۹۰۰مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۷۶۴
تأريخ النشر: 26 January 2020

اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيكشف عن خطته المعروفة بـ"صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية قبل زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الأسبوع القادم، متوقعا ان يكون رد فعل الفلسطينيين سلبيا.

من الواضح ان اعلان ترامب لا يعني ان كل الامور باتت مهيئة وان الارضية متوفرة للاعلان عن صفقة القرن، بل على العكس تماما فهناك رفض اسلامي وعربي وفلسطيني قاطع لصفقة ترامب هذه والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ولكن كما يبدو ان الرجلين في حالة ضعف وكل واحد بحاجة الى الاخر في الظروف الصعبة التي يمران فيها.

ترامب تلاحقه فضائحه السياسية كما هو نتنياهو، فالاول مطارد من قبل الكونغرس والثاني من قبل المحاكم، الاول لم يسجل اي انجاز على صعيد السياسة الخارجية بل يخرج من فشل ليدخل في فشل اخر، فيما الثاني لم يتمكن من تحقيق اي فوز انتخابي رغم تعدد الانتخابات.

يبدو ان الرجلين يعتمدان استراتيجية "شيلني وشيلك" ، فترامب يريد من خلال اعلان صفقة القرن الحصول على دعم اللوبي الصهيوني الامريكي والصهيونية العالمية بشكل عام للحيلولة دون سقوطه المدوي في الانتخابات القادمة بعد دخوله التاريخ الامريكي من اسوء ابوابه كثالث رئيس جمهورية يحاكم من قبل الكونغرس لعزله، اما نتنياهو فهو بحاجة الى ترامب واعلان صفقة القرن لزيادة كفته امام منافسيه في حزب ابيض ازرق.

قد يكون ترامب يحاول من خلال تفجير قنبلة صفقة القرن الهاء الراي العام الامريكي والعالمي بها ليكفا عن متابعة فضائحه، فيما نتنياهو سيستغل هذا الامر ايضا لنفس الهدف اضافة الى استغلال ترامب لمصلحة الكيان الاسرائيلي ومصلحته السياسية حيث لم يتبق له الا عشرة اشهر في البيت الابيض وقد لا ينتخب لدورة ثانية.

الشيء اللافت ان الانظمة التي تدعي الديمقراطية في امريكا والغرب حاولت ان تروج لانظمتها على انها المثال الذي يجب ان تعتمدها كل دول العالم لخلوها من الفساد والمحسوبية وتمتعها بالشفافية والمسؤولية ، بينما ما نراه على ارض الواقع يختلف كل الاختلاف عما يروج له الغرب ، حيث باتت شعوب العالم ترى وبوضوح كيف يُسخّر رئيس اكبر دولة "ديمقراطية في العالم"!! امكانيات هذه الدولة لمصالحه الشخصية الصرفة، دون ادنى خوف من محاسبة او مساءلة.

رایکم