۵۲۱مشاهدات
"كالعادة تعرضت الفنانة القديرة حياة الفهد لانتقادات أصحاب نظرية المؤامرة وغيرهم من المفسدين، الذين ينظرون إلى كلمة تطبيع كشتيمة، ويفضلون المسلسلات العنصرية التي تروج الأكاذيب المعادية للسامية التي عادة تعرض في شهر رمضان" على حد تعبيره.
رمز الخبر: ۴۵۲۴۴
تأريخ النشر: 30 April 2020

يبدو أن التطبيع العربي مع الاحتلال الاسرائيلي لن يقف عند حدود أصحاب الفخامة والمعالي والسمو بل إن قطار التطبيع ينطلق خلال شهر رمضان من محطة جديدة هي الدراما الخليجية التي بدأت تلعب على وتر التأثير على الأجيال العربية الشابة في محاولة لكي الوعي العربي للقبول بالكيان الاسرائيلي والتعايش معه .

التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي لطالما كان من المحرمات بل إن مجرد الحديث فيه مع النفس كان سرا أما الان ..فما يحدث منذ أن تسلم ترامب زمام الإدارة الأميركية وبدأ في صفقته المشؤمة اتضح لنا أن التطبيع جزء لا يتجزأ من الصفقة وما كانت النفوس تُحَدّث به أصحابها في السر بات الآن في العلن ، والمختلف هذه المرة أن الدراما العربية التي لطالما صورت اليهودي الاسرائيلي أنه غاصب للأرض الفلسطينية وأنه مجرم ولا يمكن الاستسلام له بدأت الآن تدس السم في العسل لاسيما الدراما الخليجية ، التي تقدم هذا العام مسلسلين من انتاج خليجي ضخم ويتم بثهما على شاشة mbc السعودية وهما مسلسل "مخرج 7 " ومسلسل "أم هارون " وكلاهما يتخطيا الخطوط الحمراء التي سالت من أجل رسمها الدماء الفلسطينية فزهق الاسرائيليون الأرواح ورملوا النساء ويتمرا الأطفال وأسروا الشباب لتضيع زهرة أعمارهم في السجون .

اليوم تبدأ هذه المسلسلات بتحقيق حلم نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي غرد في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 2017 عبرتويتر قائلا : "أكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا بل هي الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعايات عارضت اسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز. "على حد تعبيره وبالتالي ما كان يزعج نتنياهو تقوم بعض الأيادي العربية بتعديله عبر قوة ناعمة في محاولات لتغيير الرأي العام العربي تحت ستار مفاهيم التعايش والتسامح مع الأديان لكنها في الحقيقة رسائل مسمومة .

مسلسل مخرج 7 يصل للمشاهدين عبر أسلوب ساخر يأسر قلوبهم فتضحك لما فيه من مواقف لكنها في نفس الوقت تحاول سلب العقول لتقبل الوجود الاسرائيلي من حولنا وكأنه أمر طبيعي بل ذهب إلى حد التشكيك بالقضية الفلسطينية .

أما مسلسل أم هارون الذي تقوم بدور البطولة فيه الممثلة الكويتية حياة الفهد والذي حظي بانتاج سعودي ضخم فقد لبس قناعاً إنسانياً لكن جوفه يغلي بحفاوة الترحيب والتعايش مع الاسرائيليين ، فالمسلسل يروي قصة امرأة يهودية عاشت في أربعينيات القرن الماضي واشتمل على مغالطات تاريخية جسيمة فقد تضمن عبارة ( لقد أقيمت دولة اسرائيل عند انتهاء الانتداب البريطاني على أراضي اسرائيلية ) وبالتالي ينفي كلياً الوجود الفلسطيني وحقه في أرضه ، كما استخدمت اللغة العبرية في المسلسل بحجة كتابة شخصية أم هارون لمذكراتها ، وهو يمثل تطبيعاً ثقافياً كان لا يتسطيع الاحتلال الاسرائيلي أن يراه حتى في منامه لكن الخليج الفارسي الجديد بقيادة بن سلمان جاء محققاً للأحلام الاسرائيلية لينال رضى سيد البيت الأبيض دونالد ترامب فيحمي له عرشه .

أما "آفيخاي أدرعي" الناطق باسم جيش الاحتلال فكان أول المعجبين بهذه المسلسلات الخليجية بل إنه استهجن الحملة التي قامت ضد مسلسل "أم هارون" وذهب بعيدا حيث دافع عن الفنانة الكويتية حياة الفهد ، فقد غرد عبر تويتر قائلا : "كالعادة تعرضت الفنانة القديرة حياة الفهد لانتقادات أصحاب نظرية المؤامرة وغيرهم من المفسدين، الذين ينظرون إلى كلمة تطبيع كشتيمة، ويفضلون المسلسلات العنصرية التي تروج الأكاذيب المعادية للسامية التي عادة تعرض في شهر رمضان" على حد تعبيره.

وبالتالي فنحن أمام إسفاف واستخفاف بالعقل العربي لتغييب الحقائق التاريخية عن عقول أجيال الحاضر ، فهو خطر حقيقي لابد وأن تثور من أجله الأقلام الحرة والمناصرون للقضية الفلسطينية، فالأفكار المسمومة التي يحاول البعض زرعها في العقل العربي لن تثمر إلا علقماً لأن المناعة الشعبية العربية ضد التطبيع ما تزال قوية ومثل هذه الأعمال الدرامية ستكون موجة صيف عابرة إذا ما لفظتها الشعوب واتحدت ضدها الأقلام وانتفضت من أجلها الكرامة العربية .

رایکم
آخرالاخبار