۱۲۳۹مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۰۹۲
تأريخ النشر: 20 April 2020

المتتبع لتصريحات ومواقف وسلوكيات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن الانتخابات الرئاسية و اصراره الغريب على الفوز فيها مهما كلف الامر، بعد فضيحة تحريضه اوكرانيا للتدخل في اسقاط خصمه الديمقراطي جو بايدن، وكذلك تهديده العلني والمستمر من ان امريكا ستشهد حربا اهلية اذا ما تم عزله عن الحكم على خلفية تلك الفضيحة، يخرج بنتيجة ان ترامب لن يترك البييت الابيض بالسهولة التي يعتقد بها البعض.

تفشي وباء فيروس كورونا في امريكا واصابة اكثر من 700 الف شخص بالفيروس وموت اكثر من 35 الف شخص، كشف شخصية ترامب على حقيقتها دون اي مساحيق، فالرجل لا يملك اي مؤهلات لادارة بلد مثل امريكا، وسقط سقوطا مدويا في اول امتحان حقيقي منذ دخوله البيت الابيض منذ اكثر من ثلاث سنوات، بعد ان جعل من امريكا اول بلد في العالم في عدد المصابين والموتى بفيروس كورونا بسبب جهله وعجزه وغروره وسوء ادارته.

الملفت ان ترامب الذي بان عجزه للجميع في تعامله مع وباء كورونا، وبدلا من ان يخفف من تداعيات هذا العجز الفاضح عبر استشارة الخبراء والعلماء ، نراه كل يوم يزيد من قتامة المشهد الامريكي بتصرفاته وتصريحاته الهوجاء التي لا ترى في افقها الا الانتخابات وهوسه المرضي بالفوز فيها حتى لو كلف الامر ان يقلب المشهد الامريكي راسا على عقب.

قبل ايام قليلة دعا ترامب انصاره للنزول الى الشوارع في بعض الولايات الامريكية التي يحكمها حكام من الحزب الديمقرطي ودعاهم فيها للضغط على سلطات الولايات من اجل رفع الاغلاق على الاقتصاد واعادة الحياة الى الحقل الاقتصدي الذي توقف من اجل الحد من خسائر وباء كورونا، وبالفعل نزل المئات من الاشخاص وهم يحملون السلاح ويرفعون لافتات وشعارات مؤيدة لترامب، وطالبوا بفتح الولايات ورفض سياسة الاغلاق.

الصورة المرعبة التي نقلتها وكالات الانباء للمظاهر المسلحة لانصار ترامب وخاصة في ولاية ميشيغان ، جعلت العديد من السياسيين والمفكرين يدقون ناقوس الخطر من احتمال استخدام ترامب للمجاميع المسلحة ، وهي مجاميع مؤلفة من العنصريين والمتطرفين، في المستقبل في حال شعر بتراجع حظوظه الانتخابية.

هؤلاء الخبراء والسياسيون والمراقبون استندوا في موقفهم هذا الى التهديدات التي اطلقها ترامب سابقا من ان امريكا ستتشهد حربا اهلية اذا ما تم عزله على خلفية فضيحة اوكرانيا، وكذلك الى تصريحاته ومواقفه المؤيدة للجماعات العنصرية والمتطرفة التي تؤمن بتفوق العرق الابيض.

قبل يومين فقط طالب ترامب وبشكل عنصري واستفزازي غريب إلى فرض نفس قواعد التباعد الاجتماعي على المسلمين خلال شهر رمضان، كما هو الشأن بالنسبة للإجراءات التي تم إلزام المسيحيين بها خلال إحياء أعياد الفصح، حيث قال وفي مؤتمر صحفي علني وامام الملأ ان المسيحية في بلاده تعامل بشكل غير عادل، وقال في امريكا يلاحقون الكنائس المسيحية لكنهم لا يميلون لملاحقة المساجد.

هذا التصريح الذي ينضح كراهية وعنصرية سوف يجد من يصدقه لدى النفوس المريضة والعقليات العنصرية والتي قد تستخدم العنف لـ”محاربة عدم العدالة” التي تحدث عنها ترامب بهذا الشكل غير المسؤول والمتهور والجنوني.

اذا ما نظرنا الى الخط البياني لتصريحات ترامب العنصرية والتحريضية، نراه يتصاعد كلما اقترب موعد الانتخابات الامريكية، فمن الواضح ان ترامب يستخدم كل ما في جعبته من اسلحة حتى المحرمة، من اجل البقاء في البيت الابيض، ولا يهمه الكلفة التي ستدفعها امريكا لتحقيق هدفه هذا، فاذا لم تجد النخب السياسية الامريكية ، وخاصة من حزبه الحزب الجمهوري، وسيلة لوقف ترامب ، فانه سيحرق امريكا كما حرق نيرون روما. المصدر: شفقنا

رایکم
آخرالاخبار