۵۴۸مشاهدات
فعلى الرغم من حلول بعثة الولايات المتحدة الاميركية في هذا الأولمبياد في المرتبة ٣٥ من اصل ٥٦ دولة نالوا ميداليات برصيد ثلاث ميداليات فضية وخمسة برونزية ومن دون اي ميدالية ذهبية، فإنها لم تبدِ أصلاً في الماضي اهتماماً بهذه المسابقة.
رمز الخبر: ۴۴۵۷۳
تأريخ النشر: 19 March 2020

اتهمت الحكومة الصينية مؤخرا الجيش الأمريكي بنشر فيروس كورونا أثناء الأولمبياد العسكرية التي أقيمت في ووهان وقد نشر تقرير عن كيف نشروا المرض هناك.

قبل خمسة اشهر من يومنا الحالي، وتحديداً في الثامن عشر من شهر تشرين الاول – اكتوبر ٢٠١٩، استضافت الصين أولمبياد الرياضية العسكرية، وهذا ليس بيت القصيد.

آنذاك، أقيم الأولمبياد العسكري في الفترة من ١٨ الى ٢٧ في نسخته السابعة بمشاركة ٩٣٠٨ رياضيين من ١٤٠ دولة تنافسوا في ٣١٦ منافسة في ٢٧ رياضة.

الأولمبياد العسكري حلّ ضيفاً على مدينة ووهان، التي تحولت بعد فترة بسيطة الى مصدر وباء فيروس كورونا، وهذا ليس بيت القصيد أيضاً.

وبشأن ذلك الأولمبياد، لفت الانتباه ان بعثة الولايات المتحدة الاميركية أقامت في فندق قريب من سوق لبيع المأكولات البحرية في مدينة وو هان، وأن البعثة لم تضم رياضيين منافسين وفق رأي “نشطاء إلكترونيين”.

بيت القصيد هنا، فمنظمة الصحة العالمية تابعت للمرة الأولى تقارير عن هذا الفيروس في مدينة وو هان في نهاية شهر كانون الأول – ديسمبر 2019، أي بعد انتهاء المسابقة العسكرية بشهرين فقط، فهل هناك أي رابط؟

بالطبع، اذا ما قرأنا التصريحات الصادرة في الثاني عشر من الشهر الجاري عن المتحدث باسم الحكومة الصينية تشاو لي جيان والتي نشرها على حسابه على تويتر قائلاً “أن الجيش الأميركي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية التي كانت الأكثر تضررا بسبب التفشي”.

وكتب جيان بالإنكليزية “متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأميركي الوباء إلى ووهان .. تحلوا بالشفافية (!) اعلنوا بياناتكم (!) أميركا مدينة لنا بتفسير”.

هل هي صدفة أن يكون الاتهام صينياً وموجهاً لأميركا وخصوصاً لجيشها، وبالأخص أن عناصر من هذا الجيش تواجدوا في الصين وتحديداً في مدينة وو هان، وأكثر تحديداً بالقرب من سوق المأكولات البحرية الذي كان على ما يبدو مركز الوباء؟

ربما هي تخمينات وتحليلات وأوهام لا أكثر، لكن سياق الأحداث يفرضها على أي متابع، خصوصاً أن اتهامات صينية أخرى صدرت لاحقاً للولايات المتحدة التي ردت بالنفي تماماً.

وللأمانة الصحفية، فإن الربط التحليلي بين الأماكن والتواريخ ممكن ومحتمل، لكن الاتهامات التي أوردها “نشطاء إلكترونيين” بأن البعثة الأميركية إلى الأولمبياد العسكري لم تضم رياضيين منافسين ولم تحقق نتائج تذكر غير ذي مصداقية.

فعلى الرغم من حلول بعثة الولايات المتحدة الاميركية في هذا الأولمبياد في المرتبة ٣٥ من اصل ٥٦ دولة نالوا ميداليات برصيد ثلاث ميداليات فضية وخمسة برونزية ومن دون اي ميدالية ذهبية، فإنها لم تبدِ أصلاً في الماضي اهتماماً بهذه المسابقة.

في الأولمبياد السادس ٢٠١٥ الذي أقيم في مدينة مون جيونج في كوريا الجنوبية، حل الأميركيون في المرتبة ٢٣ (٢ ذهب و٢ فضة و٢ برونز)، وحلّوا في الأولمبياد الخامس في ريو دي جانيرو البرازيلية في المرتبة ٣٠ (١-١-٣) فيما كان ترتيبهم خامس عشر في الأولمبياد الرابع في مدينة حيدر آباد الهندية (٢-٦-٢).

إذن، قد يكون ما تقدّم مجرد تحليل بلا معنى، وقد يحوي كل المعاني، وإن لم يتأكد بعد ما أوردته مجموعات على وسائل التواصل من أن الصين فتحت تحقيقاً بشأن البعثة الأميركية التي شاركت في الأولمبياد العسكري في وو هان … فهل يحتمل أن يكون الأميركيون قد نشروا الفيروس أثناء الأولمبياد العسكري في وو هان قبل خمسة أشهر؟ … لننتظر.

رایکم