۱۰۳۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۸۱۶
تأريخ النشر: 10 June 2020

رغم كل ما قيل عن شخصية الرئيس الامريكي دونالد ترامب، مثل غروره ورعونته وعنجهيته ونزقه ومزاجه المتقلب، الا ان هناك بعد اخر لهذه الشخصية لم يتم التسليط الضوء عليها، وهو بعد في غاية الخطورة، الا وهو عدم تعاطفه مع اي ضحية مهما كانت مظلومة.

مع ان هذا البعد في شخصية ترامب كان قد تكشف للبعض خلال وقوفه الى جانب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، رغم ان طريقة قتل الضحية، جمال خاشقجي، كانت بشعة للغاية، الا انه اصبح واضحا للجميع بعد الاحتجاجات التي شهدتها امريكا اثر مقتل الشاب الامريكي من اصول جورج فلويد على يد شرطي ابيض خنقا.

خلال الاسابيع التي اعقبت جريمة القتل العنصرية والتي كانت متخمة بمشاهد العنف الوحشي للشرطة الامريكية ضد المحتجين السلميين، لم يُظهر ترامب اي تعاطف مع الضحايا فحسب، بل اصدر اوامره للجيش بدخول الولايت التي تشهد احتجاجات واطلاق النار فورا على المحتجين في حال اعتدوا على الممتلكات العامة، الامر الذي زاد من حدة واتساع الاحتجاجات الشعبية.

اللغة المستفزة والمهينة والخالية من اي تعاطف انساني حتى بحدوده الدنيا التي استخدمها ويستخدمها ترامب ضد المحتجين، دفعت العديد من مستشاريه والمقربين منه الى نصيحته ليقلل من تغريداته على تويتر والكلام عما يجري في امريكا، حتى لا يزيد الطين بلة.

رغم نصيحة مستشاريه، الا انه واصل تغريداته، وكانت أخرها رئيس تهجمه على المتظاهر البالغ من العمر 75 عاما الذي طرحه عناصر الشرطة أرضا في مدينة بافالو بنيويورك فاخذ ينزف من راسه ونقل الى المستشفى بحالة حرجة، واثار الحادث موجة كبيرة من السخط بين المحتجين، الا ترامب كان له راي آخر فكتب يقول في تغريدة عبر “تويتر” أن “المحتج بافالو الذي دفعته الشرطة يمكن أن يكون مستفزا من حزب انتفيا( حركة يسارية). تم دفع مارتن غوغينو البالغ من العمر 75 عاما بعد أن ظهر لمسح اتصالات الشرطة من أجل تشويش المعدات. لقد شاهدته، سقط أقوى مما تم دفعه (..) هل من الممكن يكون فخا؟”.

هذه التغريدة الخالية من اي مشاعر انسانية استفزت حاكم ولاية نيويورك الأمريكية، أندرو كومو، الذي طلب من ترامب الاعتذار عما جاء في تغريدته ، وقال كومو إنه فوجئ بمحتوى التغريدة وشعر بالصدمة واصفا قراءة ترامب للحادث بأنها “مقرفة”، وعليه ان يعتذر عن دفاعه عن شرطيين دفعا المتظاهر البالغ 75 عاما حتى سقط أرضا خلال الاحتجاجات في مدينة بافالو.

ان مقطع الفيديو الذي تداولته وسائل إعلام أمريكية كان واضحا جدا حيث ظهر رجل مسن يتحدث مع عناصر الشرطة، التي خرجت إلى شوراع مدينة بوفالو في نيويورك، للجم الاحتجاجات، فقام شرطيان بدفعه فسقط أرضا، وارتطم رأسه بقوة بالأرض، وبدأ ينزف، وقد بدا الشرطيان في بداية الأمر في حالة لا مبالاة، قبل أن يلحظا أن الرجل ينزف وأن إصابته بليغة، ما دفعهما إلى طلب النجدة الطبية لمعاينته.

هذه الاخلاقية التي ظهر عليها ترامب دفعت حتى اعضاء من الحزب الجمهوري ينتقدون ترامب بشدة، حتى ان البعض منهم ذهب الى ابعد من ذلك عندما اعلنوا انهم لم يدعموا ترامب في الانتخابات القادمة، ومنهم قال علنا انه سيصوت الى جو بايد المنافس الديمقراطي لترامب، بعد ان اكدوا ان ترامب لا يتصف بصفات القائد الذي يتعاطف مع الضحايا في الازمات وان يوحد الشعب لا ان يفرقه.

المصدر: شفقنا

رایکم