۵۸۵مشاهدات
وعلى الرغم من جميع اعمال العنف التي قام بها المخربون يوم الخميس الماضي، الا ان المتظاهرين دخلوا ساحة التحرير دون أي اشتباكات، وانضموا إلى المحتجين السلميين الآخرين، مطالبين بالتغيير الاقتصادي والسياسي.
رمز الخبر: ۴۳۲۷۳
تأريخ النشر: 14 December 2019

شهد يوم الخميس الماضي، تجمع المتظاهرين العراقيين في ساحة التحرير ببغداد اذ قدموا اليها من محافظات اخرى في محاولة للسيطرة على الاوضاع والحفاظ عليها. وتظاهر الناس في ساحة التحرير دعما للاحتجاجات السلمية وكذلك لتقليص دور الجماعات التي تثير الشغب، وايضا لمنع مصادرة مطالبات المتظاهرين الذين يطالبون بالإصلاح السياسي والاقتصادي في ساحة التحرير.

وعندما رأت المجاميع المُخربة والمندسة موجة المتظاهرين الكبيرة وهي تتوافد الى التحرير، تفاجأوا بالأعداد الكبيرة وحاولوا بأقصى سرعة ان يمنعوا المحتجين من اقتحام مقراتهم السرية، تلك المجاميع التي صالت وجالت على مدار الشهرين الماضيين وسعت لتحريض المحتجين السلميين على العنف لتحقيق اهدافهم. وتعتبر بعض اجزاء المبنى التركي في ساحة التحرير هي غرف العمليات للتيارات البعثية والمُخربة، والتي قد اُغلقت أبوابها يوم الخميس بحجة الترميم والرسم والتنظيف لمنع الناس من الدخول لتبقى الشكوك تحوم حوله. المجاميع المُخربة التي على مدى الأسابيع الثمانية الماضية حاولت الركوب على موجة التظاهرات وحرفها عن اهدافها والتي كانت السبب الرئيس في حدوث الاشتباكات الدامية، وبدؤوا بإطلاق التهم ضد المتظاهرين الذين لبوا نداء المرجعية عن طريق بعض القنوات الفضائية كـ "الحدث والعربية وغيرهم" وذلك لئلا يفقدوا السيطرة على ساحة التحرير.

وأعلنت المجاميع المخربة التي اثبتت منذ انطلاق التظاهرات انها تابعة لمحور الشر السعودي، في كذبة سخيفة ومثيرة للسخرية، أن المحتجين المتوافدين الى ساحة التحرير كانوا مدفوعين من ايران. حتى ان هذه المجاميع ادعت أن هؤلاء المتظاهرين أرادوا تغيير مسار الثورة وانهم مسلحون بأسلحة باردة وجارحة، وكانوا يهدفون إلى قتل الجموع المحتجة في ساحة التحرير، بينما كانت هذه الجموع نفسها التي لبت نداء المرجعية والتزمت بالسلمية لتحقيق مطالبها بعيدا عن العنف.

ودائما ما سعت المجاميع المخربة بقيادة البعثيين الى مصادرة المطالب الشعبية السلمية، واعلنوا مؤخرا "إن ليس من حق المتظاهرين الدخول الى ساحة التحرير لأننا كنا في هذا المكان منذ 60 يوماً" وهذا ما اظهر وجههم الحقيقي أمام الرأي العام العراقي. وعلى الرغم من جميع اعمال العنف التي قام بها المخربون يوم الخميس الماضي، الا ان المتظاهرين دخلوا ساحة التحرير دون أي اشتباكات، وانضموا إلى المحتجين السلميين الآخرين، مطالبين بالتغيير الاقتصادي والسياسي.

ومن الجدير بالذكر ان تجمع المتظاهرين في ساحة التحرير كان يختلف هذه المرة اختلافا رئيسيا، حيث شجب المتظاهرين، إلى جانب الشعارات المناهضة للفساد، التدخلات الأمريكية الصهيونية-السعودية-البعثية بشدة، ما أدى إلى غضب الجموع المُخربة. وفي يوم الجمعة الماضي، انضم الآلاف من المواطنين العراقيين الآخرين إلى الحشود الكبيرة التي تجمعت في ساحة التحرير استجابة للمرجعية العليا، ونظموا مظاهرة حاشدة دون أي اشتباك مع اي من الجهات.

وفي مساء يوم الجمعة، استولى المتظاهرون إلى حد كبير على ساحة "التحرير" وجعلوها تحت سيطرتهم، ما دفع الجموع المخربة للإعلان عن سيناريوها الثاني قرب ساحة التحرير لأنهم كانوا على دراية انهم على حافة الفشل الكامل وان استمرار هذه المطالبات بسلمية ستكون مقدمة لاستقرار العراق. ووفقا للتقارير، هاجم مسلحون ملثمون المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك بالقرب من ساحة التحرير في مساء يوم الجمعة، وكانوا يستقلون حينها عربات بيك آب مدججة بالسلاح مدعين انهم قوات تنتمي الى الحشد الشعبي. ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد ألقت المجاميع المسلحة هذه، قنابل صوتية على المتظاهرين بالاضافة الى قطع الطاقة الكهربائية في ساحة الخلاني وجسر السنك ومن ثم باشروا بإطلاق الرصاص الحي عليهم.

وقال مصدر ميداني: إن الهجوم على المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك يتم نسبه بشكل مضحك وغير معقول الى قوات الحشد الشعبي، في حين أن المجاميع المخربة أغلقت سابقًا مدخل الميدان والجسر ولم يسمحوا بأي حركة مرورية هناك. وأضاف المصدر الميداني: ان زيف هذه الادعاءات يتضح جليا من خلال التمعن في التنسيق الذي حصل بين المخربين وبين القوات المسلحة التي وفدت الى ساحة الخلاني حيث كانت مداخل ومخارج هذه المناطق مغلقة من قبل المخربين وقد فُتحت لهم بتنسيق بينهما.

وردا على سؤال حول سبب عدم تمكن قوات الأمن في الميدان والجسر من الدفاع عن المتظاهرين، قال المصدر الميداني: تزامناً مع هجوم المسلحين على المدنيين، مارست احدى مجاميع المخريبن ضغوطاً على القوات الامنية عن طريق ترهيبهم وأجبروهم على العودة. وقال إن عشرات الأشخاص استشهدوا وجُرحوا خلال الهجمات التي استمرت أربع ساعات واضاف ان تطورات ليلة الجمعة وعمليات القتل والترهيب، اظهرت الهدف النهائي والمشترك للمخربين والذين يدعون أنهم يحاربون الفساد، وهو تشويه سمعة قوات الحشد الشعبي وطرد انصار المرجيعة العليا من ميدان التحرير. واضاف المصدر الميداني إن الجموع المخربة والجهة التي تسعى لفرض سيطرتها ونفوذها، يعارضون تنظيم مظاهرات سلمية، لذلك فهم دائما ما يحاولون اشعال نار العنف عن طريق خلق اشتباكات مع المحتجين كي تكون الساحة تحت سيطرتهم لتنفيذ اجنداتهم. واردف إن دعوة المرجعية والمظاهرات السلمية للناس في ساحة التحرير أغضبت كلا المجموعتين، قائلاً إن الجهات المخربة التابعة للمحور الامريكي والسعودي كانوا يهدفون إلى جر العنف والصدام الى ساحة التحرير لإرغام انصار المرجعية العليا على الانسحاب، وهو الأمر الذي فشلوا فيه.

وبالتزامن مع سيناريو خلق صدام مسلح كامل بين المتظاهرين في ساحة التحرير، يحاول العراقيون المجيء من المحافظات الجنوبية إلى العاصمة وساحة التحرير في بغداد، فمن المؤكد أن نهاية مجاميع مخربة ستكون حتمية. هذا ودخل التحالف السعودي، المهدد بالفشل، الساحة بكل قوته وبدأ بتحركات على نطاق واسع في مدن مختلفة لمنع توافد الناس إلى بغداد وساحة التحرير. ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فقد أطلقت مجموعات مجهولة الهوية في مدينة النجف الاشرف دعاية واسعة النطاق لثني الناس من الذهاب إلى العاصمة كما حاولت تشجيع المواطنين على التجمع في ميدان الشهداء، وقد صرفوا مبالغ طائلة لذلك، بما في ذلك توفير الغذاء. في حين يختلف الوضع في محافظة كربلاء، اذ قامت المجاميع المخربة والمندسة بحرق الإطارات وإقامة حواجز كبيرة وذلك لإغلاق الطرق الرئيسة المؤدية الى بغداد منعا لتوافد الناس الى العاصمة العراقية.

في الوقت الحالي، يشكل المواطنون العراقيون الملتزمون بتوصيات المرجعية العليا، الأغلبية في ساحة التحرير وسيطروا على الوضع إلى حد كبير، وهذه العملية في طريقها للاكتمال، وفي المقابل يجب الانتظار ورؤية السيناريو التالي للأعداء لتجنب الهزيمة والفشل.

المصدر: الوقت

رایکم