۵۵۵مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۳۳۵
تأريخ النشر: 19 July 2020

لا يمكن وضع الاندفاعة السعودية نحو الكيان الاسرائيلي في خانة التطبيع مع هذا الكيان، فالسعودية تجاوزت بكثير حتى العلاقات التي تربط مصر والاردن، الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تربطهما علاقات رسمية مع الكيان الاسرائيلي.

فالمراقب لا يجد في اي وسيلة اعلامية ولا لدى اي اعلامي مصري و اردني ، ولا حتى في الجيوش الالكترونية المحسوبة على هذين البلدين، ما يجده في الخطاب الاعلامي السعودي، الذي تجاوز دعم الصهاينة بالمطلق الى الاساءة التي وصلت الى الشتم والسب ضد الشعب الفلسطيني باكمله وانكار قضيته وحتى مقدساته، التي هي مقدسات كل العرب والمسلمين.

من ناقلة القول التذكير بان كل السعوديين المنخرطين في مهمة الدفاع عن الكيان الاسرائيلي والتهجم على الفلسطينيين، تحت عناوين "اعلامي" و "صحفي" و"كاتب" و"ناشط" و"مدون" ليسوا سوى دمى يحركها ابن سلمان ولا يتحركون فيما يروجون له في مساحة الحرية التي تفضل عليهم بها ابن سلمان، فالعالم اجمع يعرف ان اغلب من يقبع في السجون السعودية ويتعرضون للتعذيب ومنهم من مات في السجن، كانت جريرتهم تغريدة يتيمة او تصريح مقتضب او موقف شُم منه عديم تاييد لسياسة ابن سلمان.

لا تجد بين المصريين والاردنيين الذين يؤيدون اتفاقيات "السلام" التي تربط بلديها بالكيان الاسرائيلي من ينكر القضية الفلسطينية، او من ينكر وجود شعب فلسطيني في ارض فلسطين، و من ينكر وجود المسجد الاقصى، او من لايجد اي فرق بين المسجد الموجود في شارعه او محلته وبين المسجد الاقصى، ولا تجد من يقول ان القضية الفلسطينية عبارة عن "مومس" او ان الفلسطينيين مجموعة من الشحاذين واللصوص او ..، فكل هذه المواقف واخطر منها قالته تلك الدمى التي يحركها ابن سلمان، لذا لا يمكن ان نضع ما يقولونه في خانة التطبيع، فالتطبيع الذي برره بعض المصريين والاردنيين لبلديهما مع الكيان الاسرائيلي كان يدور حول تحسين الاوضاع الاقتصادية للشعبين المصري والاردني، الا ان هذا التبرير لم يكن صائبا، فاوضاع الشعبين المصري والاردني الاقتصادية ساءت بعد اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة.

اليوم لا ندري بماذا يبرر السعوديون او دمى ابن سلمان اندفاعتهم في الهجوم على كل شيء، اسلامي وعربي وفلسطيني، عدا الكيان الاسرائيلي، الذي تحول الى حليف وصديق، من دون ان يكون هناك من عدو يتهدد السعوديين غير الصهاينة انفسهم؟.

آخر المواقف السعودية التي تتجاوز كل حدود التطبيع الى تقديم الخدمة المجانية للصهاينة، كان موقف ما تعرف بـ"الناشطة" سعاد الشمري، التي أجرت مقابلة مع قناة "كان" "الإسرائيلية" تمنت خلالها أن يبدأ التعاون بين بلدها و"إسرائيل" في كافة المجالات "اليوم قبل بكرة" ، وكأنها تريد ان توحي انه لا يوجد الان مثل هذا التعاون السياسي والعسكري والامني والاقتصادي والاجتماعي.

وزادت الشمري "نكهة سعودية" باتت معروفة لدى المراقبين، على تصريحاتها في تلك المقابلة، حيث قالت ان"إسرائيل مش عدوتنا، إيران مثلا عدوتنا"، وكما حاولت رفع معنويات الثنائي"السعودي الاسرائيلي" في اختلاق انتصارات وهمية على ايران ، عندما رحبت بحدوث حرائق في بعض المنشآت الإيرانية، وخاصة لو كان خلفها "ناس حلوين"، في إشارة الى الصهاينة!

تصريحات الشمري لم تعد تجد ذلك الصدى في وسائل الاعلام "الاسرائيلية" كما في السابق على عكس ما اشيع، بعد ان اصبحت هذه التصريحات والمواقف وحتى الزيارات التي يقوم بها هؤلاء الدمى السلمانية الى فلسطين مملة ومتكررة ورخيصة، ولا تفضح الا اصحابها ومشغلهم الذي لا يرى له اي مستقبل في حكم السعودية الا اذا باعها مجانا للسيدين الامريكي و"الاسرائيلي".

رایکم
آخرالاخبار