۸۸۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۰۹۶
تأريخ النشر: 04 July 2020

بعد ان شاهد الشارع الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب وصالح العاروري في مؤتمر صحفي يتحدثان عن مرحلة جديدة عنوانها مواجهة مخطط الضم الذي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لتنفيذه في الضفة الغربية والاغوار ، ورغم الحديث المتفائل من الطرفين عن مرحلة جديدة تبتعد عن الصراع على سلطة وهمية الا أن الكثير من الفلسطينيين تعاطوا بالتشكيك حول قدرة الطرفين على تجاوز المرحلة السابقة .

وفي محاولة لفهم ما حدث فإن اللواء جبريل الرجوب احد ابرز قادة فتح ومن الأسماء المرشحة في معركة الخلافة ، عمل خلال الأيام الماضية بشكل حثيث لاقناع قادة حركة حماس بالخروج معه في مؤتمر صحفي عنوانه فقط مواجهة الضم والمخطط الإسرائيلي وصفقة ترامب .

حركة حماس وتحديدا نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري التقطوا المبادرة وذهبوا اليها مسرعين رغم قناعتهم أن هذا المؤتمر لن يغير من الواقع شيئا ، لاسيما وان الخلاف ليس فقط على سلطة وهمية بل بسبب اختلاف الخط السياسي الذي تنتهجه كلا الحركتين ، فبينما ترى حركة حماس بأن العلاقة مع المحتل لن تتاتى الا عبر مقاومة مسلحة وغير مسلحة ترى حركة فتح بأن العلاقة مع المحتل من الممكن ان تتأتى عبر مفاوضات برعاية دولية دون اسقاط الحق بالمقاومة .

اللواء الرجوب الذي تصدر المشهد في الأيام الاخيرة بعد قرار الاحتلال لضم اكثر من ثلاثين بالمئة من مساحة الضفة الغربية ، يدرك ان اي مواجهة مقبلة مع الاحتلال الاسرائيلي تحتاج الى وحدة فلسطينية في الميدان والوحدة ، تبدأ بانهاء الصراع القائم بين الحركتين الكبيرتين واللتين تملكان الزخم الاكبر في الشارع الفلسطيني ودون الاتفاق بينهما فإن اي مواجهة مع المحتل ستكون خاسرة من الناحية السياسية . وعليه عمد الرجل الذي يأتي في المقعد الثاني بعد محمود عباس في حركة فتح الى ان يفتح الابواب من جديد مع حماس ولو عبر مؤتمر صحفي يمنحه شرعية اوسع في الشارع الفلسطيني .

ورغم ان الرجل يدرك حجم الخلاف بين الطرفين وصعوبة تجاوز الماضي الا انه اعتبر ما حدث بالخطوة الاولى في طريق طويل نحو الوحدة ، ولادراك الرجوب ان الشارع الفلسطيني نفض يديه من مبادرات الوحدة وامكانية تنفيذها عمد الى مخاطبة الشارع الفلسطيني بضرورة ان يصدق الخطوة التي اتخذها مع نظيره في المكتب السياسي لحركة حماس ، اما حركة حماس فهي لن تضيع الفرصة بان تقدم نفسها الحريصة على انهاء الخلاف مع حركة فتح في مواجهة المحتل الإسرائيلي والاهم ان مثل هذا المؤتمر بمثابة اعتراف من فتح بأن ما طرحته حركة حماس على مدار ثلاثة عقود من ضرورة الابتعاد عن المساومة وانتهاج المقاومة هو الادق في العلاقة مع المحتل .

حركة حماس تطرح دوما ضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية تحت لواء المقاومة من اجل تغيير الواقع على الارض ، وترى الحركة ان نهج المقاومة هو الاكثر قدرة على جمع الفرقاء في الساحة الفلسطينية ، ومازالت الحركة ترفع شعار "المقاومه تجمع والمساومة تفرق" وعليه فان على حركة فتح ان تثبت وتحديدا تيار اللواء الرجوب بان قرارها في العلاقة مع حركة حماس والانتقال الى المواجهة هو قرار استراتيجي وليس تكتيكي فرضته الظروف ، فان كان استراتيجيا فعليها ان تحدد الخطوات التالية سواء بانهاء اسس الصراع والتفكير باليات تمكين هذه الوحدة من خلال اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية او على الاقل اصلاح منظمة التحرير وضم حركتي حماس والجهاد اليها وتصحيح مسارها الذي يرى الكثيرون انه تغيير في اثر اتفاق اوسلو ، لكن اذا كانت فتح ترى بان العلاقة مع حركة حماس تكتيكية فرضتها المرحلة الحالية فان انتهاء الظرف القائم سيعيد الامور الى المربع الاول وستنتهي الحاجة الى مصالحة وطنية شاملة .

العالم

رایکم
آخرالاخبار