۴۵۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۵۰۲
تأريخ النشر: 01 August 2020

منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران قبل اكثر من اربعة عقود، برزت سياسة الحظر التي بدأتها الولايات المتحدة ضد طهران وجرت اليها عددا من دول العالم لاسيما الاوروبية. لكن بعد اكثر من اربعين عاما، يبدو ان على واشنطن وحلفائها في نهج الحظر مراجعة هذه الفكرة، لاسباب عديدة يكمن استخلاصها من خطاب قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي بمناسبة عيد الاضحى المبارك.

لخص اية الله خامنئي مشروع الحظر الاميركي ضد ايران بثلاث خطوات متعاقبة. اضعاف ثقة الشعب بنفسه ودفعه للياس، والوقوف في وجه حكومته ونظام الجمهورية الاسلامية، ما يؤدي الى منع ايران من انجاز اي تقدم عسكري او صناعي او زراعي او تكنولوجي، وصولا الى مرحلة انهيار الاقتصاد الايراني ومعه انهيار سياسي ومؤسساتي. وهذا التسلسل يؤدي في نهاية الامر الى فرض الشروط التي تريدها الادارة الاميركية وغيرها مقابل ما سيسمى لاحقا بعملية انقاذ ايران.

بداية من تأليب المجتمع الايراني ضد الحكومة

السيناريو: دائما ما كانت الادارات الاميركية تحرص على تحريض الايرانيين ضد حكومتهم. ومنذ مجيء دونالد ترامب اصبح الامر اكثر وضوحا ومباشرا اكثر من قبل. لطالما تبجح مستشار الامن القومي الاميركي السابق جون بولتون بنظرية اسقاط النظام في ايران. ولطالما وعد بالاحتفال في طهران بعد اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية. ولم تترك واشنطن مناسبة لتضخيم التظاهرات التي شهدتها ايران احتجاجا على ارتفاع اسعار السلع. فكان تصوير هذه الاحتجاجات على انها بداية سقوط النظام.

النتيجة: لكن بعد سنوات من الضغط والتحريض والتضخيم الاعلامي وتشويه الحقائق واظهار الرفض الواسع للحكومة في ايران، وصلت الادارة الاميركية لتعيش ما كانت تروجه ضد ايران، واصبح ترامب هو من يواجه رفضا واسعا ولم يعد قادرا على معالجة انفجار العنصرية في بلاده، وفشل في مواجهة فيروس كورونا، وشعبيته تتراجع بشكل يومي.

المرحلة الثانية.. منع تقدم ايران

السيناريو: في خط متواز مع الحظر وتحريض الشعب الايراني ضد حكومته، كان العمل على قطع سبل تقدم ايران على كافة الصعد. مارست الولايات المتحدة سياسة الابتزاز والتهديد والترهيب لاجبار دول عديدة على وقف تعاملها مع ايران. ومنعت وصول مواد اولية وضرورية لاسيما طبية الى الشعب الايراني. واعلنت ادارة ترامب علنا انها ستفرض اقسى انواع الحظر في التاريخ على ايران. وهذا ما حصل.

النتيجة: حققت ايران انجازات لا يمكن اغفالها على المستوى العسكري، اضافة الى نجاحها بارسال قمر صناعي الى الفضاء. كما انها حققت انجازات كبيرة في المجال العلمي والطبي، والارقام تتحدث. في المقابل ادارة ترامب تعاني الامرين في مواجهة كورونا، حيث يموت اميركي كل دقيقة بحسب اخر الارقام، بسبب كورونا. هذا بفعل اقتطاع ترامب المليارات من ميزانيات المؤسسات العلمية والطبية لصالح التسليح.

المرحلة الاخيرة.. الانهيار الاقتصادي

السيناريو: كانت سياسة واشنطن تهدف اخر المطاف الى وصول ايران لمرحلة الانهيار الاقتصادي، بمعنى ان تصبح الحكومة الايرانية عاجزة عن تامين المواد الغذائية لثمانين مليون ايراني. وبالتالي تصبح اللحظة مناسبة للتدخل بعناوين مختلفة منها انقاذ ايران، وتغيير سلوك ايران وفق شروط تضعها الادارة الاميركية وفقا لمصالحها وبطبيعة الحال مصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي. (ولا يخرج من سياق هذه الشروط تسليم مقدرات ايران لواشنطن، وانهاء اي قدرة عسكرية وصلتها طهران)

النتيجة: يمكن اجراء مقارنة بسيطة وسهلة في هذا السياق. في ظل كورونا، وفي وقت كان الاميركيون يتقاتلون داخل اروقة المتاجر للحصول على المناديل الورقية، كانت المناديل تملأ المتاجر. وفي وقت فقد عشرات الملايين من الاميركيين القدرة على اطعام انفسهم وعائلاتهم، ما زالت المواد الغذائية الضرورية متواجدة في السوق الايراني.

لا احد يستطيع انكار صعوبة الوضع، ولا احد يستطيع اغفال اثر الحظر طوال اربعين عاما او اكثر، لكن لا احد يستطيع انكار ان ايران لم تسقط امام الحظر، ولو كان الحظر مجديا كما تقول واشنطن ومن يروج لحظرها، لكانت ايران انهارت في السنوات الاولى من هذا الحظر. (وهو ما سيحصل مع اي من الدول التي تحرض ضد طهران ليلا نهارا)، ولا يمكن لاحد اغفال ان ايران انتقلت منذ وقت طويل من مرحلة تلقي صدمات الحظر الى مرحلة الانتاج وتحقيق الانجازات (علميا وتكنولوجيا وعسكريا واقتصاديا). واذا كان الحظر فشل في السابق في ايصال ايران الى المرحلة التي ارادها الاميركيون وغيرهم، فالمسار الطبيعي والمعطيات على الارض تقول ان هذا الحظر لن ينجح الان بعد ان خرجت ايران من تلقي الصدمات ودخلت مرحلة المبادرة، وبطبيعة الحال لن ينجح في المستقبل.

العالم

رایکم