۱۰۲۷مشاهدات
إن تعبير أمريکا عن حبها وتقديرها للحكومة العراقية الجديدة في شکل إعفاء واستثناء الحكومة العراقية من الحظر المفروض علی إيران إلی أجل مسمی ومحدد (أواخر الصيف) ، يدل على أن هذا العطاء والجود إنما يتوقف علی نتائج المحادثات الاستراتيجية القادمة.
رمز الخبر: ۴۵۵۸۹
تأريخ النشر: 20 May 2020

فيما لم يبق سوی أيام حتی بداية المحادثات الاستراتيجية بين أمريکا والعراق ، فإن التكهنات حول فحوی هذه المحادثات ومحتوياتها قد تنوعت وتعددت.

- الواقع أن الجانب الأمريكي يسعی من خلال هذه المحادثات للحفاظ على استمرار وجوده في العراق وبأدنی تکلفة بطبيعة الحال. وفي المقابل يهدف الشعب والحکومة العراقيان إلی الحفاظ علی استقلال البلاد وطرد الأجانب منها دون أن يتکبدا أي خسائر وأضرار في سبيل تحقيق ذلك. هذا وإن استمرار التواجد الأمريکي في العراق أمر مکلف کما أن الشعب العراقي يعارض هذا الحضور بجدية. من ناحية أخرى ، لا تنوي أمريکا مغادرة العراق لأنها لا تريد ترك الميدان وإخلاء الساحة لمنافسها الجاد، أي محور المقاومة؛ کما أنها من ناحية أخری لا تعتزم فقد ما تدعوه "احتواء إيران".

في غضون ذلك واستنادا إلى بعض وجهات النظر الأمريكية ، تخطط إدارة ترامب بشكل استراتيجي لعدم مغادرة العراق من جهة ، وإضعاف الحكومة المركزية العراقية من جهة أخرى ، والحفاظ على هيمنتها على إيران والمنطقة من خلال البقاء في العراق من جهة ثالثة. ووفق هذا فقد عرض بعض الخبراء الاستراتيجيين الأمريكان علی إدارة ترامب أن يعمل علی تعزيز وجود أمريکا في كردستان العراق لإضعاف الحكومة المركزية وأن يضمن استمرار مراقبة إمريکا وإشرافها علی المنطقة وايران ، وأخيرا وفي نظرة شاملة ألا تتخلى عن العراق لصالح المقاومة.

هناك بعض دلائل على أن هذا النهج لم يكتسب أهمية خاصة في العراق في الظروف الجديدة فحسب ، بل يتضاعف احتمالية التزام أمريکا به في حالة أنها لم تجد نتائج المحادثات الاستراتيجية ملائمة وموافقة لمصالحها. وللتدليل يکفي التوقف عند الدعم الأمريكي التام للأكراد في شمال سوريا بعد تخليها عن هذا الدعم عدة مرات، أو أن ننتبه لنقل عدد كبير من القوات والمعدات الأمريكية إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في كردستان العراق لتحديد مدى جدية هذا التوجه.

إن تعبير أمريکا عن حبها وتقديرها للحكومة العراقية الجديدة في شکل إعفاء واستثناء الحكومة العراقية من الحظر المفروض علی إيران إلی أجل مسمی ومحدد (أواخر الصيف) ، يدل على أن هذا العطاء والجود إنما يتوقف علی نتائج المحادثات الاستراتيجية القادمة.

رایکم