۹۱۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۴۴۳۵
تأريخ النشر: 11 March 2020

بعد خمسة أيام من الكشف عن اعتقال الأمراء السعوديين ماتزال السلطات و وسائل الإعلام السعودية تلتزم الصمت.

- على الرغم من إشاعة تكهنات مختلفة حول أسباب القبض على ولي العهد السعودي السابق وكذلك أحمد بن عبد العزيز ، کمعارضته لإغلاق العمرة ومعارضة حکم بن سلمان ، لکن تشير جميع الأدلة إلى أن الملك سلمان في آخر تصفية عائلية قام بها والمتمثلة في هذه الإعتقالات انما سعی في آخر حياته لإزالة جميع المعوقات الموجودة أمام حکم ابنه سلمان ولکي يقضي علی جميع أنصار هؤلاء المعارضين من خلال رصدهم والتعرف إليهم.

- وعلى الرغم من ردود أفعال عالمية عديدة على هذا الأمر والحساسية التي أظهرتها وسائل الإعلام العالمية تجاهها، لکن المسؤولين ووسائل الإعلام السعودية مازالوا یلتزمون سياسة الصمت ويواصلون سياساتهم المحددة بهدوء تام. هذا وقد كان من الواضح منذ البداية أن بن سلمان ووالده لا يقومان بأي عمل من دون استئذان ترامب. کما من الواضح أن أمريکا وفي ضوء الإبقاء علی الأمراء المعارضين إنما تحاول تعليق بن سلمان بين الخوف والرجاء فيما يخص الحکم بغرض إخضاع العائلة الحاکمة. لکن الأحداث الأخيرة التي شهدتها سوق النفط وعدم اتفاق أوبك وروسيا في اجتماع اوبك بلاس وارتياح ترامب من تراجع أسعار النفط العالمية والتأکيد السعودي علی زيادة إنتاج النفط في أعلی مستواه هذه کلها تدل علی أن أهم هاجس بالنسبة لترامب هو ألا يرتفع سعر البنزين في أمريکا علی أعتاب الانتخابات الرئاسية. والحق أن بن سلمان من خلال تقديم وعود بشأن رفع سقف الإنتاج قد حقق مطالب ترامب علی أرض الواقع.

-أما خضوع بن سلمان لهذا الوضع فمرده قبل أي شيء هو عناده الصبياني مع روسيا ، إلا أنه يحظى فعلا بالثناء من قبل الأمریكيين. فأمريکا في ضوء هذا الخلاف، تری أن إنتاجها للنفط الصخري عمل غير رابح لکنها تستطيع بمساعدة السعوديين منع زيادة سعر البنزين. مع هذا، حتى إذا كان السبب الحقيقي وراء إقدام روسيا علی عدم خفض إنتاج النفط هو محاولتها لضرب أمريکا، فإن إجراء بن سلمان المتمثل في رفع إنتاج النفط في أعلی مستواه سيعجب ترامب. لذلك يبدو أن المسؤولين السعوديين قادرون على إنجاز التسوية مع خصوم حکم بن سلمان بشکل کامل، وبالطبع ليس من المستبعد أن تتحقق قضية خلافة بن سلمان لأبيه في أعقاب الضوء الأخضر الأمريکي إذا ما استمرت الاضطرابات الناتجة عن تراجع سعر النفط في الأسواق العالمية.

بن سلمان محظوظ للغاية فکما برّأه الاقتصاد الأمريكي من قضية مقتل خاشقجي ، فقد أکرمته اليوم سوق النفط لدی الأمريکيين. ولعله من المنطقي أن نجد أن عقد المحاکم لإدانة المعارضين خلال الأيام الأخيرة قد تسارعت وتيرته علی نحو يدعو للاستغراب.

رایکم