۲۰۲۵مشاهدات
رمز الخبر: ۴۴۱۹۲
تأريخ النشر: 26 February 2020

كورونا، اسم بات على كل لسان في العالم، حتى بات يخال للبعض ان نهاية العالم اقتربت.

اكتشف هذا الفيروس في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، وشيئا فشيئا بدأ يتفشى في الصين وانتشر في 26 دولة اخرى.

جل ضحايا هذا الفيروس كانت من نصيب الصينيين حيث تم تسجيل اكثر من 2600 حالة وفاة، وإصابة أكثر من 77 ألف حالة اخرى.

اما في بقية دول العالم فتوفي أكثر من 20 شخص بهذا الفيروس، وأصيب أكثر من 1200 شخص آخر به، ما جعل منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتحذر من احتمال تحول تفشي الفيروس الى " وباء".

وفي الوقت الذي يتوجب على العالم أن يتحد لمواجهة هذا المرض، وجد البعض في هذا الفيروس فرصة لتصفية الحسابات السياسية، وهذا ما حصل مع ايران.

ايران كغيرها من الدول الـ 26 في العالم وصل إليها هذا الفيروس، واعلنت وبكل شفافية وشجاعة منذ اللحظة الأولى لوصول الفيروس اليها عن عدد الوفيات والحالات المصابة جراء هذا الفيروس والتي بلغت حتى كتابة هذا المقال، 15 حالة وفاة، و95 حالة إصابة، فضلا عن شفاء 24 مصابا بالفيروس.

ورغم إعلان ايران واتخاذها اجراءات صارمة لمكافحة الفيروس ومنع انتشاره، وهي التي تتمتع بافضل المؤشرات على مستوى المنطقة من ناحية القدرات العلمية والتقنية في مجال الطب والصحة، إلا ان ذلك لم يشفع لها على ما يبدو.

اتباع سياسة التخويف من ايران (ايران فوبيا) سارعوا الى التضخيم الإعلامي وتلفيق الأخبار الكاذبة والشائعات حول حدة انتشار هذا الفيروس في ايران، خدمة للسياسة الأميركية الصهيونية التي فشلت كل محاولاتها خلال الفترة السابقة لتشويه صورة ايران لتوقع بينها وبين شعوب المنطقة.

وباتت سياسية التخويف من ايران واضحة خاصة في العراق ولبنان وتركيا والدول الخليجية المطلة على الخليج الفارسي، التي بدأت تربط الكشف عن أي اصابة بكورونا في بلدانها بايران، حتى وصل الأمر ببعض سفهاء أبواقهم الإعلامية أن يتهموا إيران بإرسال الفيروس الى بلدانهم، عمدا، وهنا نضرب قناة "MTV " اللبنانية مثالا على ذلك.

نحن لا نريد أن نكون منحازين الى طرف دون الآخر ولا بصدد ان ندافع عن أحد، لكن لدينا بعض الإستفهامات حول هذا الموضوع، أيعقل ان تركيا التي تعتبر موزعا لرحلات الطيران في المنطقة، ورحلاتها الجوية كانت مستمرة الى الصين حتى يوم امس، أن لاتسجل أي حالة إصابة بهذا الفيروس؟

وايضا الامارات التي بدأت تتسرب معلومات بان أعداد الوفيات فيها جراء هذا الفيروس بلغت 18 شخصا والإصابات وصلت الى 80 حالة، إضافة الى انها تعتبر ممر ترانزيت كتركيا للرحلات الدولية وتستضيف الملايين من مواطني دول شرق آسيا وباكستان وافغانستان التي تفتقر للعديد من الامكانيات اللازمة وهي من دول الجوار للبر الصيني، أيعقل ان لاتكون مصدر قلق لإنتشار فيروس كورونا؟

ماذا عن اميركا ، اليابان، ايطاليا، ألمانيا، فرنسا، كوريا الجنوبية وغيرها من البلدان التي ثبت فيها وجود فيروس كورونا، ألا تشكل مصدر تهديد لإنتشار الفيروس؟

لماذا إذا الرحلات الجوية والتعامل التجاري وغيره متواصل مع كل هذه البلدان التي سجلت إصابات بفيروس كورونا، إلا ايران؟

هل الاجراءات المتخذة ضد ايران من دول الجوار، من إغلاق للمنافذ وإلغاء للرحلات الجوية والبحرية، هي إجراءات احترازية للوقاية من "كورونا"، أم تطبيق لسياسة الحظر الأميركية، التي فشلت امام الصمود الإيراني؟

إن كانت إجراءت احترازية، فلماذا لم تطبق على بقية البلدان التي سجلت فيها إصابات مؤكدة ووفيات جراء هذا الفيروس؟

هل تعلم أن آلاف الضحايا في اميركا ماتوا خلال خمسة أشهر فقط، بفيروس "الإنفلونزا العادية" والذي يقول مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن تأثيره ازداد على فئة الشباب والأطفال.

ووفقا للمركز، فإن عدد الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا في اميركا وحدها من بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى منتصف فبراير/شباط الجاري راوح بين 16 ألفا و41 ألفا، وعدد الاصابات تراوح بين 30 و 40 مليونا، وهو رقم هائل إذا ما تمت مقارنته بضحايا كورونا.

لماذا لم يتم الحديث عن هذا النوع من الفيروس في اميركا الذي هو أخطر بكثير من كورونا؟

الإجابة عن كل هذه الأسئلة ليست صعبة، فقط تحتاج الى القليل من التأمل.

رایکم
آخرالاخبار