۷۵۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۲۱۸
تأريخ النشر: 28 April 2020

حين أُخبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان فيروس كورونا يهدد المجتمع الاميركي قال ان الامور على ما يرام كما يقول دائما فيما يخص قضايا مهمة داخلية وخارجية. هذا الجواب ان دل على شيء فعلى الاستهتار الذي يتعاطى فيه ترامب مع القضايا المهمة وغياب الحد الادنى من الاطلاع الضروري على التفاصيل كما في حالة فيروس كورونا.

تتوقع التقديرات ان يصيب الفيروس عشرات الملايين من الاميركيين ويهدد حياة حوالي مليون شخص. هكذا ارقام مخيفة تستدعي في اي بلد اجراءات طوارئ عاجلة، لكن ما تكشف لاحقا كان مشاكل كبيرة في القطاع الصحي وعجز في اجراء الفحوصات. كل ذلك في كفة وتعاطي ترامب مع الازمة في كفة ثانية.

حرص ترامب منذ البداية على عقد مؤتمرات صحافية لاخراج ابداعاته حول كورونا.

= قال ترامب ان فيروس كورونا لا يختلف عن اي فيروس اخر مسبب للزكام العادي وان الانفلونزا العادية تودي بحياة اشخاص اكثر من كورونا..(هذا التصريح كان فاتحة التصريحات الجاهلة بطبيعة الازمة من قبل ترامب)

= وصل الامر بترامب اخر الامر الى تقديم اقتراح بحقن المصابين بالمطهرات التي تستخدم على اليدين. نظرية ترامب كانت بسيطة وساذجة.. (طالما ان المطهر يزيل الفيروس في دقيقة عن اليدين فسيزيل الفيروس باقل من دقيقة اذا تم حقن المصاب به)

= ترامب اقترح ايضا ان يتم حقن المصابين بكمية هائلة من الاشعة فوق البنفسجية (يؤكد العلماء ان هذا الامر كفيل باصابة الانسان بالسرطان)

هذا ليس كل شيء، فهناك سيل من التصريحات والمعلومات الكاذبة التي لم تصمد ساعات امام انتقادات الاميركيين وتصريحات المسؤولين الاميركيين الذين فندوا كلام الرئيس الاميركي. من قضية الفحوصات الى مسألة اجهزة التنفس الصناعي.

وقبل ذلك انهى ترامب عمل المؤسسات الطبية التي تعمل في زمن الازمات الطارئة اضافة لتخفيض الانفاق الصحي الوطني وتقليص ميزانية مركز الوقاية من الامراض.

ما يفعله ترامب بدأ يحرج ادارته ويحرج الاعلام الموالي له. مصادر طبية اميركية كشفت انها اضطرت للتعامل مع الاف الحالات المتعلقة بتناول المطهر بعد تصريحات ترامب عن الحقن بالمطهرات. المصادر قالت ان الالاف سألوا عن فعالية تناولهم للمطهر لمنع الاصابة بالفيروس. هذا الامر يعني ان كارثة كانت ستحصل لو لم تتدارك السلطات الاميركية النتائج الكارثية لتصريحات ترامب.

الامر لا يقتصر على الرئيس الاميركي فالجهل اصاب ادارته ايضا. "كيليان كونواي" مستشارة ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" كانت تعتقد ان العالم شهد انتشارا لفيروس كورونا 18 مرة قبل الفيروس الحالي المسمى COVID-19 . اي ان 18 نوعا من كورونا ظهروا قبل الان. طبعا هو خطأ لا يمكن تصحيحه ولا تبريره. تماما مثل خطأ حقن المصابين بالمطهرات.

لكن في المقابل لا بد من القول ان ترامب يعاني الكثير نتيجة كورونا والاضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد الاميركي ومصارعته لاعادة عجلة الاقتصاد واعادة فتح المصالح والمتاجر لتحريك الاقتصاد قبل موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل اوصلته الى مرحلة الادلاء بالتصريحات الجاهلة هذه. فترامب يعتبر ان الاقتصاد الباب الاهم الذي سيساهم في تأمين الولاية الثانية له.

لكن بالنسبة لادارة ترامب على الاخير ان يخفف من تصريحاته الفوضوية والجاهلة والتي تزيد الوضع تأزما وتقضي على الامال المتبقية لاستقطاب الاصوات قبل الانتخابات.

هناك مزيج غريب يحيط بشخصية ترامب ( عنجهية، غرور، عقلية التاجر، نهج اليمين المتطرف، الجهل بتفاصيل الامور) كل ذلك يجعل من منه المشكلة الاكبر في مواجهة كورونا، تزيد من معاناة الاميركيين والقطاع الطبي الذي يقاتل لوقف انتشار الفيروس. لكن حتى وان تمكن الاميركيون من التخلص من كورونا، الا انهم قد لا يتخلصون من ترامب ومزيجه الغريب والخطر قبل اربع سنوات مقبلة في حال اعيد انتخابه.

رایکم
آخرالاخبار