي تقود هذين الرجلين . فنتنياهو تنهار شعبيته يوما بعد يوم وفتح على شىعبه أكثر من بوابة قد يدخل منها لهيب النيران عاجلا أو آجلا وعندما يجد نفسه مأزوماً في الداخل سيفرغ تلك الشحنات على أجساد الأبرياء ، وبما أن لبنان وسوريا منشغلتان بتضميد جراح فتن أشعلتها الأيادي الاسرائيلية فإن قطاع غزة هو الخيار الأنسب بالنسبة لهم لحرف أنظار الداخل الى الوعد المزعوم بتأمين الجنوب لاسيما وأن البالونات الحارقة على قلة حيلتها باتت مزعجة لسكان المستوطنات في غلاف غزة . وما زاد من توتر المستويات السياسية هو عودة الدراسة مطلع الشهر المقبل في طل استمرار البالونات الحرارية ، أما غانتس فهو يريد أن يستعرض عضلاته ليثبت لشعبه أنه الخيار الأكثر صواباً لرئاسة الوزراء ، لذلك يعلو صوت تهديده لغزة ولمقاومتها أكثر من غيره .

عدم تنفيذ تفاهمات كسر الحصار واستمرا تأزم الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وتجاهل العالم له ، وحتى رعاة التفاهمات قد يقود في القريب العاجل لانفجار محتوم على الرغم من أن هناك معلومات تشير الى أن مسؤولين داخل الكيان يحاولون تبرير عدم تنفيذ التفاهمات بسبب واقع الكورونا والتراجع الاقتصادي للدول التي يمكن أن تتبنى المشاريع ، وان الكيان الاسرائيلي لم يتعمد ذلك وأن الخلل هو في الواقع وليس في الرغبة الاسرائيلية ، بل ان إعلامهم العبري ذهب لأبعد من ذلك حينما قال أن "رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين أجرى اتصالات مع كبار المسؤولين في قطر لمعرفة مصير المنحة القطرية ، ومن هنا يبدو أن الكيان الاسرائيلي يريد التأكد أكثر من أن قطر ستستمر في تحويل الأموال خلال الأشهر المقبلة لغزة من عدمه لأن ذلك له اعتبارات عديدة ..

وسواء أكانت تلك نوايا صحيحة أو تضليلية فإن المقاومة الان في غزة تنام وأعينها مفتوحة ، فهي تريد أن تضيع الفرصة على العدو للنيل من صيد ثمين ، فقد يكون هذا الصيد هو من سيفتح المعركة وبالنهاية فالمواطن في غزة لن ينتظر الوعودات الاسرائيلية طويلاً فهو لم يقدم ٣٠٠ شهيد وأكثر من عشرين ألف جريح وقصف وخسائر اقتصادية وتسريح للعمال طيلة عامان من مسيرات كسر الحصار من أجل أن يبقى على قائمة الانتظار ، فحتى اللحظة لم ينفذ شيء من تفاهمات كسر الحصار سوى المنحة القطرية التي تُبقي فقط أنف أهل غزة على سطح الماء ليعيشوا بالنفس الأخير ليس أكثر .

أما مشاريع البنية التحتية والكهرباء والمياه والمصانع والمشاريع الصغيرة وخلق فرص العمل ذهبت كلها أدراج الرياح ، ولهذا فأهل غزة قرروا أن يعودوا بنضالهم للواجهة من جديد ليذكروا العالم أن في مساحةٍ لا تتجاوز ٣٦٥ كم٢ هناك اثني مليون مواطن لن يقبلوا أن يموتوا بعيدا عن الكرة الأرضية ، فعلى الجميع أن يشعر بألمهم ومن لا يراهم سيجد نفسه مضطرا لرؤيتهم حينما يزعجوا عدوهم ، وهذه هي المعادلة التي ثبتتها غزة ولن تقبل أن تعود خطوة للوراء .

العالم

رایکم